Cairo ICT
 السبت الموافق 14 - ديسمبر - 2024م

العقوبات الأمريكية على إيران وانعكاساتها على الأمن القومي العربي.. ندوة بـ “الفارابي”

العقوبات الأمريكية على إيران وانعكاساتها على الأمن القومي العربي.. ندوة بـ “الفارابي”

عقد مركز الفارابي للدراسات الاستراتيجية ندوة تثقيفية حول العقوبات الأمريكية التي فرضتها الولايات المتحدة علي ايران, وانعكاساتها علي الأمن القومي العربي ما هي الإنعكاسات المتوقعة لإشتعال الصراع الأمريكي الإيراني على الإستقرار الإقليمي و ما هي آليات التعامل العربي مع هذا الصراع في حال إندلاع حرب إقليمية ضد إيران ؟ فمنذ حادثة السفارة الأمريكية واحتجاز 53 دبلوماسي لمدة 444يوما داخل الجمهورية الاسلامية في ايران ومنذ تلك اللحظة بدأت سلسلة العقوبات الأمريكية علي ايران فقال الدكتور مدحت حماد مدير مركز الفارابي وأستاذ الدراسات الشرقية بجامعة طنطا أن أن العقوبات الأمريكية التي فرضت علي ايران ليست وليدة اللحظة, فبعد سقوط الشاه وجاء نظام حكم ضد أمريكا وهذا من ضمن الأسباب التي دفعت أمريكا إلي النظر في شكل أخر إلي دول مجلس التعاون الخليجي وتعلن احتياجها الفعلي لدول مجلس التعاون الخليجي كبديل عن ايران . ثم صدور حزمة عقوبات متنوعة والعقوبات التي فرضت علي ايران في يوليو 2006 كانت من أقصي العقوبات ومن الممكن أن تكون كانت من . وعندما زادت العقوبات في 2010 قاست ايران اقتصاديا وتكنولوجيا وهذا ما جعل ايران توافق علي توقيع الاتفاق بأن لا يرتفع طموحها النووي إلي أكثر من 3.5 في المائة وهو تخصيب اليورانيوم . وبالتالي كان هذا الاتفاق كوسيلة للتمدد فازداد نفوذها في العراق وترسخ وجودها في سوريا وظهر وجودها باليمن وفي اطار تحدي عنيد للمملكة العربية السعودية ومن يقف مع المملكة العربية السعودية . وبالتالي العقوبات التي فرضتها أمريكا شملت أكثر من 700 فرد ومؤسسات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجيا , بالاضافة إلي عقوبات علي المواني وكل من يتعاون أو يخالف هذه القرارات من دول العالم المختلفة باستثناء ثمانية دولة وهم تركيا والصين والهند واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والعراق وباكستان وهؤلاء أكبر مستوردي النفط الايراني وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعاقب حلفائها وليس ايران , فهي تعاقب ايطاليا واليونان كدولة من دول حلف الناتو ما الذي حققته أو كسبته لولايات المتحدة وعن آليات التعامل الإيراني مع العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران.. قال الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن ، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة قناة السويس أن العقوبات المفروضة علي إيران تنوعت بين الإقتصادية والسياسية, فهدفف أمريكا ان تجعل صادرات إيران من النفط تصل الي الصفر, ولكن إيران استطاعت في توزيع إنتاجها من النفط لأن لدي إيران تهدد في العرق حيث يوجد في إيران عرق يهودي تم التعامل مع أمريكا من خلاله وأضاف أن ايران واجهت العقوبات الامريكية لانها كانت تستخدم الاقتصاد المقاوم الذي كان هدفه أنه يستثمر ولا يمنع اي عدم الإقلال في ميزانية التعليم