بقلم : جرجس بشرى
تابعت بحرص شديد التناول الإعلامي لخبر ترشح الفريق أحمد شفيق للرئاسة والذي بثته قناة الجزيرة القطرية الإرهابية التي تحرض على الدولة المصرية وجيشها وشرطتها ووحدتها ، وسبحان الله قبل أن تتحقق بعض الفضائيات والبرامج من صحة إرسال شفيق مقطع الفيديو الذي بثته الجزيرة وعليها اللوجو الخاص بها لم تكلف خاطرها بالإنتظار والتروي للتحقق من الأمر.
وبل رأينا بعض الإعلاميين بقدرة قادر يشنون حملة أشبه بالحملة الممنهجة ضد الرجل لدرجة مقززة ومفضحوحة ومضحكة ــ في آن واحد ــ تخيلوا ؟!! ، وصلت لتخوين الرجل وتسفيهه بل ووصلت لتفسيقه ، ومن المضحكات المبكيات أن بعض الإعلاميين الذين كانوا يمتسحون في شفيق وقت الإنتخابات الرئاسية التي تنافس فيها أمام الرئيس المعزول محمد مرسي ، ويحاولون نيل رضاه ويسبحون بوطنيته بل وكادوا يلسحون أحذيته من إمعانهم في تمجيده ، إذا بهم يتحولون إلى أشد المهاجمين والناصحين والمتهمين له بالخيانة أو التلميح بالعداء للوطن والوقوف في خندق الأعداء ضد الدولة المصرية.
بل ومن العار أن رأينا إعلاميين تتغيير مواقفهم من الرجل خلال 24 ساعة ، كانوا فيها يخونونه ويعنفونه ويسفونه ويحقرونه وبعد وصوله للقاهرة معززا مكرما ينقلبون على أعقابهم ويتناقضون مع ذواتهم ويفضحون انفسهم لنراهم ويراهم العالم يشيدون بوطنية الرجل !! ، في مسرحية وتمثيلية ممقوته من مسرحيات الفوضى والفتنة الإعلامية التي هي أخطر وأشد على مصر من القتل والإرهاب ، لأنها لا تقل خطرا عن الفتنة الذي لعن الله من أيقظها ، والتي تحولت إلى أشيه بـ ” حفل الزار ” كان المتطوحون فيها بعض الإعلاميين والصحفيين ، والممسكون بالدفوف والزمامير فيها بعض الإعلاميين الذي تخيلوا أنهم بتخوينهم وهجومهم وتفسيقهم للفريق شفيق يقدمون أكبر خدمة للرئيس السيسي أو يتمسحون في الرئيس أو لنوال الرضا أو يحققوق مصالح شخصية لبعض ممن يناصبون الفريق احمد شفيق العداء والعداوة ، وهؤلاء جميعهم اتفضحوا وفضيحتهم بقت بجلاجل وأثبتوا أنهم لا يحترمون الشعب وعقلية المشاهد والقاريء ، ولا يحترمون أنفسهم ، وأنهم يضرون الرئيس بنفاقهم وتطبيلهم وتضليلهم واسترزاقهم أكثر مما ينفعونه ، ولأنه غاب عن ذهنهم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل دولة عظيمة بحجم ومكانة مصر لم ولن تسمح له أخلاقه ولا يسمح له شرف العسكرية الذي تربى عليه أن يُهان الفريق أحمد شفيق حتى ولو قرر خوض الإنتخابات الرئاسية أمامه ، ولن يقبل ــ أبداً ــ مثل هذه السخافات والشائعات ضد رجل خدم العسكرية المصرية وحارب في اكتوبر وكان رئيسا لوزراء مصر فترة قليلة ، وكان له دورا في تطوير منظومة المطارات المصرية بشكل حاز إعجاب العالم كله ، نعم ، كان السيسي حكيما ووفيا تجاه ابن المؤسسة العسكرية والذي ساند الدولة المصرية وقت حكم الإخوان وبعد الإطاحة بهم ـ أيضا.
