رغم أن الساحه الغنائية امتلأت بالأصوات النشاز واغاني المهرجانات والتلوث السمعي بات هو سيد الموقف علي الساحة .. إلا أن هناك أصوات رائعة تستحق الاشاره والثناء وتستحق التكريم وسط هذه الأصوات الرائعة التي نالت اعجاب واستحسان الجمهور والنقاد معا ..انه العالمي ” حكيم ” … ذلك الصوت الشجي الذي يتسم بالقوه والجرأة والإحساس العالي.. ذلك الصوت الذي يشق طريقة نحو القلوب بنغمات أشد روعة…
عرفه الجمهور من خلال الاغاني الشعبية الرائعه التي ميزت لونه الغنائي وجعلته يتربع علي عرش الاغنية الشعبية في مصر لقد تفرد حكيم ابن الصعيد الذي يشق طريقة نحو الشهرة والانتشار بخطي ثابته ومتمكنه وسط منافسة شرسة من أبناء جيله الجادين ..
يتسم حكيم بتنوع أغنياته واختياراته الدقيقة للكلمات واللحن المميز مما جعله يمتطي جواد الثقه بالنفس.. حيث انه واحد من القلائل الذين نجحوا في جذب الجمهور والتفاعل معه من خلال الاغنيات التي قام بتصويرها بطريقة الفيديو كليب وكذلك الأغنيات التي تميز بها علي مدار مشواره الطويل.. فقد حقق فرحات شهره طاغية لانه يجيد التعامل مع شعراء من العيار الثقيل وملحنين مشهود لهم بالكفاءة والقدرة..
وجميع المتعاملين مع” حكيم “يدركون انه مختلف تماما عن غيره وانه قادر علي اعتلاء منصه النجومية في الغناء الشعبي خلال سنوات قلائل فقد اتخذ لنفسه لونا غنائيا يجعلة منفردا عن الآخرين.. وقد نالت اغنياته الأخيره تفاعلات بالملايين لأنه استخدم فيها كل سبل التكنولوجيا الحديثة مع كلمات راقية ومتميزة تخاطب الحس والوجدان وتتلامس مع المشاعر.. وكذلك ألحان مدروسة بعناية .. ناهيك عن التوزيع وخلافه.. فما جعل العالمي ” حكيم ” ينجح بهذا الشكل ويتميز انه استطاع أن يدقق في أغنياته ويختارها بعناية فائقة.
هو مطرب الاغنية الشعبية الاول في مصر ، مطرب غير عادى استطاع ان يوسع جمهور الاغنية الشعبية بعدما كان يستمع اليها فئة معينة من الناس واصبح اللون الشعبى فنا يليق بجميع المستويات وحتى محبى الطرب الاصيل يفضلون الاستماع لحكيم لخفة ظله وتجديده وحيوية موسيقاه وكذلك لاستخدامه لغة الشارع المصرى ، وحكيم غالبا ما يمزج الموال الشعبي بالأغنية الشبابية يساعده في ذلك صوت قوي وعذب ودافئ قريب الى قلوب الملايين من معجبيه وهو من اكثر المطربين اللذين يتجاوب معهم الجمهور على خشبة المسرح.
ولد حكيم في مغاغة في محافظة المنيا بصعيد مصر وبدأ الغناء وهو في الثامنة من عمره وعندما بلغ الرابعة عشر كون فرقة موسيقية وبدأ في ممارسة الغناء في الحفلات المحلية وفى المدرسة ، في البداية كان حكيم يغنى بمصاحبة الطبلة والدف والأكورديون -وكان يقلد أحمد عدوية و محمد العزبى وعبد الغنى السيد – ثم اضاف حكيم لفرقته الاورج والدرامز وطاف بها مختلف انحاء محافظة المنيا .
وقد واجهت رغبة حكيم في الغناء رغبة والده عمدة مغاغة الذى كان يريد له ان يلتحق بجامعة الازهر ، وقد التقى حكيم بالصدفة باحد أشهر عازفى الأكورديون بشارع محمد علي وهو إبراهيم الفيومي الذي تتلمذ على يده حكيم وعندما حصل حكيم على البكالوريوس في1983 عاد إلى بلده لمتابعة هوايته الموسيقية ليكون اوركسترا مصغرة تضم مزيج من الآلات الشرقية والغربية الطبلة والدف والاوكورديون والترومبيت والدرامز والجيتار المعدنى والأورج .وبالتدريج اصبح حكيم المغنى الاكثر شعبية في المحافظة ولكن آماله تجاوزت ذلك ونادته القاهرة بأضوائها وبالفعل لبى النداء وفي 1989 التقى حكيم بحميد الشاعرى وسرعان ما بدات بينهما صداقة حميمة ووقع مع حميد عقدا لانتاج اول ألبوماته ( نظرة ).
ويعتبر البومه (نظرة) الذى صدر عام 1991 هو جسر الصلة بين حكيم والجمهور الذى فوجئ بلون غنائى شعبى جديد ثم اطلق البومه الثاني (نار) في 1994 ثم البوم (افرض) في عام 1996 والبوم (هايل) في 1998 ثم البوم ( ياهووه) وآخرهم البومه (طمنى) الذى قام فيه حكيم بدويتو غنائى مع المطربة أولجا مارتن في اغنية “آه يا قلبي” الذي صوره بالولايات المتحدة الأمريكية وأخرجه مخرج أمريكى.
وبالرغم من ان كل رصيد حكيم الفنى 6 البومات الا ان شعبيته زادت بشكل كبير ليس فقط داخل مصر بل في الشرق الاوسط واستراليا واوروبا وأمريكا الشمالية وافريقيا ، وقد حصل حكيم على العديد من الاوسمة منها حصوله على جائزة كورا الافريقية الرفيعة المستوى كأفضل مغنى في شمال افريقيا وذلك عام 2000 ، كما اختير لتمثيل مصر في مهرجان الاغنية في نانتيس بفرنسا عام 1999، وقد دفعت شعبيته المتصاعدة شركة بلو سيلفر الفرنسية لإصدار ألبوم يضم أفضل أغانى لحكيم وقد وجد ترحيبا أوربيا كبيرا
ولم ينسي حكيم يوما من وقفوا بجواره في بداية مشواره حتي كتابة تلك السطور أبرزهم الكاتب والاعلامي محمد فودة ، الذي اطلق عليه ” صانع النجوم ” وهي حقيقة لا ريب فيها وهو ما يؤكده الكثيرون من المطربين والفنانين في كل مناسبة واخرهم نجم الجيل تامر حسني الذي لم يتوانا لحظة في اعطاء كل ذي حق حقه ، وهو ام كشف عنه تامر حسني خلال حفلته الاخيرة عندما اكد مرة اخري علي الدور الكبير والفعال للكاتب والاعلامي محمد فودة في مسيرته الفنيه .
ادا فنحن امام حاله فنية متفرده تستحق الاشادة والتقدير في كل وقت وحين.. وللحديث بقيه.
التعليقات