خبير إستراتيجي: القوات المسلحة تزرع داخل العسكري بأنه مقاتل.. خلاف الشرطة التي لم تصل لهذا الحس.. الإرهاب يلتقط أنفاسه الأخيرة ويبحث عن مورد جديد
خالد جزر
غاب ليطل علينا من جديد ويختار خير الأيام وبها روحانية وقدسية عند المسلمين إنه يوم الجمعة، الذي وضح فيه رسول السلام محمد صل الله عليه وسلم إنه به ساعة إيجابة، حيث الصلاة وقراءة القرآن والتقرب الي الله وتعزيز صلة الرحم، وتداركته الأسر المصرية، ليصبح من ركائز الأمور الحياتية.. يرتاح فيه العامل ويتزاور فيه الأهل وتنتشر الطمآنينة، والراحة ولكن الإرهاب الأسود لم يراعي كل هذا ليتيقن الجميع بأن الإرهاب لا دين له، ويذكر من هذه العمليات المباغته للرجال القوات المسلحة والشرطة والتر راح ضحيتها عشرات الشهداء.
صباح الجمعة 9 ديسمبر 2016، شهد شارع الهرم، انفجار عبوة ناسفة، استهدفت كمين أمني بجوار مسجد السلام، والذي نتج عنه حتى الآن استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطين هما الملازم أول أحمد عز، والملازم أول محمد نبيل من قوات الأمن، وأمين شرطة، و3 مجندين، بينما أصيب آخرين، وتم نقلهم لأقرب مستشفى لإسعافهم.
في يوم الجمعة، 7 يوليو 2017، تمكن خمسة أشخاص من قتل النقيب ابراهيم عزازي بالإدارة العامة للأمن الوطني، جاء ذلك في أثناء خروجه من أحد المساجد بعد أداء صلاة الجمعة، بعد إطلاق وابل من الرصاص عليه من أسلحة آلية.
وفي يوم الجمعة، 7 يوليو 2017، استشهد 23 من قوات الجيش المصري بينهم خمسة ضباط منهم عقيد أركان حرب أحمد المنسي، والنقيب أحمد الشبراوي، وأصيب أكثر من 30 آخرين، في هجوم انتحاري بسيارتين ملغومتين على نقاط عسكرية في محافظة شمال سيناء.
وفي يوم الجمعة، 26 مايو 2017، أطلق مجهولون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي، النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عددًا من المواطنين الأقباط واستشهد 25 واصيب 23 اخرين ، وتبين وقوع الحادث أثناء سير الأتوبيس بأحد الطرق الفرعية الصحراوية، متوجهًا إلى دير الأنبا صموائيل غرب مدينة العدوة بالمنيا.
ويأتي حادث اليوم 20 أكتوبر 2017 ليكشف الستار عن القلوب السوداء أعداء الدين، والوطن ليضاف لقائمة الشهداء رقم جديد حصيلة الحادث الإرهابي بالواحات البحرية الذي تسبب في استشهاد حتى الان 14 من رجال الشرطة الابطال (منهم 3 من قطاع الامن الوطني أبرزهم الرائد أحمد السيد و المقدم أحمد جاد) ومن العمليات الخاصة (العميد إمتياز كامل، والنقباء إسلام مشهور، عمرو صلاح و أحمد فايز، ومحمد وحيد، ومحمد عبد الفتاح، وكريم أسامة فرحات) … فى الاشتباكات مع الارهابيين عند الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية، بخلاف اصابة 8 من رجال الشرطة من بينهم العميد إبراهيم الشنكوتي وتم نقلهم إلى مستشفى أبشواي.
قد وردت معلومات عن إختباء مجموعة إرهابية علي أثرها تحركت قوة من 5 مدرعات، و 15 ضابط وجنود (من الامن الوطني والعمليات الخاصة) لتتفاجأ القوات بعمل كمين لها على الطريق من الارهابيين ووقع اغلب القوة بين شهيد ومصاب، وهناك دعم من القوات بطائرات هليكوبتر و 30 سيارة دفع رباعي و20 مدرعة لتمشيط المنطقة بالكامل.
اللواء محمود زاهر الخبير الإستراتيجي له رؤية في إختيار يوم الجمعة علي إعتبار إنه يوم روحاني ويفضلون الجهاد فيه إعتقادآ منهم بأنهم يؤدون واجب لنصرة الدين، وهذا فكر لا علاقة له بأي دين أو مذهب علي الإطلاق،
ويوضح “زاهر” بأن الاستراتيجية والدوافع من وراء تنفيذ تلك العمليات هي إستقطاب واستنزاف وعودة المساندة من الدول الراعية للإرهاب، للحصول علي معونات ودعم جديد، وخاصة بعد الفشل في سيناء وتصفية مجموعة كبيرة من القيادات الإرهابية بعد العمليات التي خاضتها القوات المسلحة المصرية في جبل الحلال، لينتقل الإرهاب الأسود من سيناء الي الواحات من جديد.
ويضيف اللواء محمود بأن إستهداف أبناء الوطن من رجال الشرطة المصرية يراه الإرهاب هو الأسهل من مواجهة القوات المسلحة لأن التدريب في الجيش يزرع في المجند أو الضابط من تاريخ التحاقه بالعسكرية بأنه فرد مقاتل أن لم يكن مستيقظآ طوال الوقت سيكون ضحية هو ومن وراءه ليتم تدريبه علي كيفية التعامل مع عنصر المباغته الذي يعتمد عليه الإرهاب الأسود، خلاف تدريبات الشرطة التي لم تصل لهذا الحس حتي الأن.
التعليقات