ولقد كتبت في عز المعمعة والهيصة الإعلامية والتطاول على شفيق منشورا على الفيس بوك يوم 2 ديسمبر الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة قلت فيه بالنص : ” في رأيي أن شفيق سيصل مصر معززا مكرما كرجل خدم مصر والعسكرية المصرية بشرف ولن يرتضى الرئيس السيسي أن يهان قيادة عسكرية خدمت الجيش المصري بنزاهة أما الامور الاخرى فالقضاء المصري النزيه يحسمها فنحن في دولة قانون ” ، وقد كان ، لثقتي في حكمة السيسي ووطنيته وقيادته الواعية التي لا تنزلق للمهاترات والمهازل.
حيث عاد الفريق احمد شفيق الى مصر معززا مكرما ورد على كل المهاترات والشائعات ، وأخمد فتنة بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة ، وبعض الأسافين التي كان يحاول بعض الإعلاميين المأجورين ترويجها ، حيث أشاد الفريق شفيق بكرم ضيافة الإمارات له ، بل وأكد أن اهتمام الإمارات بأولاده بعد سفره لمصر تضاعف ليؤكد للعالم على عمق العلاقة بين الدولتين ، والسؤال هنا لبعض الإعلاميين الذين اتهموا شفيق بأنه يحاول استقطاب الإخوان والتسيق معهم لأجل إنجاحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة : هل وصلت بكم السذاجة لهذا الحد لدرجة أن رأينا الرجل وكانه إخوانيا ويدعمه تنظيم إرهابي ؟ مع أن الرجل معروف تاريخه مع الإخوان ومناهضته لأفكارهم وجرائمهم الإرهابية ، أليس الإخوان هم من توعدوا مصر كلها بالحرق والفوضى والدم إذا فاز الفريق احمد شفيق في مواجهة المعزول محمد مرسي ؟.
هل المصريون سُذَج وهُبل في نظركم لهذه الدرجة ؟ فانا شخصيا أتذكر في حوار لي مع الفريق أحمد شفيق في فبراير 2013 قبيل رحيل الإخوان بأربعة شهور قال لي على الهواء أن ما يفعله الإخوان فاق كل ما هو منطقي وكيف لجماعة لا يزيد عددها وفقا لبطاقات الرقم القومي عن 750000 أن يسيطروا على دولة ، وأنهم فاشلون في الإدارة والسياسة وأن الإدارة الأمريكية لا شك متعاطفة مع الإخوان ” ، فهل بعد كل هذه الحقائق تتهمون شفيق بانه مدعوم من قناة الجزيرة والإخوان ؟ ـ إديني عقلك ،وأنا شخصيا مع ترشح الفريق أحمد شفيق للرئاسة لأن من حقه الترشح وفقا للدستور وأي شخص من حقه الترشح طالما تنطبق عليه الشروط ، ولا احد يستطيع أن يلوي ذراع الحقيقة و ينكر أن شفيق له مريدوه وأتباعه وانصاره وهم كثُر كما أن للرئيس السيسي محبيه ومريدوه وأنصاره ، والذي يحسم الامر في النهاية صندوق الإنتخابات.
كما أن ترشح الفريق شفيق في مواجهة السيسي وآخرين لهم الثقل سيخدم التنافسية الإنتخابية ويعطي شرعية أكبر للإنتخابات ويقضي على ما يتردد في الشارع بأن الإنتخابات القادمة تمثيلية ومسرحية هزلية والنتائج محسومة ، كما أطالب الإعلام المصري أن يعطي نفس الفرصة في الظهور الإعلامي لكل المرشحين وعدم تشويه من يدخلون في منافسة مع السيسي لان الرئيس السيسي لن يقبل بهذا ، كما أن هذه الأساليب تضره وتسيء إليه ، أما موضوع أن الفريق شفيق عليه قضايا وخلافه فهذا أمر مكانه ساحات القضاء لأننا نثق في قضاء مصر الذي هو احد اعمدة استقرار الدولة المصرية ، فالفريق شفيق بشر وله ما له وعليه ما عليه ولكن الحملة الإعلامية المسعورة لشيطنة الرجل فهي مرفوضة .
gergesboshra98@yahoo.com