Cairo ICT
 السبت الموافق 14 - ديسمبر - 2024م

الدكتور علي محمد الأزهرى يكتب: الحق المر ..الأزهر المفترىٰ عليه 

الدكتور علي محمد الأزهرى يكتب: الحق المر ..الأزهر المفترىٰ عليه 

تابعنا هذه الهجمات التي تتوالي تَتْرَىٰ على الأزهر ومناهجه ورجاله، تارة بدعوى التجديد، وأخرى بمعنى تقديس التراث، وثالثة تحت شعار النصوص المغلوطة، وأن نصوص الأزهر تُبيح أكل الموتى، وأن نصوص الأزهر تحرض على هدم الكنائس، وأن نصوصهم الفقهية تدعو لاستخدام العنف مع غير المسلمين، وأن ما يحدث من تفجير وتخريب في الوطن سببه المناهج الأزهرية .

 

ومن باب الإنصاف نعود بالذاكرة إلى فترة ظهور داعش أين ظهر هذا التنظيم ؟ في العراق، من مؤسسه؟ أبو بكر البغدادي واسمه الحقيقي -إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي-، المولود في سنة 1971م، في مكان يُقال له -الجلام- من أعمال سامراء بالعراق، وقد درس على يد أبو مصعب الزرقاوي، المولود في الأردن، من متحدثه الرسمي؟ أبو محمد البغدادي، من قرية تُسمى (بنش) من أعمال ريف إدلب، واسمه الحقيقي “طه صبحي فلاحة” المولود سنة 1977م، وقيل إنه هلك في يوم الثلاثاء الموافق 2016/8/30م، وفق ما نشرته وكالة أعماق الإخبارية التابعة لهم.
حتى الآن لم نجد واحدًا من مؤسسي التنظيم يتبع الأزهر ولا درس مناهجه.
بالنسبة للمناهج الأزهرية، زعم زاعم من أرباب الفكر العلماني أن مناهج الأزهر متطابقة لمناهج تنظيم داعش، وقال نصًا “هي نفس المناهج اللي في الأزهر بيدرسها تنظيم داعش”، ومن المعلوم أن هذا التنظيم وغيره يُنكر مناهج الأزهر جملة وتفصيلًا، ويرى تكفير الأشاعرة ومعتقدهم، وأيضًا منهم من يرى عدم تكفيرهم لكنه يرميهم بالضلال، وتارة بالإرجاء وهكذا، فما دليلك يا شيخ حتى لا تدعي زورًا تحاول أن تبرر تنصل الأزهر من هذه المناهج؟

 

 

لا ندعي هذا، ونص كلام هذا التنظيم : “أبو جعفر الحطاب” أحد قادة التنظيم له رسالة صوتية مفرغة بعنوان “الكواشف الجلية على أن العذر بالجهل عقيدة الأشاعرة والجهمية”، وقد أصدروا بيانًا يحرضون فيه على استهداف شيخ الأزهر
ومن جملة معتقدهم أنهم ـ الدولة الإسلامية تعتقد بكفر كل الأحزاب الشيوعية والعلمانية والليبرالية .
ـ الدولة الاسلامية تكفر كل من يؤمن بالديمقراطية أو يروج لها .
ـ الدولة الإسلامية تكفر كل الحكومات التي لا تحكم بالشريعة الاسلامية.
ـ الدولة الإسلامية تقول بكفر عساكر الحكام الطواغيت وشُرطهم ومباحثهم ووزرائه.
هل رأيتم بالله عليك أن الأزهر كفر هؤلاء ؟

 

 

جاء في بيان للعدناني متحدث التنظيم في الخامس من رمضان لسنة 1436هـ بعنوان “يا قومنا أجيبوا داعي الله” في الدقيقية الخامسة عشر “ذكّرْ أيها المفتون قبل أن تقدم على قتالها أنه لا يوجد على وجه الأرض بقعة يُطبق فيها شرع الله والحكم فيها كله لله سوى أراضي الدولة الإسلامية، تذكّرْ أنك إن استطعت أن تأخذ منها شبراً أو قرية أو مدينة، سيُستبدلُ فيها حكم الله بحكم البشر، ثم اسأل نفسك، ما حكم من يستبدل أو يتسبّب باستبدال حكم الله بحكم البشر؟ نعم، إنك تكفر بذلك، فاحذرْ، فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقعُ بالكفر من حيث تدري أو لا تدري”. فهل هذا في مناهج الأزهر ؟

