أوصى عمر بن الخطاب مولاه أسلم ، فقال له : ( لا يكن حبك كلفا ، ولا يكن بغضك تلفا ) لا يكن بغضك تلفا مثل الصبى عندما يكره لعبته يتلفها ! ومعنى الكلام : أي لا تكن متطرفا في حبك ، ولا تكن متطرفا في بغضك
أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وابغض بغيضك هونا ما، عسى ان يكون حبيبك يوما ما
والمعني : ليس هناك حب مطلق ، ولا بغض مطلق . حتى بين المؤمنين أنفسهم ، ليس هناك حب مطلق ، بل أنت تحب المرء بقدر ما في قلبه من تعظيم لحرمات الله ، فإن ترك هذا المعنى بغضته فى الله ولو كان أباك ، ولو كان اخاك ، ولو كانت زوجتك ، ولو كان ابنك ! لا يوجد هناك حب مطلق على طول بل إنما تحبه لما لهذا المعنى في قلب من تحب وهو تعظيمه لحرمات الله . ولذلك ممكن واحد تكون مثلا في مرحلة من مراحل حياتك ، أحببته في الله فإذا وجدته عصى الله عز وجل ، وركب مركب العصيان والفواحش ، وجب عليك أن تبغضه فى الله ، فإذا رجع وتاب ، وجب عليك أن تحبه وهذا هو معنى الحب فى الله والبغض فى الله فليس هناك حب مطلق ولا كره مطلق
..