الثلاثاء الموافق 08 - أبريل - 2025م

العاصمة الإدارية| المشروع الأضخم فى مصر ما بين تصفيق المؤيدين ولعنات المعارضين

العاصمة الإدارية| المشروع الأضخم فى مصر ما بين تصفيق المؤيدين ولعنات المعارضين

  • وجه مصر يشرق من جديد فى العاصمة الإدارية الجديدة
  • العاصمة الإدارية الجديدة المشروع الأضخم فى مصر ما بين تصفيق المؤيدين ولعنات المعارضين

 

  • تقرير – هند هيكل

مشروع مصري عملاق نال ما ناله من أكاليل المدح وشعارات التفاخر والتباهي باعتباره المشروع الأضخم في مصر الحديثة، والذي سيغير من صورة مصر الحضارية والجمالية والالكترونية… الخ؛ لما يحويه من خدمات تقنية ومؤسسات حديثة من المقرر انشائها على أعلى مستوى، بالإضافة لهيئات ومقرات الحكومة الرئيسية التي لطالما كانت تزحم من حولها الشوارع والطرق والميادين؛ للدرجة التي أصبحت القاهرة تحوي يوميًا قرابة العشرين مليون نسمة أو يزيد أتى أغلبهم من محافظات أخرى بغرض استخلاص تراخيص ما، أو الحصول على تصريحات وبيانات معينة، أو إتمام إجراءات محددة لم تكن لتتم إلا في العاصمة، وهنا جاءت فكرة إنشاء عاصمة إدارية جديدة تخفف الزحام عن القاهرة وترقى بالعملية الإدارية في مصر.
لكن سرعان ما تعرض هذا المشروع للنقد والتوبيخ نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، في الوقت الذي تكلفت فيه تلك العاصمة أكثر من 45 مليار دولار، وهو ما نشر حالة من اليأس والإحباط لدى اتجاه مقابل من المواطنين ارتأوا أن صحة الفقراء وبطونهم وأولادهم وتعليمهم أولى بكثير من مثل تلك المشروعات التي لا تعود بنفعها إلا على علية القوم وأسياد المجتمع (وفق قولهم).

ولذا كان من الضروري أن نجري مثل ذاك التقرير؛ لنقف على حقيقة الوضع ونوضح نقاط الخلاف والاتفاق بين مختلف الأطراف، ونقف كذلك على نقطة صلبة تجمعنا كمصريين لدينا وطن وأرض وسماء واحدة تجمعنا، وقد كانت لنا تلك الآراء من بعض رجال الدولة المطلعين على المنظومة بشكل واضح مع آراء بعض المواطنين..

 

“العاصمة الجديدة معجزة وفخر للمصريين”
يقول الخبير السياسى “محيى بدراوى” أن تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة وظهور بشائر الخير بهذا الشكل المبهر لهو ” معجزة وفخر للمصريين ” فحلمهم يتحقق يوم ورا يوم إلى حقيقة فعلية على الأرض فى مشروع من أهم المشروعات العملاقة فى الشرق الأوسط ، مؤكداً أن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى مستمرة منذ أول لحظة تولى فيها المسئولية فهو يحق أن يطلق عليه ” رئيس الإنجازات ” ويبنى ويعمر للمستقبل لأجيال وراء أجيال ويسابق الزمن لبناء دولة ذات كيان وشأن وتاريخ .
وأشاد ” محيى بدراوى ” بهذا الحجم الهائل من الانجازات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يسابق الزمن من أجل مصر وشعب مصر وكل دقيقة عند سيادته لها حساب ويعرف جيداً قيمة الوقت .

 

“حل فعال للزحام والربكة المرورية”
وفي نفس السياق جاء رأي دكتور ” عبد الله جلال ” عميد كلية التعليم الصناعي بجامعه حلوان متفقا مع “بدراوي”؛ فقال إن مشروع العاصمة الادارية هو مشروع عظيم نظرا لأن القاهرة بوضعها الحالي اصبحت لا تحتمل السكان ولا السيارات وغيرها وهذا يؤدي إلي مشاكل اجتماعية واقتصادية وامنية كبيرة، كما إن مصر بسكانها وانشطتها حتى الان أقل من 10% من المساحة الكلية وهذا ضد الامن القومي.

موضحا، أن مصر من أكبر دول العالم في نسبة المواليد ولذا وجب التوسع الافقي، مشيرا، إلى أن الوزارات ومجلس النواب والهيئات القضاية والقصور الرئاسية وغيرها عاملين ربكة في المرور مما صعب المعيشة بالقاهرة، وأسباب اخرى أهمها بناء مدينة مخطط لها في كل شيئ من طرق وبنية تكنولوجية وحدائق وعلي اتصال مباشر بالعاصمة القديمة.

 

“عالجت مشكلة البطالة”
وعن الإنجازات التى قدمتها العاصمة الإدارية الجديدة يقول حازم سعيد “جزار” : من الواضح للعقلاء ومن يرى مصر تتقدم للأمام أن العاصمة الإدارية الجديدة أحد أهم المشروعات والانجازات الكبيرة التى تمت مؤخرا، واثبتت للعالم أجمع أن مصر قادرة على الإنجاز والتقدم ، فقد ساعدت وبشكل كبير على الحد من الزحام الذى تواجهه القاهرة.