 

وجاء أيضا في بيان للعدناني  بعنوان “السلمية دين من؟” : لابد لنا أن نصدع بحقيقة مرة لطالما كتمها العلماء واكتفى بالتلميح لها الفقهاء ألا وهي: كفر الجيوش الحامية لأنظمة الطواغيت، وفي مقدمتها الجيش المصري، والجيش الليبي، والجيش التونسي، قبل الثورة وبعدها وهذا الجيش السوري قد بات كفره واضحاً حتى عند العجائز قال الله تعالى: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، لابد لنا أن نصرح بهذه الحقيقة المرة ونسطع بها، {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة} إن جيوش الطواغيت من حكام ديار المسلمين هي بعمومها جيوش ردة وكفر وإن القول اليوم بكفر هذه الجيوش وردتها وخروجها من الدين بل ووجوب قتالها وفي مقدمتها الجيش المصري له القول الذي لا يصح في دين الله خلافه وهو الذي تشهد له الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وكلام العلماء الأفذاذ الفحول المعتبرين، وليس هو قطعًا من أقوال أهل الغلو والتكفير بغير وجه حق، وإن الذين يدافعون وينافحون عن هذه الجيوش من المنتسبين إلى العلم ويأمرون المسلمين بعدم تكفيرها وقتالها: لهم أجهل الناس بحقيقة الدين، وحقيقة ما عليه هذه الجيوش الآن فهذا هو الجيش المصري الذي هو جزء من هذه الجيوش ونسخة عنها يسعى سعيًا مستميتًا لمنع تحكيم شرع الله تبارك وتعالى، ويعمل جاهدًا لإرساء مبادئ العلمانية والحكم بالقوانين الوضعية

 

 

إن الجيش المصري وكل جيوش الطواغيت من حكام بلاد المسلمين يحاربون المسلمين من أجل عقيدتهم ومناداتهم بتحكيم شرع ربهم وسنة نبيهم المطهرة ويقاتلونهم ويقتلونهم ويعتقلونهم؛ لأجل ذلك إن الجيش المصري وتلك الجيوش تزعم زورًا وبهتانًا أنها الحامية للمسلمين، والمدافعة عنهم، والساهرة على أمنهم، وأمانهم، وراحتهم، وما وجدت هذه الجيوش إلا لحماية الطواغيت والدفاع عنهم وتثبيت عروشهم إن الجيش المصري وتلك الجيوش ما وُجدت إلا لحرب الله ورسوله والصد عن سبيل الله إن الجيش المصري الذي هو نسخة عن تلك الجيوش جيش يحمي البنوك الربوية، ودور الخنا، والعهر، وحامي حمى اليهود، والأقباط والنصارى، المحاربين لله ورسوله

 

جيش يؤمر بترك الصلاة فيتركها، جيش صائل انتهك الأعراض.. فهل يقول عاقل إن هذا الجيش لا تجوز محاربته وقتاله؟؟ حتى وإن كان يراه مسلمًا، …خامسًا : “أولاً: ننصح أهل السنة عامة وفي مصر والعراق خاصة: بنبذ الدعوات السلمية، وحمل السلاح والجهاد في سبيل الله؛ لدفع الصائل من الجيش المصري والجيش الصفوي، فقد اتفق عقلاء البشر على دفع الصائل، فهل عقل الشيوعي الملحد أرجح من عقل شيخ الأزهر الخانع المسالم، حتى الدجاجة تدفع الصائل عن فراخها، فهل الدجاجة أشجع منكم يا دعاة السلمية في مصر والعراق. فيا أهلنا في مصر: إن الكفر اليوم قد كشر عن أنيابه وتخلى عن وجوهه السياسية والإعلامية الناعمة الخبيثة، وبان أمام الجميع بوجهه الحقيقي فظهر الفتك والبطش والافتراس والنهش وتحرك الجيش والعسكر بمعداته وأفراده ضد المتظاهرين العزل الراكضين خلف أوهامهم السلمية فقتل منهم في صباح واحد ألفًا أو يزيد ناهيك عن الجرحى والمعتقلين والمشردين فماذا تنتظرون بعد هذا وماذا ترجون. ثانيًا: ننصح أفراد الجيش المصري وباقي جيوش الطواغيت من حكام بلاد المسلمين بالتوبة والانشقاق عن ذلك الجيش والبراءة منه، وننصحهم بدراسة التوحيد ونواقض الإسلام وتعلم دين الولاء والبراء، فلا تنخدعوا بفتاوى علماء السلاطين -علماء الأزهر-، فإنهم لن يغنوا عنكم من الله شيئًا” .

