الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

السيد الفضالي كتب الصحابه في عبقريات العقاد بين الحقيقه والتأمل

السيد الفضالي كتب الصحابه في عبقريات العقاد بين الحقيقه والتأمل

الصحابه في عبقريات العقاد بين الحقيقه والتأمل

للعقاد العبقريات فى أواسط القرن العشرين وأظن أن تأثره بالفيلسوف الألماني نيتشه كانت من العوامل الكامنة خلف رؤيته التاريخية للصحابه من منطلق عبقرية الأفراد وهو منظور ضيق لا يثبت أمام النقد لأسباب عديده أهمها: الأول.. ليس معهودا أن تشهد حقبة زمنية بعينها مجموعة من العباقرة مجتمعين فى مكان واحد حيث أن العبقرية تعني التميز الفردى الفائق فى القدرات هو أمر محدود ونادر وإلا لما لفت إليه النظر واستدعى الدراسة. الثانى.. هناك شخصيات تناولها العقاد يصعب وصفها بالعبقرية لأن الورع الدينى ليس دالا بحال على عبقرية خاصة كما هو الحال مع عثمان بن عفان مثلا. كما أن النجاح فى تحقيق الهدف لم يتوفر فى شخصية الإمام على الذى انقسمت فى عهده الدولة فعليا.. وإذا جاز لنا أن نتناول شخصية الإمام على بالإعجاب بناء على حكمته وبلاغتة وثباته على مبادئه فإنه يصعب التدليل علي عبقرية ما فيما يخص إدارة أزمات الدولة منذ الثورة على عثمان مرورا بمعارك الجمل ومسألة التحكيم وقتال الخوارج وما إلى ذلك. الثالث.. التعويل فى سيرورة التاريخ على الأفراد بأكثر مما يجب يلغى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسة وهى محركات أساسية للتاريخ لا يمكن التقليل من دورها. لقد عارض أستاذنا العقاد النازية معارضة كبرى حتى أنه اضطر إلى الهرب إلى السودان حين وصل عسكر روميل إلى مصر عام 1943 وقد كان من دعاة الحرية والديمقراطية المتحمسين ولكننا نلاحظ فى كتب العقاد احتفاءاً بالغاً بالأشخاص البارزين المعاصرين له كسعد زغلول وغاندى وبسمارك كما له كتب عن الحسين وعن بلال بن رباح وفرنسيس بيكون. غير أن نقدي لعبقاريات العقاد عن الصحابه الهدف منها هي الدراسه المنطقيه لبث روح جديده في النشء بماضي يستدعي التأمل وحاضريستدعى الدرس وعبقريات العقاد – كعامة كتبه – أسفار قيمة تتجلى فيها موسوعيته وقدرته الفائقة على تحليل الشخصيات والأحداث فما كان أحراه أن يضع العبقريات بأسماء أصحابها كأعلاما ليتيح للقارىء استنباط عبقريات بنفسه عوضا عن إعطائه قرارا مسبقا لكني أتذكر نيتشه دائما عندما أقرأ في عبقريات العقاد فقد كانت لأفكار الفيلسوف الألمانى نيتشه تأثيرات واسعة عندما نادى بنظرية السوبر مان وأعلى من دور الأفراد الأفذاذ فى دفع البشرية إلى الأمام ورغم أنه لم يكن عنصريا إلا أن أفكاره قادت إلى أشد ألوان العنصرية تطرفا حين انطلقت من ألمانيا دعوة هتلر النازية

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79634290
تصميم وتطوير