الإثنين الموافق 16 - ديسمبر - 2024م

السودان في مواجهة أقوي هجمات من قبل مليشيات مسلحة علي عدد من المناطق .. تقرير

السودان في مواجهة أقوي هجمات من قبل مليشيات مسلحة علي عدد من المناطق .. تقرير

تقرير : إيمان حامد 

تشهد السودان في الآونة الأخيرة اتساع في رقعة العنف في دارفور حيث هاجمت مليشيات مسلحة عددا من المناطق مما أدى إلى قتل وتشريد المئات من السكان وقد وأعلنت ولاية غرب دارفور حالة الطوارئ وحظر التجوال الليلي على خلفية الأحداث الأخيرة.

و في بعض مناطق الإقليم شهدت عمليات نهب وحرق واسعة طالت عددا من القرى وسط احتقان أمني وقبلي كبير في العديد من أنحاء الإقليم ومقتل ضابطين كبيرين في الجيش السوداني على الرغم من توقيع اتفاق السلام السوداني في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أكتوبر 2020، إلا أن الأوضاع في دارفور لا تزال تشهد اضطرابا أمنيا كبيرا وهشاشة واضحة ظهرت ملامحها بقوة في الأحداث التي اندلعت في ولايتي غرب وجنوب دارفور خلال الأشهر الأخيرة والتي أدت لمقتل وإصابة آلاف المدنيين العزل بينهم نساء وأطفال.

فشلت الاتفاق بعد مرور أكثر من عامين على توقيعه 

 في وقف آلة الحرب التي اندلعت في عام 2003 وحصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين في دارفور وكردفان والنيل الأزرق؛ لكن بعد أكثر من عامين من الاتفاق لا تزال المعاناة وعمليات القتل مستمرة؛ مما أثار انتقادات كبيرة للاتفاق؛ وتساؤلات عديدة حول الأسباب التي أدت إلى إخفاق الاتفاق في تحقيق تطلعات أصحاب المصلحة الحقيقيين كما يثير تشظي الحركات المسلحة وتكاثرها مخاوف كبيرة ويلقي ظلالا قاتمة حول إمكانية نجاح جهود الاستقرار في المناطق التي عانت نزاعات أهلية استمرت أكثر من ثلاث عقود.

اوضح المراقبين، أن تأخر تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية والبحث عن الامتيازات والمناصب جعل من مناطق مثل دارفور أرضا خصبة لتوالد المزيد من الحركات مما يهدد بنسف العملية السلمية ويعيد البلاد إلى مربع الحرب من جديد كما أن تكاثر الحركات المسلحة هو نتاج لسياسات اتبعها النظام السابق عبر اختراق الحركات الرئيسية وتأجيج الصراعات والنزعات الانفصالية داخلها حتى يسهل احتوائها

وأضاف الصحفي صديق محيسي إن انتهاج أسلوب الترضيات وتقسيم المناصب شجع الكثيرين إما على الانفصال من كياناتهم الأصلية لتكوين فصائل جديدة أو بناء حركات مستقلة ليست ذات وجود كبير على الأرض، لكنها تشكل في الجانب الآخر تهديدا أمنيا وتعيق أي جهود لحل نهائي لأزمة الحرب موضحا أن معظم الحركات المسلحة لا تحمل رؤية منهجية محددة لكنها تستغل غياب هيبة الدولة لفرض واقع القوة في مناطق محددة خصوصا في ظل انتشار أكثر من مليوني قطعة سلاح في منطقة دارفور وحدها وأن النهج الحكومي القائم على إيجاد حلول سطحية لا تخاطب القضايا الأساسية في مناطق النزاعات هو السبب المباشر الذي يغذي مشكلة تكاثر الحركات المسلحة.

وتابع محيسي أن ثقافة الإفلات من العقاب وتأخر تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب أسهمت في تأجيج المشاعر واستمرار الصراعات القبلية مما أدى إلى نشوء المزيد من الحركات المسلحة مؤكدا علي أن وجود أكثر من جيش واحد في البلاد أسهم بشكل مباشر في تغذية نمط تشكيل حركات مسلحة وإن كانت صغيرة الحجم.

أكد العميد مبارك بخيت مسؤول الترتيبات الأمنية في مسار دارفور؛ المضمن في اتفاقية السلام علي أن تلك الأرقام محاط شك كما إن هنالك وجود لعدد من القيادات المنفصلة عن حركاتها الأصلية لكنها لا تملك قوة كبيرة على الأرض؛ مشيرا إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الانتشار للواسع للسلاح في أوساط السكان كما أن النظام السابق استخدم سياسة تشظية الحركات حتى يسهل ضربها مما أدى إلى نشوء حركات صغيرة لكنها ليست ذات تأثير أكبر.ويرى محيسي أن المشكلة تكمن في اتفاق جوبا نفسه والذي لم يراع التناقضات العديدة الموجودة على الأرض وركز بشكل كبير على تقسيم السلطة.

 وقال منظمة الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون سوداني معظمهم في مناطق الحرب يواجهون خطر الجوع بسبب النقص الحاد في الغذاء.

ومن جانب آخر فإن منذ أكتوبر 2021 تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من 5 مرات وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء وأطفال وحرق قرى بكاملها وفي يونيو 2022 شهدت مناطق في ولاية النيل الأزرق اقتتالا قبليا دام تجددت مرة أخرى في أكتوبر مما أدى إلى مقتل أكثر من 600 ونزوح أكثر من 200 ألف إلى مناطق أكثر أمانا في شمال الولاية وولايات أخري .

وألقت الولايات المتحدة الضوء علي أن في أكتوبر 2022 اندلعت أعمال قتل وحرق واسعة في منطقة لقاوة في ولاية جنوب كردفان سقط خلالها أكثر من 60 شخصا ما بين قتيل وجريح واضطر نحو 36 ألف شخص للفرار ومنذ بداية 2023 تزايدت أعمال العنف في الكثير من مناطق دارفور وتدهورت الأوضاع أكثر بعد مقتل ضابطين في الجيش.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78545765
تصميم وتطوير