العالم ينتظر..سباق مع الزمن لإنتاج علاج لـ «كورونا» ..ومصر أنجزت 75%
عبدالعزيز محسن
يخوض علماء وخبراء الطب والأدوية في العالم سباقاً مع الزمن في حرب كورونا، حيث تشهد مختبرات العديد من الدول نشاطاً علمياً حثيثاً لابتكار لقاح ضد الفيروس، وقبل ذلك علاج للمرضى الذين باتوا بمئات الآلاف، فضلاً عدد كبير من الذين فارقوا الحياة بفعل هذا الوباء المستجد.
وتشمل جهود البحث هذه مجموعة من المنظمات، من عمالقة الأدوية وشركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة إلى المراكز الأكاديمية والمجموعات غير الربحية.
وعادة ما يكون تطوير لقاح جديد مكلفاً ومعقداً وطويل الأمد، ويتطلب مئات الملايين من الدولارات وسنوات من الاختبار لتحديد ما إذا كان اللقاح آمنا وفعالاً. ويأمل صانعو الأدوية ومسؤولو الصحة في تقليص هذه الجداول الزمنية بشكل كبير، استجابة لخطورة الوضع الحالي.
وفي مصر، أعلنت نقابة المهن العلمية ، أنه تم إنجاز قرابة 75% من خطة إنتاج دواء مصري، لمعالجة المصابين بفيروس كورونا.
وأوضحت النقابة في بيان، اليوم الثلاثاء، أنه تم تشكيل لجنة نقابية برئاسة نقيب المهن العلمية عبد الستار المليجي، وعضوية رئيس شعبة العلوم الطبية ورئيس شعبة الصناعات الدوائية ورئيس شعبة التحاليل الطبية، بالتعاون مع مركز التميز العلمي لفيروسات الإنفلونزا، بقيادة الدكتور محمد أحمد علي كبير الباحثين في علوم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث وفريق الباحثين معه.
وأوضحت النقابة، أن اللجنة تأكدت مع فريق الباحثين من أن مصر بسواعد علمائها وباحثيها بالمركز القومي للبحوث سيتحقق لها امتلاك سلاح رادع لهذا الفيروس الخطير خلال الأسبوعين القادمين.
وأشارت إلى أن مصر سوف تحدد دواء معالجاً لمرضى كورونا خلال العشرة أيام القادمة.
تجارب صينية
وكان العلماء في الصين أطلقوا صباح الأحد المرحلة الثانية من التجارب السريرية على لقاح كورونا، وفق ما أكدت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية، مضيفة أن بداية هذه التجارب كانت بمدينة ووهان في مقاطعة هوباي التي كانت بؤرة انتشار الوباء. وأكدت أن التجارب انطلقت بمشاركة 500 متطوع أكبرهم رجل عمره 84 عاماً. كما أكدت أن اللقاح الذي قام بتطويره معهد التقنية الحيوية بأكاديمية العلوم الطبية العسكرية تم ابتكاره بناء عن الهندسة الوراثية وهو مستخدم للتصدي للأمراض التي يتسبب بها فيروس كورونا.
يذكر أن المرحلة الأولى من التجارب التي أجريت في مارس الماضي ركزت على مدى أمان اللقاح، أما المرحلة الثانية فستركز على مدى فاعليته.
70 لقاحاً
ويجري حالياً تطوير 70 لقاحاً محتملاً لفيروس كورونا على الأقل، 3 منها بالفعل قيد التجارب السريرية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي نشرت قائمة محدثة بجهود تطوير اللقاحات في 11 أبريل، تظهر مجموعة واسعة من الشركات التي تتابع الإجراءات، التي يمكن أن توقف انتشار «كورونا»، كما أفادت صحيفة «بلومبرغ نيوز» في وثيقة في وقت سابق.
وتعمل شركة كانسينو الصينية للتكنولوجيا الحيوية بالفعل على المرحلة الثانية من التجارب البشرية للقاحها التجريبي، في حين بدأت شركتا التكنولوجيا الحيوية الناشئة الأمريكية: Inovio Pharmaceuticals وModerna في الاختبار البشري. كما تتسابق شركات كبيرة مثل جونسون آند جونسون وSanofi، لتطوير لقاحات.
وقال أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إن الولايات المتحدة ما تزال على بعد 12 إلى 18 شهراً على الأقل من إطلاق لقاح كورونا، وحذر بعض الخبراء من أن محاولة الوصول إلى هذا الموعد النهائي في وقت قياسي، خطة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
سلالة كورونا
وتسلمت روسيا سلالة فيروس كورونا من الولايات المتحدة لإجراء الدراسات وصنع اللقاح حيث جاء في بيان جمارك مدينة تومسك الروسية أنه «تسلمت شركة روسية سلالة فيروس كورونا من الولايات المتحدة، كجزء من إجراءات منع انتشار عدوى فيروس كورونا، لإجراء الدراسات وإنتاج لقاح»، ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية، اليوم الثلاثاء، عن الجمارك أنه تم نقل سلالة الفيروس في قارورة حجمها 23×0.6 ملليمتر ووزنها 88 غراماً، ونظراً إلى أن درجة الحرارة اللازمة لحفظ السلالة يجب أن تكون بين 2 و8 درجات مئوية تم وضعها في عبوة حافظة للحرارة مملوءة بالعناصر الباردة، وهكذا وصل وزن الشحنة إلى 4.5 كيلوجرام.
شركة كورية
وحصلت شركة الدواء الكورية الجنوبية «بوكوانغ» على تصديق لإجراء تجارب سريرية على دواء علاجي لكورونا. وأعطت وزارة سلامة الغذاء والدواء الكورية الجنوبية الضوء الأخضر للشركة للقيام بالمرحلة الثانية من التجارب السريرية على دواء «ليفوفير»، وهو دواء مستخدم في علاج التهاب الكبد الوبائي من نوع «بي».
وتعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها شركة محلية بتجارب سريرية على دواء علاجي لمرضى مصابين بكورونا. وسيتم استخدام الدواء على 60 من مصابي الفيروس لمعرفة مدى فعاليته وسلامته. ويعد دواء «ليفوفير» دواء مضاداً للفيروسات حصل على موافقة على بيعه في عام 2006، وهو رابع دواء عالمي لعلاج التهاب الكبد الوبائي من النوع «بي»، حيث يمنع تكاثر المواد الجينية الفيروسية.
وأفادت الشركة في وقت لاحق بأن «ليفوفير» أظهر نتيجة تشبه نتيجة استخدام دواء الإيدز «كاليترا» الذي تم استخدامه لعلاج مصابي كوفيد-19 أثناء الاختبارات المعملية على الفيروسات.