والصحة وبالتالي نجد هناك فاقد في الإنفاق الإيراني ويحول هذا الفاقد إلي مواجهة العقوبات الأمريكية كبر رصيد من الدولارات في إيران هو رصيد جيش حراس الثورة والذي لا يضاف في ميزانية الدولة وبالتالي إيران تمتلك رصيد من الدولارات في ميزانية جيش الثورة تلجأ له عند العوز وأشار السعيد أن هناك هدف أخر لأمريكا لفرض عقوبات على إيران هو عدم تدخلها في إقليم الخليج برغم ان الولايات المتحده الامريكيه تريد أن تكون إيران فزاعة لدول الخليج العربي وذلك لشراء السلاح الأمريكي . وأكد أن العقوبات الأمريكية هي وسيلة ضغط علي إيران لتعديل الارتباط النووي الإيراني وعدم تطوير الصواريخ اللاجوسيتية لأمن إسرائيل لأن لدي إسرائيل وثيقة تثبت أن إيران قامت بتطوير برنامجها النووي وأن لديها قنبلة نووية اكبر من التي أطلقت علي اوشيما عام ١٩٩٥ أما عن الموقف الخليجي من العقوبات الأمريكية قال الواء دكتور علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة سابقًا أن موقف دول مجلس التعاون الخليجي والذي يتكون بتكون من ٦ دول وهم الامارات والبحرين وقطر واليمن والسعودية.والكويت كان يهدف إلي التنمية الاقتصادية والدفاع والتخطيط وكان هدفه في الأساس توفير درع ضد أي اعتداء خارجي علي دول مجلس التعاون ونظرا لصغر حجم القوات المسلحة للدول الست نجد أنهم ليس لهم دور مؤثر في القتال. اي لا يستطيعوا التحرك والدخول في حرب الكويت مثلما دخلت القوات المسلحة المصرية الكويت في سطو العراق علي الكويت ولم يستطيعوا بناء قوة قادرة علي تصدي لأي إعتداء خارجي وبالتالي فإن مجلس التعاون الدولى فقد قدرته علي توفير الحماية من الدول الست وبدأت كل دولة بعمل اتفاقات أمنية منفردة مع حزب الناتو . وأشار أن إيران تعتبر أي تواجد أجنبي يهدد أمنها القومي.. وفي المقابل فإن دول الخليج تاخذ الحذر من إيران خوفا من فرض النفوذ الإيراني علي دول الخليج وتصدير الثورة الإسلامية وبالتالي فإن الهيمنة الأمريكية تكون أفضل بالنسبة لدول الخليج عن الهيمنة الإيرانية. لأن في اعتقادهم ان الأمريكان تعمل علي مصالحها وضمان تدفق البترول من خلال الحفاظ علي الأنظمة وليس الإحتلال. بينما الإختلاف العقائدي والطموحات الايرانية تهددهم في إمكانية وضع اليد علي دولهم من قبل النظام الإيراني وفشل مجلس التعاون الخليجى في تكوين درع حقيفي ولذلك لجأوا في الدخول العباءة الأمريكية وأضاف عز الدين أن دول مجلس التعاون الخليجي والعقوبات الأمريكية الإيرانية مثل البحرين تؤيد العقوبات أما الكويت تحافظ علي توازن العلاقات والحياد مع ايران وخاصة العلاقات الاقتصادية لمنع المملكة العربية السعودية من الهيمنة على مجلس التعاون وبالتالى تحاول موازنة الأمور. كما أنها تأخذ دور الوسيط بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين إيران عمان .. يربطها بإيران مضيق هرمز ولذلك تحافظ علي الحياد لمصالحهم ولم تدخل في صراعات أو تحالفات أمنية مع حزب الناتو .. وبالتالي تلعب عمان دور الوسيط بين إيران والدول الأخري مثل أمريكا فقامت كوسيط وقامت بإجراء مفاوضات لإخراج الأمريكان المحتجزين في إيران قطر مؤيدة للعقوبات تماما علي الرغم من مساعدة إيران ومد أيدي الحماية لقطر في مشاكلها مع دول مجلس التعاون الخليجي إلا أن قطر ضد النظام السوري وإيران مع النظام السوري. وتساءل عز الدين .. هل من مصلحة مصر ان تهيمن أمريكا علي منطقة الخليج وبالتالي تستطيع التأثير على القرار في هذه الدول وخاصة السعودية والإمارات ؟ هل من مصلحة مصر ان تترك إيران تهيمن علي المنطقة الخليجية وبالتالي تزداد قوة إيران وتفرض أجندتها علي مصر؟. هل مصر تحتاج الي وسيط للتعامل مع إيران ؟ فلماذا لا تكون مصر كدولة اقليمية كبري لا تتعامل مع ايران مباشرة وتقوم بعمل نظام أمن اقليمي عربي عربي دون أن اشتراك ايران, لأن التعامل مع ايران لن ولم يكون أسوأ من التعامل مع اسرائيل معانها هي العدو الرئيسي للمنطقة . وختم عز الدين حديثه بضرورة عمل قوة عربية مشتركة لحماية النظام الأمني الاقليمي العربي بدلا من التحالف الاسلامي المكون من 32 دولة وفشل للبعد الجغرافي .. فأي نظام أمني اقليمي لا بد أن يكون هناك جوار جغرافي فهذا هو السبيل الوحيد للحفاظ علي الأمن القومي المصري والعربي, لأنه اذا سيطرت أي قوة اقليمية علي مصر وعلي منطقة الخليج سينهار الاقتصاد القومي العربي وتوقف الدعم السياسي والعسكري وعن الموقف الصيني والكوري والياباني قال الخبير الاسترتيجي أحمد سليمان أن الموقف الياباني لم يتوقف عن إستيراد النفط من إيران و تم ترك الأمر للمفاوضات بين واشنطن وطوكيو وأشار أن الحكومة اليابانية لم تتخذ قرار ولم تملي شيئا علي الشركات اليابانية في في حالة استيراد النفط من إيران وترك الأمر للمفاوضات بين واشنطن وطوكيو وانعكس ذلك ‘لي أكبر شركة تكرير للنفط في اليابان ولمحت أنها من المحتمل اللجوء إلي المملكة العربية السعودية عند وقف الواردات النفطية من ايران وأكد أن عدد من القيادات لكورية حذروا من التأثر الشديد بالحظر لأن البتروكيماويات ومشتقات النفط لا غني عنهم بالنسبة للاقتصاد القومي الياباني لكوريا الجنوبية واستعاضوا علي تناقص هذه النسبة من واردات النفط الايراني بمصادر أمريكية وأفريقية وبالتالي توقفت الشركات اليابنية والكورية وانخفضت واردات النفط الايرانية بنسبة 50% لتنخفض عن 60 ألف برميل حسب مؤسسة النفط الوطنية في كوريا الجنوبية . وأكد أن اليابانيون والكوريون طالبوا من واشطن تنازلات مقابل الالتزام الكامل بالعقوبات فيما يتعلق بالنشاط التجاري وهذا فيما يتعلق بالرسوم الجمركية كما حدث بالصين وممارسة ضغوط لضمان عدم ارتفاع الأسعار في السوق نتيجة للعقوبات ومساعدة اليابان في نزاعها علي الجزر الشمالية (الكوريل) مع روسيا لأن الولايات المتحدة تستخدم الجزر الشمالية كفزاعة لليابان في سيطرة روسيا علي الجزر الشمالية طالبت كوريا لجنوبية بالمرونة مع كوريا الشمالية فيما يتعلق بالعقوبات لأن هناك تيار قوي في كوريا الجنوبية هم دعاة التوحيد الذين ينتقدون موقف الحكومة الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية . الصين والعقوبات الأمريكية أما عن الصين فقال سليمان أن الصين أعلنت عدم التزامها بالعقوبات الأمريكية وكانت تسعي إلي تعزيز التجارة مع طهران والتوسع في التجارة مع طهران في واردات النفط الايراني وتجاهلت العقوبات الأمريكية . . ودعت الولايات