مادام يستمر المبتزبن والانتهازيون والمنافقون، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير. وحتى لا نكون مثاليين، فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الموضوع عندنا زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به عالميًا ومحليًا، وكأنك يا أبوزيد «لا رحت ولا ثرت ولا جيت»، ولا نقصد عودة فلول من هنا أو هناك، فطبيعى أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى السياسة، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم، وفى حال فوز هؤلاء ووصولهم إلى مناصب تنفيذية، أو تشريعية يعنى أن فيروس الفساد يسكن القلب، وأنه «مافيش فايدة»، ومعنى أن المنافقين الذين عبروا من الحزب الوطنى للإخوان ومازالوا مستمرين، يعنى ضياع أى إمكانية للتغيير.
فى عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسى يقول الحقيقة، إلا لو كان سابقًا.. ستجد الوزير أو المسؤول أو الآفاق السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة، وينتقد الفساد، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا، وربما متورطًا فى كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه.
وطبيعة السياسة أن ما هو مطروح فى العلن من كلمات ضخمة، وحديث عن المبادئ والقيم العليا شىء، وما هو واقع وحادث من هذا الزعيم أو فذاك أمر آخر.. لن تجد منافقًا يبرر النفاق ، ولا لصًا يجادل فى كون السرقة أمرًا مستهجنًا، ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية، بل إن المبتزبن والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير.
لماذا نقول هذا؟، بمناسبة عدد من الآفاقين فى كل العصور، وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، و«احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد»، وكثير من معارك نراها اليوم خلف الكيبورد يوزعون صكوك الوطنية والشرف عبر مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن ضحيه من خلال الابتزاز الرخيص .
مثلما يفعل ( عبدة مشتاق ) هذا المغربي الذي احترف طرق الابتزاز منذ عهد رجال سيد عصرة ( السويركي ) الذي رضخ عقب انتهاء حكم السنة السوداء للجماعة الإرهابية ، عندما نصب ( عبدة نشتاق ) شباكه العنكبوتية واستغل اعلان الدولة الحرب علي تلك الجماعة الإرهابية وهو أسلوب هذا المغربي الرخيص في اصطياد ضحاياه وأرسل رسائل متتالية عن طريق صديقة الوفي ( أبوطالب ) ليهدد سويركي ( التوحيد ) بان يدفع المعلومة او سيكون مصيره مثل باقي حلفائه وهنا يقصد ( عبدة مشتاق ) قيادات الجماعة الإرهابية أمثال البلتاجي والعريان وحجازي وباقي التشكيل المجرم ، حتي رضخ شهريار زمانه وأعطي هذا الشاذ المحترف ما يطلبه لشراء شقة بشتيل إمبابة لترحمه من غرفتين البدروم في فيصل ، وبعد ان فرا بالاختفاء لسنوات طويلة حتي هداه فكره الشيطاني ان يعود من الباب الكبير واعتقد ان كل طير سيأكل لحمه حتي خرج هذا المغربي الشاذ ليسن قلمه الرخيص ليهاجم به أشخاص يحتاج لمليون سنه ضوئية ليصل لمكانتهم هذا الصعلوك ويعيش في ابتزازه الرخيص علي ماضي انتهي بلا رجعه ليقنع عقله المريض انه سيجد ضالته في تحقيق مآربه العفنة هذا المنافق الأشر .
وهناك منافقون «عابرون لكل الأنظمة»، يمتلكون قدرات على البقاء والفوز، والعيب ليس عيبهم، لكنه عيب النظام السياسى والاجتماعى الذى مازال يسمح لهؤلاء الآفاقين بالتواصل معهم تحت مسميات واهية ، عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسى.. لايكفى أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التى تمنع مثل هؤلاء الشواذ المبتزين من الحصول على هدايا التغيير.. إن الشىء الوحيد الذى يجب أن يظهر فى هذه الظروف الصعبة هو القانون، والذى يجب أن يختفى هو حزب «المبتزبن الانتهازيين خاصةً وان منهم شواذ يرقصون علي جثث الوطنية ، وفي النهاية سيذهبون الي مزبلة التاريخ ( لا طالوا بلح الشام ولا عنب المغربي فقط وليس شاذاً آشر مثلما وصفة العديد من نجوم الفن والمجتمع ).. وللحديث بقيه .
التعليقات