هاني حسين
التنمر المدرسي ، البلطجة، التسلط، الترهيب، الاستئساد، الاستقواء، bullying، أسماء مختلفة لظاهرة سلبية نشأت في الغرب و بدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة و الغزو الإعلامي الغربي ، و يكفي الاطلاع على الإحصائيات العالمية الخاصة بهذه الظاهرة للوقوف على خطورتها.الأستاذ الدكتورة راندا الديب أستاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا في تصريحات صحفيه في تصريح ل البيان صرحت .
أن ظاهرة التنمر المدرسي تعد من أخطر الظواهر التي تؤثر في حياة الأطفال وصحتهم النفسية وفي البيئة المدرسية بشكل عام ،ولقد بدأ الاهتمام بها في السبعينيات ،وزاد هذا الاهتمام بعد وقوع حادثة الانتحار في النرويج عام (1982) لثلاثة تلاميذ كانوا من ضحايا التنمر ما أدي إلي إطلاق أول حملة وطنية ضد التنمر عام (1983)
نريد ان نعرف معني التنمر المدرسي وأشكالة؟
أجابت الديب يعرف التنمر المدرسي بأنه ” شكل من أشكال الإساءة للآخرين ،وبحدث عندما يستخدم فرد أو مجموعة (متنمر أو متنمرين ) قوتهم للاعتداء علي فرد أو مجموعة (ضحية أو ضحايا ) بأشكال مختلفة منها ما هو جسدي ، لفظي ، نفسي، اجتماعي ، جنسي ، إلكتروني ، كتابي ، ديني ،عنصري أو الاعتداء حتي علي ذوي الاحتياجات الخاصة ،ويتضمن ثلاث خصائص :أنه مقصود – أي يتعمد علي أذي شخص ما – متكرر- أي يستهدف الضحية نفسها لعدة مرات – وعدم توازن في القوة ؛ فالمتنمر يختار الضحية الأقل منه قوة “.
وما هي أهم الأسباب لممارسة التنمر؟
أكدت الديب يعود سبب ممارسة سلوك التنمر والوقوع ضحية له إلي أسباب كثيرة منها : اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات ، بعض الأمراض النفسية ، انخفاض مستوي مهارات الفرد في الذكاء الوجداني،وليس للجانب التعليمي أي دور في ذلك ؛فالمتنمر غالبا سريع الانفعال وغاضب ومندفع ولا يتحكم في انفعالاته ،وسهل الاستثارة ،ويسعى إلي فرض نفوذه وسيطرته علي الآخرين وذلك باستخدام القوة ؛فهو لا يهتم إلا بما يراه ،ولا تهمه نتائج سلوكه مع الضحايا ؛فهو لا يتعاطف معهم ،ولا يبالي بمشاعرهم أو يفهمها أو يعيشها،وهذا يؤدي إلي فشله في تكوين علاقات إيجابية مع زملائه ،أما الضحايا فيعانون من النقص في الوعي بالذات والتحكم في الانفعالات ،ما يؤدي إلي فقدان التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
معني التنمر ؟
ويعرف سلوك التنمر Bullying Behavior بأنه “هو عمل أو سلسلة من الأعمال السلبية والمؤذية يقوم بها شخص أو أكثر ضد شخص آخر أو أكثر فترة من الوقت ؛وهو سلوك إيذائي مبني علي عدم التوازن في القوة”.
ويعرف كذلك بأنه “الرغبة في الإيذاء والاستمرارية والتكرار في السلوك المؤذي والاستخدام الظالم للقوة والاستمتاع في التعدي علي الضحية واضطهادها ،مع عدم توازن في القوة بين الطرفين المتنمر والضحيه “.
وهل هناك فئات لسلوك التنمر :؟
أوضحت الديب ان هنّاك ثلاث فئات للتنمر
أولا: المتنمر (Bully) “هو الطفل الذي يمارس – بشكل مستمر – الإيذاء الجسمي أو اللفظي أو الإذلال أو إتلاف ممتلكات طفل آخر أقل منه قوة ،ولا يستطيع الدفاع عن نفسه”.
ثانيا :ضحية التنمر (Victim of Bullying )
“هو الطفل الذي يتم اختياره هدفاً ؛ فيتعرض للإيذاء الجسدي أو اللفظي أو العاطفي ، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه “. ويعرف كذلك بأنهم “مجموعة من الأطفال الذين تقع عليهم الإساءة من زملائهم ،سواء أكان ذلك بصورة فردية أم جماعية ،وتكون الإساءة إما بصورة جسدية أو لفظية أو نفسية أو اجتماعية أو جنسية أو إلكترونية أو كتابية أو حتى يساء إليهم لأنهم يدينون بديانة معينة ،أو ينتسبون لسلالة مختلفة عنهم ،وتكون الإساءة بصورة متكررة ومقصودة ،وغاليا ما تكون الضحية أقل قوة من المتنمر “.
ثالثا المتنمر الضحية (Bully Victim ) “هو الطفل الذي يمارس التنمر ،ويقع ضحية له في آن واحد”.
وماهي الحلول للقضاء علي التنمر ؟
أجابت الديب ان هنّاك عدة حلول منها :
✓ الحوار الدائم داخل الأسرة بين الأولاد وأبائهم وأمهاتهم لمعرفة مشاكلهم أولاً بأول والعمل علي حلها في بدايتها.
✓ زرع الوازع الديني والأخلاق والقيم الإنسانية في قلوب الأطفال كالعفو والتسامح وتقبل الآخر والاحترام والتواضع والعطف علي الضعيف والصغير.
✓ متابعة السلوكيات المختلفة للأطفال في المنزل والروضة والمدرسة في سن مبكرة والوقوف على الخطأ منها ومعالجتها.
✓ تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدارس وفتح باب الحوار مع الطلاب لمعرفة مشاكلهم والمساهمة في حلها.
✓ عمل ندوات وحملات للطلاب بكافة الأعمار داخل الفصول بالمدارس للتوعية حول سلوك التنمر وأشكاله وطرق التعامل معه والبعد عنه ، ومن لديه أي مشكلة عليه التوجه للأخصائي الاجتماعي بمدرسته.
✓ استثمار وقت فراغ الأطفال وتوفير الألعاب التي تحفز قدراتهم العقلية علي التفكير والابتكار.
✓ نشر ثقافة روح التعاون بين الطلاب ونشر الحب والمودة بينهم من خلال إنشاء مجموعات داخل الفصول وتغييرها أسبوعياً .
✓ اكتشاف وتنمية المواهب للطلاب داخل المدارس وعمل مسابقات في الفن والموسيقي والرسم……الخ.
✓ ممارسة الرياضة والاشتراك بمراكز الشباب والنوادي الرياضية لتخريج طاقات وقدرات الأطفال واستثمارها في ألعاب مفيدة تعود عليهم بالنفع.
✓ تدريب الطفل على رياضة الدفاع عن النفس لتعزيز قوته البدنية وثقته بنفسه، مع التأكيد بأن الهدف منها هو الدفاع عن النفس فقط وقت الحاجة ، وليس ممارسة القوة والعنف على الآخرين.
الجدير بالذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصطحب ، الطفل جون منتوث الطالب الجنوب سوداني الذي تعرض للتنمر، معه، خلال انطلاق فعاليات مسرح شباب العالم في نسخته الثانية ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ.
التعليقات