Site icon جريدة البيان

السعيد حمدى يكتب الحوار الوطني فرصة لابد من استغلالها

السعيد حمدى

السعيد حمدى

بقلم/ السعيد حمدي

منذ الإعلان عن بدء الأكاديمية الوطنية للتدريب الإعداد للحوار الوطني بحسب توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي، و تتوالى الأخبار حول كيفية إنجاح ذلك العمل و إتمامه بشكل يضمن مساهمة كافة أطياف المجتمع.
قيل أن المشاركة متاحة للجميع دون إقصاء و لكن هذا الجميع إلى الآن و حسب الأخبار المتداولة يتمثل في الأحزاب و الحركات السياسية المختلفة و الهيئات و غير ذلك من الكيانات بالإضافة إلى شخصيات عامة.. بحسب ما نشر من خلال بعضهم لخطابات و جهتها إليهم الأكاديمية الوطنية لطلب الإدلاء برؤيتهم في كيفية تنفيذ الحوار.
هذا جيد للغاية ومهم بالطبع.. و لكن أعتقد أننا لا يمكنا القول بأن الأحزاب الموجودة حتى الآن مجتمعة تعبر عن الشعب المصري بأكمله بشكل حقيقي،  لأنها لا تتمتع بقواعد جماهيرية واسعة تمنحها تلك الصفة، و لكنها بكل صراخة في أغلبها عبارة عن مجموعات صغيرة بعضها لا يتعد بضعة أشخاص و لا يوجد تأثير لأي منها في الشارع المصري على الإطلاق، و كذلك الأمر بالنسبة للحركات السياسية كافة و بالطبع الشخصيات العامة أيضا مهما كانت الأسماء.
كل هؤلاء تواجدهم مهم من جانب الحديث عن المناخ السياسي و ما هي الطموحات المرجوة من حيث المشاركة  الفعلية في الحياة السياسية و الحريات و غير ذلك، و لكن يظل جانب المواطن متوسط الحال و البسيط و همومه يحتاج إلى إشراكه و بكثافة و الاستماع إليه جيدا في هذا الحوار لأنه ببساطة أفضل من يمكنه الحديث عن نفسه.
و بناء على ذلك يجب أن يسير هذا المقترح في اتجاهين.. الأول تنظيم حضور أعداد من فئات المجتمع المختلفة يتم اختيارها بشكل عشوائي ودون انتظار تقديمهم لطلب عن طريق الموقع الالكتروني للأكاديمية، لأن هناك كثر تشغلهم قسوة الحياة عن الدراية بذلك و ربما عن الحوار نفسه، و ثانيا يجب أن تنزل مجموعات بحثية مدربة جيدا إلى الشارع لاستطلاع آراء الناس و معرفة ما يريدونه بكل شفافية، ذلك بالإضافة إلى الإعلان عن حساب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مخصص للحوار، و من خلاله يتواصل الناس بشكل مباشر و تؤخذ آراءهم بعين الاعتبار.
من الأهمية بمكان وصول صورة واضحة للمواطنين العاديين في المقام الأول بخصوص الأمر لأنهم المعنيبن به من الأساس و ليس من يسمون بالنخبة فقط.
لابد أن نعي جميعا بلا استثناء سواء الشعب أو الحكومة أن هذا الحوار فرصة لا يجب إهدارها أبدا، و لابد من استغلالها جيدا و العمل على إنجاحه بكل الوسائل الممكنة، لأنه أهم مشروع قومي يمكن أن نقوم به لضمان استقرار الوطن و عدم ترك أية احتمالات من شأنها إلحاق الضرر به حاضرا و مستقبلا تحت أي ظروف من الظروف.

Exit mobile version