الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

الدين ومفهوم الانتماء

الدين ومفهوم الانتماء

بقلم—- حازم سيد أحمد حازم

انَّ “الإنتماء شعور إنساني تكتمل به شخصية الإنسان، وتختلف أساليب وطرق التعبير عنه, نحن ننتمي إلى أسرتنا، ولكن هذا لا يمنعنا من الاختلاف مع أفرادها أو حتى مع رموز السلطة فيها، وهذا الخلاف أو الاختلاف لا يعني عدم الانتماء نفس الشيء بالنسبة للأوطان, فكل مواطن ينتمي بنفس الدرجة إلى وطنه، والقلة القليلة التي تبيع الوطن هي الاستثناء، وهي حالات مرضية نادرة، لذا فمن غير المنطقي القول بنقص الانتماء عند أي فئة عمرية”. وأشير إلى أن مشاعر الانتماء يمكن أن تكون سلوكًا دائمًا ومستقرًا إذا شعر المواطن بأن “ملك هذا الوطن” أو تتحول إلى ردود فعل لحظية ترتبط بفرحة أو كارثة، إذا كان المواطن مقهورًا ومهمشًا. “الانتماء الوطني يحتاج إلى عمل مستمر وجهد لا يتوقف، من المؤسسات الثلاث المسئولة عن تركيبة العقل الوجدانى التعليم, والثقافة, والإعلام، ومن خلال الدوائر التي تحيط بالفرد: الأسرة, والأصدقاء والأصحاب والزملاء والمعارف, ثم المجتمع والدولة. ويجب أن يتشارك الجميع الرؤية والأهداف والوسائل والطرق، حتى يتزايد الانتماء، وهذا يتحقق بالمشاركة والوضوح والمصداقية من جانب، واستعادتنا لملكية مصر من جانب آخر، ومن خلال رؤية لمصر نتشارك جميعًا في صياغتها، دون أن تفرض علينا . الانتماء للوطن هو جزء من منظومة الأخلاق المتكاملة، التي يجب أن يتشربها الطفل من صغره، ويجب أن يحرص عليها الآباء حرصهم على بقية المكارم والأخلاق. ونؤكد أن الدين لا ينفك عن الأخلاق بحال من الأحوال، ومن ضمنها الانتماء للوطن, والوسائل في ذلك كثيرة، منها ربط حب الوطن بالدين والتدين، وأنه من الإيمان, وضرب الأمثلة من حياة النبي والصحابة والصالحين عبر التاريخ في حبهم لأوطانهم. , وضبط مساحة الوطن في حياة الطفل، وأنه جزء منه, والتعبير الدائم عن الفخر بالانتماء لهذا الوطن, وتوضيح أسباب منطقية يستوعبها عقل الطفل لهذا الانتماء، مثلًا توضيح تاريخ الوطن، وكفاح أبنائه، وما يتميز به الوطن من خيرات ومآثر ونعم ومزايا, وزيارة المعالم التاريخية والمتاحف الوطنية, والقراءة في سير أبناء الوطن الناجحين عبر التاريخ من علماء وأدباء ومفكرين, وتعريف الطفل ما يهدد هذا الوطن، ودرونا في حمايته، وأنه مسئول عن ذلك حسب عمره ومكانه وأن الحفاظ على الوطن وصيانته هو قيمة إسلامية أيضًا، فأوطاننا قطعة من جسد الإسلام، وأهله جزء من أجزائه، ومؤسساته جزء لا يتجزأ منها؛ ولله الحمد والمنة، فمجتمعاتنا إسلامية حتى وإن صدر من البعض ما يخالف ذلك وذلك لأن كل ابن آدم خطاء، ونداء التوحيد يرتفع في كل لحظة, وحب الله ورسوله وقرآنه راسخ في قلوب الناس , لذا حث الإسلام أتباعه على حب أوطانهم بهذا المعنى، والاعتزاز به، والدفاع عنه، والوقوف في وجه كل المعتدين أو المفسدين له. و للأسف!!! تعيش مجتمعاتنا العربية نوعًا من التغييب المتعمد لمسألة الانتماء بالمعنى الذي نتحدث عنه, فهي إما أنها تعرض مفهوم الأوطان جامدًا، بمعنى المكان الذي ينتفع منه الناس ويتكسبون فيه أرزاقهم, أو بمعنى اضطراري إرغامي لازم أو غيره, أما عرض مفهوم الانتماء لأبنائنا على اعتبارها قيمة إنسانية فكرية عاطفية دينية ومبدأ ينتمي لمبدأ الانتماء للإسلام فقليل ما هو. وبالتالي نجد أناسًا يبيعون أنفسهم وأوطانهم بأبخس الأثمان، وآخرون يهرولون للخارج هربًا من صعوبة الداخل. وعجبى!!!!!!!!!!! وهم كثيرون.. حمى الله مصر شعبا وجيشا وشرطة ومؤسسات

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79615362
تصميم وتطوير