مصطفى النحراوى _ سيد عبد الدايم
بدأت الطفله مريم غراب منذ نعومة أظافرها تستمع إلى الأغاني والألحان بكل تركيز وتستطيع أن تُعيدها على نفس النغمات دون نسيان أو تغيير، الأمر الذي لفت نظر والدها ووالدتها إلى موهبتها، وبحثوا لها عن مكان لتنمية هذه الموهبة، الأمر الذي كان صعبًا جدًا لأنهم من أبناء مدينة زفتى بمحافظة الغربية التي لا يوجد بها قصر ثقافة، وأقرب قصر ثقافة من منزلها في مدينة طنطا عاصمة المحافظة، إلا أن والد الطفلة مريم ياسر غراب، صاحبة الـ10 سنوات، والتلميذة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة فاطمة الزهراء بزفتى، قرر أن يبحث عن بديل دعمًا لموهبة ابنته.
ويقول ياسر غراب، والد الطفلة الموهوبة: “عندما تيقنا من موهبة ابنتي كان كل ما يشغلني أن أصقل موهبتها بالعلم، خاصة أنها اختارت أن تكون عازفة لآلة صعبة، ولم نر أحدًا في مدينتنا يحملها وهي الكمان، وقمت بإهدائها كمان في عيد ميلادها السادس، وبالفعل وعندما وصلت مريم لثمان سنوات افتُتحت في مدينة زفتى إحدى الأكاديميات الخاصة لتعليم الموسيقى والغناء والعزف، وكانت مريم من أوائل المُنضمين”.
والتحقت الطفلة مريم بالأكاديمية منذ عامين لتكون أصغر عضوة، في الوقت الذي تضم الفرقة بين أعضائها العديد من الشباب والأطفال من هم أكبر منها سنًا، والتي أسسها ويقودها المايسترو زكي العدس، وهو الذي تبنى الموهبة وأخرجها إلى النور، كعازفة كمان متميزة، بعدما كانت بداية العزف بالاجتهاد على آلة الكمان واقتناء أول “كمان” عند سن ٦ سنوات.
وأضاف والد الطفلة الموهوبة، في حديث،: “أما عن التشجيع ودفعها للاستمرار فكنت مُصر أنها موهوبة وتستحق الرعاية وشرائي لها آلة كمنجة هدية في عيد ميلادها السادس كانت مفاجأة لجميع الأسرة، وفوجئ الجميع وأنا أقدم لها الهدية ولم يكونوا يتوقعون”.
ويُكمل والد الطفلة: “البداية الحقيقية على يد أستاذها المايسترو ذكى العدس، عند سن 8 سنوات، والذي يرجع له الفضل بعد الله في وصولها لمستوى مميز بعد تدريبها خلال السنوات الماضية، حتى أصبحت تُجيد قراءة النوتة الموسيقية الشرقية والغربية وإجادة المقامات الموسيقية المختلفة، وأيضًا إجادة عزف الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، وإجادة مهارات الصولفيج والإيقاع الحركي والنظريات الموسيقية”.
ويضيف: “حصلت مريم، على المركز الأولى على مديريات التعليم بقطاع وسط الدلتا، في التربية الموسيقية وتم ترشيحها لتنافس على مستوى الجمهورية، وتوقفت المسابقات بسبب فيروس “كورونا”، والجميع ينتظر استئناف المسابقة”.
وبصوت لا يكاد يُسمع، قالت مريم ياسر، إنها مدينة بالفضل بعد الله لوالدها ياسر غراب، ومدربها المايسترو ذكي العدس، وأنها تعشق سماع الموسيقى الغربية، وخاصة عازف الكمان وقائد الأوركيسترا العالمي أندرية ريو، وأنها مداومة على متابعة الاوركسترات الغربية وخصوصًا أعمال موزارت وكورساكوف.
وأضافت أنها تستطيع أن تعزف ألحان لمطربين كبار مثل كوكب الشرق أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وعبدالغني السيد، متمنية أن تستطيع الالتحاق بمكان ومعهد متخصص في الموسيقى، مؤكدة أن حلمها الالتحاق بـ”الكونسيرفتوار”.
التعليقات