الأمريكية إلي المرونة وتحتجب أن ذلك يتنافي مع القانون الدولي وأن العقوبات الأحادية الجانب ليست في صالح الولايات المتحدة الأمريكية . العقوبات الأمريكية وتركيا قال الدكتور محمود العدل المتخصص في الشأن التركي ومدرس الدراسات التركية في جامعة مصر أنه يري غزل غير مسبوق مع العدو اللدود تركيا وأن هناك دراما تركيا جديدة تعيشها تركيا مع ايران فالبنسبة للعقوبات الأولي كانت تركيا تتجاهل العقوبات الأمريكية, خاصة أن الحدود التركية الايرانية يصعب السيطرة عليها بسبب الأعراق الموجودة في تركيا والتي تعيش نصفها في ايران والنصف الأخر في تركيا ولذلك لم تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة علي الحدود التركية الايرانية . ولكن الأزمة التي تمر بها تركيا الآن لم تكن في الحسبان لأن الشعب التركي والنظام التركي وخاصة حزب الحرية والعدالة لا يفهم ولا يدرك شيئا إلا لغة الاقتصاد, وأن الشعب التركي اذا شعر بهزات اقتصادية كبيرة فسوف يطيح بأردوغان خاصة أن الجيش التركي والنظام التركي يأخذ تعليمات من الشعب وليس واشنطن . العقوبات الأمريكية بالنسبة لتركيا رحبت تركيا بالعقوبات الأمريكية لأنها كانت متوقعة العقوبات الأمريكية ولذلك فرضت تركيا بعض الشروط والاجراءات التجارية لمصلحة البلدين وكانت المنطقة التجارية الحرة بين البلدين علي الحدود وذلك من خلال المصانع التركية التي توجد في حلب وكانت قلعة الصناعة وما فيها من نهضة اقتصادية وتم نقلها علي الحدود بين ايران وتركيا وهذة كانت بمثابة استعدادات التركية الايرانية للعقوبات الأمريكية وأكد العدل أن الضعف الذي حدث في الليرة التركية في الأربعة سنوات الأخيرة لم يحدث من قبل في العشرة سنوات الأخيرة وقد استطاع ترامب في الفترة الأخيرة أن يهز تركيا اقتصاديا وذلك بسبب القس الأمريكي الذي احتجزه أردوغان في تركيا, والذي استغله أردوغان مقابل الافراج عن رضا دراب الذي يحاكم في المحكمة الفيدرالية الأمريكية والذي كان يبادر بالتجارة بكل أشكالها ومع تفاقم الأزمة وانهيار الليرة التركية, خاصة أن لدي تركيا العديد من الصناعات الناجحة إلا أنها تفتقد المواد الخام في الصناعة وهذا كان سببا رئيسيا لانهيار الاقتصاد التركي . كانت تريد تركيا أن تحدث عملية ضغط بين الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم القس الأمريكي مقابل تسليم رضا دراب وحقان تلي رئيس الحزب الشيوعي المختصان بقضية العقوبات الأمريكية علي ايران تركيا وايران لا تسمح لأمريكا وتركيا ستخرج من العباءة الأمريكية بهذ الملف واستغلت انشغال العالم العربي بقضية مقتل الصحفي السعودي خاشقجي واستغلت تركيا خلق ميديا واعلام مختلف عن ما كان من قبل بثلاثة شهور للتغطية علي خروج القس الأمريكي من تركيا دون علم أحد بسبب السبق الأكبر واتجاه الميديا التركية والميدية العربية تجاه الصحفي خاشقجي . وبالتالي فإن الرؤية التركية بالعقوبات الأمريكية والتحالف الايراني التركي لهذا الأمر سيكون أقوي من فرض العقوبات الأمريكية علي الدولة الأم الذي كان يهدف للتعاون في مجال التنمية الاقتصادية, والدفاع والتخطيط

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78503797
تصميم وتطوير