موضحا، أن مصر تحارب وتنتج وتتعرض للمعوقات فى ذات الوقت ، فمن خلال عملى بمدينة المستقبل وبالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة فهى عالجت البطالة بشكل كبير، كما إن أجور العاملين بها كبيرة فقد يصل أقل أجر للعامل 120 جنيها يوميا وتصل عدد ساعات عمله إلى 8 ساعات ،و أتمنى من كل مصرى يريد لمصر الرفعة والرقى أن يقوم بدوره على أكمل وجه، لكى نتقدم فى كل المجالات.

” رؤية وتخطيط رشيد”
قال “محمد المنايلى” الكاتب الصحفى بجريدة الجمهورية أن مشروع العاصمة الادارية الجديدة إحدى الانجازات الضخمة التى تمت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى نظرا لما يتمتع به المشروع من رؤية وتخطيط رشيد حيث تقع العاصمة الجديدة على مسافة 35 كيلو متر من القاهرة وأيضا من العين السخنة وقناة السويس فضلا عن احيائها للمدن الجديدة التى تقع فى محيطها وهى القاهرة الجديدة ومدينتى والرحاب وبدر والشروق.
مؤكدا، أن من ميزات العاصمة الجديدة فصل الحكومى عن السكنى ويفصل بينهما النهر الاخضر ويقام على ضفيه مجموعة من المولات والكافيهات والمتنزهات الخضراء والمطاعم المصرية والعالمية ليصبح النهر ملتقى كبير لرواد العاصمة وقاطنيها فضلا عن أنها توفر فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة.
وأوضح، أن العاصمة الادارية الجديدة ساعدت على انشاء مجتمعات تنموية وعمرانية جديدة فضلا عن احتضانها الاف الايدى العاملة المصرية كما نجحت فى ابتلاع الايدى العاملة المصرية القادمة من ليبيا نتيجة تعرض الشقيقة ليبيا لاحداث سياسية ارهابية .
منوها، أن العاصمة الادارية الجديدة ومبانيها الشاهقة نموذجا رفيع المستوى تم تشييده بفكر وأيد وعقول مصرية وهاهو فندق الماسة الجديد حدوتة مصرية وهو فخر لكل المصريين .
وأضافن أن العاصمة الادارية فكرة رشيدة تحمل فى طياتها فكر تنموى متطور محاكى للعصر الحديث حيث خرجت الدولة من من عباءة الارتفاع الشاهق للعقارات والتكدس العمرانى الذى تعيش عليه مصر على مساحة 5و6 من اجمالى مساحة مصر وهكذا يتضح من اتخاذ القرار الجرئ أن ادارة الدولة لديها ارادة قوية باعادة تخطيط الدولة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وقد اتضحت معالم هذا التغيير فى تنوع الاسلحة وقيمتها الضخمة فضلا عن تعظيم الدور السياسى الاقليمى والعربى والدولى وعلى المستوى الاقتصادى فاحتاطى النقد الاجنبى تخطى الـ36 مليار دولار .

 

“مشروع ممتاز لكن ليس من أولوياتنا في شيء”
أما الكاتب الصحفي “إبراهيم فايد” والمتخصص في الشأن السياسي، فكان له رأي آخر مذبذب بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء حيث قال :

“لا شك أن العاصمة الإدارية الجديدة إنجاز هائل لم تشهده مصر من قبل؛ فإنه من المقرر أن تحوي بين جنباتها حضارة حديثة تليق بمصر وتاريخها شكلًا وموضوعًا، ودعونا لا نتطرق لتفاصيل ودقائق وصغائر الأمور عن مناظرها الجميلة الخلابة وأبراجها الضخمة وما إلا ذلك، إلا أن ما أراه فيها يستحق المدح بحق، هو تخفيفها للعبئ الواقع على مختلف مناطق وأحياء القاهرة التي أصبحت كما يقال في الأمثال الشعبية “علبة سردين” من فرط كثافة السكان بها؛ بالقدر الذي أصبحت القاهرة ضمن أعلى الدول كثافة في السكان -ولا ننسى أن الكثافة هي عدد السكان مقسومًا ومُوَزَّعًا على المساحة المتواجد بها- وعامة إن صَحَّت كل تلك الأقاويل والتصريحات الحكومية المعسولة فلن يمكن لأحد أن ينكر جودة ورقي هذا المشروع، ولكن.. خلافي الوحيد وأعتقد أنه خلاف الكثيرين من أبناء مصر وخلاف أغلبية المعارضة بل وحتى المؤيدين لمعظم القرارات الحكومية، أن هذا ليس بالوقت الأمثل لتدشين مثل تلك المشروعات المهدرة للمال العام في ظل ما تعانيه مصر من انهيارات اقتصادية تلقي بظلالها على مختلف مجالات الدولة الصحية والتعليمية والغذائية والتجارية والاستثمارية… الخ، فقد كان من الأجدى توفير تلك الـ 45 مليار دولار لإعادة تشغيل المصانع المغلقة، وتطوير منظومة الصحة، والاستثمار في التصنيع الزراعي والبحوث الزراعية، وغير ذلك من المشروعات التي تعود على الدولة بالربح حتى نتخطى تلك المرحلة الفاصلة من عمر الوطن، ثم نهدر كيفما شئنا؛ إذ ليس من البديهي ولا من العقل والمنطق في شيء ألا نتعلم من كارثة مشروع قناة السويس الجديدة والتي أهدرت 64 مليار دولار في مكان ليس من أولويات مصر بشيء، وليس من المنطقي كذلك أن نقترض من “طوب الأرض” لنضع التمويل في مشروعات ليست من أولويات الشعوب في شيء”.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80905430
تصميم وتطوير