الفتنة وأثارها على المجمتع !!!
حازم سيداحمد حازم محمد
قال تعالى : {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم )): بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم . يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )) رواه مسلم
صدق رسول الإنسانية فنحن الآن نعيش زمن كثرت الفتن فيه ،
فنحن نعيش في زمن كثرت فيه الفتن فلا تكاد تطلع شمس يوم جديد إلاونرى أنواعا من الفتن وقد عمت البلايا والمحن والنوازل والأمة العربيةو الإسلامية تعيش أحوالا عصيبة قد تكون أحرج أيام مرت بها عبر التاريخ ,ضعف , وهوان , وفرقة , واختلاف, وتناحر, وتشاجر, , وتسلط الأعداء عليها ,ومؤامرات تدبر تلو المؤامرات فالمصائب كثيرة والجراحات عميقة والمصاب جلل , وكل ذلك بسبب ما آل إليه حالالأمة من ضياع وتشتت واختلاف وتفرق وبعد عن منهج الإسلام الحق. ويندر وجود العاقل الحكيم الذي يتناول الأمور بالحكمة ويعلج الأمور بالعقل والرشد وإن لم نتأمل نتائج هذه التصرفات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع،ونتعامل معها قبل وقوعها وبعدها، ولم ينظر إلى نتائجها فان الحال سوف يكون حال سوء في المستقبل إلا إن يشاء الله والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء عند دفع السفهاء، فالفتن من القضايا الخطيرة المزعجة،و الفتن حين تموج كموج البحر تكسر الثوابت وتخلط الأوراق ويغيب الحق ويختلط الحق بالباطل وتجلب الهزائم على الأمة دينيا وثقافيا , وسياسيا , وعسكريا, ثم تحصد الفتن أرواحا ولم تميز بين عالم وحكيم وعامة الناس ، وربما خلقت للأمة الكثير من العاطلين والمعوقين فيصبحوا عالة على المجتمع الذي كان ينتظر نتاجهم وثمرة عملهم , فالأمة في مواجهة الفتن تحتاج إلى رجال صادقين متسلحين بالعلم الشرعي لتبصير الأجيال وإرشادهم إلى مواقع الفتن ومراقدها ,, وتحذيرنا هو من الفتن التي يختلط فيها الحق بالباطل وتكون بين أفراد الأمة الواحده فلابد من التحذير منها ، وقال ابن منظور : وقال الأزهري وغيره : وجماع الفتن: الابتلاء والامتحان والاختبار , واصلها مأخوذ من قولك : فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار , لتميز ألردي من الجيد ،والفتنة نوعان : فتنة الشبهات وهذه هى أعظم الفتن والآخرى فتنة الشهوات ، ونحن بصدد فتنة الشبهات ،وهى تعصف بعوام الناس وتجتاح الخاص والعام ، وتقضيى على الأخضر واليابس ، وينشأعنها المرج والهرج ، ويدع الحليم حيرانا وفتنة الشبهات هذه هى أخطر الفتن والتى عصفت بكثير من الفرق الضالة الموجودة الآن على الساحة وكانت عبر العصور أيضا ، وتؤدى بصاحبها إلى استحلال المحرمات والمقطوع بحرمتها أو ترك الوجبات وقد تؤدى بصاحبها إلى الكفر والزندقة وليعاذا بالله، وفتنة الشبهات : ناتجة عن ضعف البصيرة وقلة العلم والغرور والكبرياء والإعجاب بالنفس والرأي , وعلاجها تصحيح القصد وعدم إتباع الهوا وقوة العلم ،ومن أبرز أسبابها قلة العلم وانتشار الجهل ، ولأن الجهل اخطر ما يكون فى تفكك المجتمعات وتضر بالأفراد والشعوب ، والجاهلين هم أسرع الناس إلى الفتن ، والسقوط فيها ،والتدافع إليها كتدافع الفراش على النار وهم حطب كل فتنة وادأة يستخدمها كل مغرض وحاقد على الإسلام وأهله لتحقيق أطماعه.
ولذلك قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين قبض العلم وظهور الجهل ووقوع الفتن . فقال صلى الله عليه وسلم : ( يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج … ) متفق عليه .
