كتب-اسامة خليل
مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، تزداد شكوى الكثيرين من أعراض مثل السعال وسيلان الأنف والتهاب الحلق. لكن كيف يمكن التمييز بين نزلات البرد والإنفلونزا؟ ولماذا يزداد انتشار هذه الأمراض في الشتاء؟
ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الشتوية
بحسب بيانات حديثة من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، تشهد حالات الإنفلونزا ودخول المستشفيات ارتفاعًا ملحوظًا هذا الشتاء، رغم تلقي أكثر من 17 مليون شخص لقاح الإنفلونزا. الخبراء يتوقعون أن التجمعات العائلية والاحتفالات الموسمية ستسهم في زيادة الحالات خلال الأسابيع المقبلة.
إلى جانب الإنفلونزا، يسجل فيروس النوروفيروس – المسبب للقيء والإسهال – أعلى معدلات إصابة منذ عقد، بينما تحذر السلطات الصحية في بريطانيا من موجة “وباء رباعي” تشمل الإنفلونزا، وكوفيد-19، وفيروس النوروفيروس، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).
كيف تميز بين البرد والإنفلونزا؟
نزلات البرد، الناتجة عادة عن الفيروسات الأنفية، تعد عدوى بسيطة تؤثر على الأنف والحنجرة، وتسبب أعراضًا خفيفة مثل احتقان الأنف والسعال. أما الإنفلونزا، فهي نتيجة الإصابة بفيروسات الإنفلونزا، وتتسم بأعراض أكثر حدة تظهر فجأة، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام الجسم، والإرهاق الشديد.
الدكتور جيمي وين، من صيدلية يونيفرسال، يشير إلى أن الاختلاف الجوهري يكمن في شدة الأعراض وسرعة ظهورها. الإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
لماذا تزداد الإصابات في الشتاء؟
يعزو العلماء ارتفاع معدلات الإصابة في الشتاء إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض درجات الحرارة وازدياد جفاف الهواء، مما يهيئ بيئة مثالية لنشاط الفيروسات. كما أن قلة التعرض لضوء الشمس تقلل مستويات فيتامين د في الجسم، ما يضعف جهاز المناعة.
إلى جانب ذلك، يقضي الناس وقتًا أطول في الأماكن المغلقة خلال الشتاء، حيث تقل التهوية وتزداد فرص انتقال العدوى. ومع تجمع العائلات والسفر خلال فترة الأعياد، يصبح انتشار الأمراض أسرع وأكثر شيوعًا.
نصيحة أخيرة
للتقليل من خطر الإصابة، ينصح الخبراء بالالتزام بالتدابير الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام، تجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والحصول على اللقاحات المتاحة، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للإصابة.