 

فقالوا عن الأشاعرة : “يطلق لفظ أهل السنة، فيما يقابل البدعة؛ ويراد بذلك : أهل السنة المحضة؛ فلا يدخل فيه إلا من التزم العقيدة الصحيحة من السلف وأهل الحديث. فعلى هذا الاعتبار لا يدخل في هذا اللقب : الأشاعرة، ولا غيرهم ممن خلط أصوله الكلامية ، بأصول بدعية ؛ لمخالفتهم أهل السنة في كثير من الأصول والمسائل، والأشاعرة المتأخرون : جبرية في القدر، مرجئة في الإيمان، معطلة في الصفات، لا يثبتون منها غير سبع صفات ؛ لأن العقل دل عليها كما يزعمون ، وينفون الاستواء على العرش، وعلو الله على خلقه ويقولون : لا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته… إلى غير ذلك من المخالفات، فكيف نسميهم ” أهل السنة ” ؟!وبذلك رموهم بالخروج من عباءة أهل السنة والجماعة
هذ وابل من التكفير واتهام شيخ الأزهر بكثير من التهم فهل هناك علاقة بين الأزهر بمناهجه ورجاله وتنظيم البغدادي؟

 

دعونا نصرح أننا قد تحملنا كثيرًا موج التهم العاتية في ظل صمت يكسوه الأدب، لكن لم يعد الصمت يُفيدُ في واقعنا، ولا بد من الإعلان أن الإعلام قد كان شريكًا قويًا في التشهير بالأزهر ورجاله، وتناسوا أن الخوارج اغتالوا أحد علماء الأزهر فاستهدفوا الشيخ الذهبي -رحمه الله تعالى- وزير الأوقاف الأسبق، وكانت حجتهم أنه أقسم على دستور كفري، وشارك في استبدال شرع الله، إن الأزهر تحمل كثيرًا ولم يعد هذا التحمل تقوى الجبال على حمله، وإنني من خلال مدادي هذا أُناشد علماء الأزهر أن يعملوا جاهدين على الاجتماع على كلمة سواء، وأن يجتمعوا لمحاربة هذه الأفكار المسمومة التي خربت الديار وشردت العباد، وأن يعملوا على تفكيك هذا الفكر بأسلوب عقلاني بعيدًا عن الكلمات التي باتت لا تُفهم كثيرًا، وأناشد الإعلام الذي جعل من الأزهر -حسب قوله- مؤسسة لا تقوم بواجبها تجاه محاربة الأفكار التكفيرية والقضاء على هذا المسخ العقلي الذي بات يُشكلُ خطرًا فادحًا يستحل الدماء المعصومة

 

أُكرر أنشاد الإعلام أن يأخذ جولة في الأزهر فينظر لمرصد الأزهر بلغاته الكثيرة، والذي تم تأسيسه باقتراح من فضيلة الإمام الأكبر بالقرار رقم (54أ) لسنة 2015م لمحاربة الأفكار المتطرفة، من خلال المصادر العربية و الأجنبية حول العالم بأكمله، ولقد أشاد بدوره القاصي والداني من مفكرين ورؤوساء ووزراء وساسة وعلماء وأدباء، وجاءوا لزيارته وإبرام تعاون معه، وغضوا الطرف عن مؤتمرات الأزهر وزيارات الشيخ والقوافل التي تجوب البلاد شرقًا وغربًا لنشر الدين الصحيح، وللأسف أصبح أغلب الذين يُناط بهم حمل هم الدعوة يفتقرون إلى أن يصدعوا بالحق الذي لا مرية فيه، وأصبحنا نقع في العلماء خشية الصوت العالي

 

أريد إنصافًا أين مناهج الأزهر التي تدعو للتطرف والإرهاب، ومهما فعل الأزهر في مناهجه فلن يُرضي طوائف العلمانية ولا التنوير كما يزعمون
وختامًا وما زلت أُكررها إن جميع ما يدعونه من تجديد لتراث المسلمين، ليس بحاجة للتجديد بمقدار ما نحن بحاجة لإزالة ما علق بالعقول التي تربت على موائد داروين ومن على شاكلته.
شتان بين واحد يفخخ المساجد ومن فيها، وكذا دور العبادة من كنائس ومعباد، وبين رجل يجوب الأرض شرقًا وغربًا يترأس مجلس الحكماء وبيت العائلة يبين صورة الإسلام الحسنة، أصبح رحالة حول العالم ليبين للناس الصورة الحقيقية للإسلام لا كما يُروج البعض متهمًا الإسلام بالتطرف وكذا أهله بالإرهاب.
رددنا مرارًا وتَكرارًا على منحرفي الفكر ومنكري السنة ومع ذلك يعجر أحدهم عن قراءة الفاتحة قراءة صحيحة، ووجدنا أن جل هذه الشبهات التي يلقون بها منقولة من مواقع إلحادية وشيعية وجاءت على لسان واحد كزكريا بطرس ومن على شاكلته، أحدهم عجز عن ذكر رواي الحديث الذي ساقه وقال البخاري هو الراوي الأعلى، أما آن لهذه العقول أن تُبصرَ الحق؟؟؟

 

يتهموننا بأننا نوالي هؤلاء ثم يطلبون منا أن نكفرهم وأن نتصدى للرد عليهم ؟ فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا ؟
وما زلنا سنرد نبتغي بذلك وجه الله، ثم دفاعًا وذبًا عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقيرًا للصحابة والآل، وتقديرًا للفقهاء والمحدثين وأهل العلم، ولن نتوارى في كهوف مظلمة كما حال النُخبة التي تريد تمزيق أواصال الأمة، لكن إذا ذكرنا الداء فينبغي علينا أن نضع علاجًا لهذا الداء العُضال، ويمكن ذكر بعض الحلول فيما يلي :ـ
1 ـ ضرورة تبصير شباب الأمة بمنهج الوسطية ويكون ذلك عن طريق اقتطاع مساحة من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لنشر الإسلام الصحيح الذي لا يُكفرُ أحدًا من أهل القبلة ويعذرُ أهله بعضًا فيما اختلفوا فيه.
2 ـ العمل على رأب الصدع الذي مزق الأمة وعمل على استباحة بيضتها بسبب الخلافات المنهجية التي أدت إلى التفسيق حتى وصلت للتكفير واستباحة الدماء .
3 ـ ضرورة النظر في المناهج التي تُدرسُ على طلاب مراحل التعليم المختلفة وخاصة في دولنا العربية التي لا تكاد هذه المناهج تخرج عن بعض من المشايخ دون غيرهم .
4 ـ وجوبُ تصدِّي العلماءِ لهذَا الفكرِ المنحرفِ وترك الخلافِ جانبًا للوصولِ إلَى برِّ الأمانِ بشبابِ الأمةِ.
5 ـ تفعيل دور الأزهر على المستوى الداخلي والخارجي بنشره للمنهج الوسطي حيث يقوم الأزهر بإيفاد كثير من الدعاة المتميزين لنشر ثقافة الوعي وتصحيح صورة الإسلام في أعين الغرب من خلال البعثات ولجنة الحكماء وقوافل الأزهر .
6ـ ضرورة تعاون جميع المؤسسات داخل الدولة وبخاصة وزارة الثقافة التي أصبحت مبتعدة حاليًا عن مؤسسة الأزهر الشريف، وقد رأينا في هذه الوزارة من يحارب الأزهر ويعلنها صراحة.
7ـ تدريس مادة بعنوان “مفاهيم مغلوطة” على جميع الطلاب داخل بلادنا، على أن تضمن جملة من القضايا التي تثار محليًا ودوليًا كالخروج على الحكام والتكفير وإقامة الحدود والحاكمية والغلو والتطرف واجتزاء النصوص ..وغيرها.
8ـ محاربة هذه الجماعات التكفيرية فكريًا عن طريق تدشين الصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها وتكثيف المحاضرات في المساجد والتجمعات ونشر الردود على شبههم.
والله غالب على أمره ولكن أكثرهم لا يعلمون.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78499560
تصميم وتطوير