وجود دعاة الفتنة بين الناس : الذين يزينون القبيح ويقبحون الحسن , ويضلون الناس بغير علم ويزجون بهم في خضم الفتن لتحقيق مأربهم الدنيئة فينشرون الدعايات بين الناس ويربون الأجيال على ذلك ويربون الأجيال على الثأر وحب الانتقام من الناس وينشرون بينهم القصائد والأشعار الداعية إلى الفتنة أو المنشورات ويشحنون قلوبهم في المجالس الخاصة والعامة فيضيع الولاء والبراء بين أفراد المجتمع فلا يرى الفرد منا عدوا له إلا صديقه أو زميله وقريبه،وجود الأحزاب والجماعات ونشر العنصر ية بينهم ، فيتشيئ عنه فتن ومصائب كثيرة ، وقد يحصل بينهم تنافس غير محمود يبداء بتتبع الزلات والتراشق بالكلمات عبر الصحف والمجلات والمهرجانات وينتهي بالمواجهة المسلحة والواقع اكبر شاهد على ذلك .
و قلة الإدراك والوعي بين أبناء الأمة ونشر ألعنصرية والمناطقية بينهم : وقد حاول أعداء الإسلام في عهد الرسول إيجاد ذلك بينهم حتى ارتفعت الأصوات بينهم قائلين ـ يا للأنصار وقائل يا للمهاجرين ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ابد عوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة واليوم وجدت هذه الجاهليات رواجا كبيرا بين أفراد الأمة ووجد لها الدعاة إليها ولا يستغرب ذلك من الجاهل ولكن العجب كل العجب عندما يحصل ذلك ممن ينتسب إلى العلم والدعوة ويقراء الآيات والأحاديث المحذرة من ذلك فلا تحرك فيه ساكنا وكأنها لا تعنيه أو يفهم لكنه متبع لهواه فان كان كذلك فلنبكى على الأمة البواكي .
فينبغي الرجوع إلى أهل العلم الراسخين في العلم الذين انحت ظهورهم وشابت أصداغهم في طلب العلم والتعليم والفتياوى, وانقطعت إطماعهم عن الدنيا وعظمت شفقتهم على الامة وبذلوا النصيحة لهم ـ وقد زكى الله رايهم بقوله : {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } سبأ6 ـ فالعلماء يعلمون من اصول الشريعة مالا يعلمه كثير من الناس فعندهم القدرة والقوة على مواجهة الفتن ووقاية الأمة من الوقوع فيها لانهم بما اعطاهم الله من البصيرة والعلم والمعرفة يقدرون الامور بقدرها ويبينون للناس الحق من الباطل والهدى من الضلال , والتاريخ مليئ ٌ بالشواهد والامثلة على ذلك ومتى سقطت هيبة العلماء عند العامة ركب الناس الصعب والذلول وانجرفوا خلف الفتن واصبحوا حطبها ونارها …، فعلينا بالتأنى والرفق والحلم عند حدوث الفتن وتغيير الأحوال ومفارقة الطيش والعجلة من المطالب الشرعية وذلك ليتمكن المسلم من رؤية الأمور على حقيقتها وان يبصر الأمور على ما هي عليه . وهذا ما علمنا إياه النبي حيث قال : ( انه ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه ولا نزع من شيءٍ إلا شانه )فأثناء الفتن تختلط الأمور ويكثر القيل والقال وتدخل الأهواء وتكثر الآراء , والعصبيات الجاهلية , وهذا كله يحتاج إلى حلم ورفق وتأني في الأمور ،و نحن نحتاج إلى صبر كثير وخاصة عند الشدائد والمحن وفي وقت انتشار الفتن، ففي زمن الفتن تكثر الإشاعات وتنشط الدعايات وتكثر الإثارة وتضخم الأمور فالتثبت في الأمور من المطالب الشرعية المهمة وخاصة في زمن الفتن، و ضبط مصادر التلقي عندا لأمة،لان عند حدوث الفتن يكثر الكلام وتكثر التحاليل ويتطاول الجهلة وتعقد مجلس تحليلية ولقاءات وندوات ويطرح السياسيون والمفكرون ما عندهم من خير وشر وتكثر العنوان في الصحف ونشرات الأخبار المسموعة والمرئية , فيحصل الخبط وتكثر الأخطاء ويتكلم من ليس بأهل للكلام في قضايا الأمة الجسام بل قد يتطاول الحمقاء إلى الخوض في معتقدات الأمة وثوابتها التي لا مساومة عليها فتطرح على مائدة الحوار للرأي والرأي الآخر . فهذه منزلقات خطيرة وتؤدي بالأمة إلى الهاوية فلابد من ضبط مصادر التلقي عند الأمة.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر