كتبت – أمل حسنى
شاركت المرأة المصرية منذ مطلع التاريخ مع الرجل في جميع مراحل الحياة وفي شتى المجالات؛ وساعدت في خلق المجتمع المصري و أثبتت أنها قادرة على القيادة والريادة على أعلى مستوى و سطرت أسطراً من النجاح في جميع المجالات
وكانت المرأة ولازالت جزءا من ثقافة صناعة الحياة المصرية فكان لها الدور الفعال في الثورات منذ أن خرجت جنبا إلي جنب مع الرجل في ثورة 1919 المصرية واستشهدت؛ وكان ذلك دلالة واضحة علي انخراطها في الحركة الوطنية المصرية رافضة السلبية والدور المهمش لها، وقد شهد لها وحياها الزعيم الراحل سعد زغلول و اعترف بشجاعتها ودورها في ثورة 1919 قائلا في أول خطاب له بعد عودته من المنفى: “لتحيا السيدة المصرية”
وكان بعدها أول اعتراف بدور المرأة في المجتمع وكانت ثورة 1919 هي الشرارة الحقيقية للمرأة المصرية والتي بدأت من بعد ذلك مشاركتها في جميع النواحي السياسية تأخذ أشكالا عديدة .. وبالرغم من ذلك فقد صدر دستور 1923 دون أن يعطيها حقوقها السياسية! ما أدى إلى تصاعد الدعوة للمطالبة بحصول المرأة على هذه الحقوق ، إلى أن تم تأسيس أول حزب سياسي للمرأة تحت اسم الحزب “النسائي المصري” عام 1942 وطالب “الاتحاد النسائي المصري” في عام 1947 بضرورة تعديل قانون الانتخاب بإشراك النساء مع الرجال في حق التصويت وضرورة أن يكون للمرأة جميع الحقوق السياسية وعضوية المجالس المحلية والنيابية. كما خرجت مظاهرات نسائية خلال المؤتمر النسائي الذي عقد في 19 فبراير عام 1951 تهتف بأن البرلمان للنساء وللرجال.
ثم جأت بعد ذلك ثورة 23 يوليو 1952 لترسخ مفهوم مشاركة المرأة أكثر فأكثر في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فبعد قيام ثورة يوليو 1952 نص دستور 1956 على منح المرأة حقوقها السياسية الكاملة حيث سادت قناعة بأن حرمان المرأة من هذه الحقوق يتنافى مع قواعد الديمقراطية التي تجعل الحكم للشعب كله وليست جزءاً منه فقط، وبناء على ذلك دخلت المرأة المصرية لأول مرة البرلمان إثر انتخابات عام 1957 … وكان حصول المرأة على حقوقها السياسية بداية لتمتعها بمزيد من الحقوق الأخرى مثل الحق في تقلد الوظائف العامة والعليا، وفي الاعتراف بها كقوة إنتاجية على قدم المساواة مع الرجل وقد توج هذا التطور بتعيين أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر عام 1962، ومن ذلك التاريخ استمر إسناد مناصب سياسية للمرأة وتقلدت الوظائف العليا في كافة ميادين الحياة فأصبحت وزيرة واشتركت في الحياة الحزبية وتولت مناصب قيادية داخل تلك الأحزاب، وتوج ذلك بتعيينها قاضية وباتت عنصرا مهما ومؤثرا في عملية الإصلاح السياسي التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.
مما دعا عددًا كبيرًا من المؤسسات والمراقبين للإشادة بدور المرأة في الحياة السياسية.حتى وصلت مشاركة المرأة في الانتخابات الى أربعة أضعاف مشاركة الرجال، وهو ما يعكس مدى الوعي السياسي لديها، حيث حمّل النساء مسؤولية خروج مصر من عنق الزجاجة في ظل ظروف صعبة اقتصادية واجتماعية.
التعليقات