أي إنسان لديه ولو قدر ضئيل من الوعي أو الفهم أو العقل يستطيع أن يستشعر صعود موجة يقودها مجموعة من أرزقية إعلام السبوبة للطعن في ديننا العظيم (مثال ذلك من تحدث عن تعطيل أحكام الميراث القاطعة!!!)، وكل يبكي على ليلاه ومصالحة، وهذه هي الحقيقة المرة والمفجعة.
البعض أوجعه كثيرا موقف شيخ الأزهر الشريف مع رئيس جامعة القاهرة، وانطلقوا كما السهام المسمومة للنيل من ديننا الحنيف…وهؤلاء أقول لهم، افعلوا ما شئتم فالشعب والمواطن أذكى وأنقى وأطهر …الناس فاهمة كويس!
شتان يا سادة بين من ينتقد من أجل البناء، وبين من يتخذ من كلمة نقد ذريعة للطعن والنيل من دين المحبة والسلام، ومن رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن صحابته الكرام، أو من أمهات الكتب، التي تربى عليها كل إنسان مسلم حق.
شتان بين المحب لهذا الدين والمحترم له، وبين من أعماه المنصب أو السعي لنيله، وبأي ثمن…وأكرر بأي ثمن.
لا يكره أو يحارب الأزهر إلا جاهل أو أعمى أو موجه أو مدفوع…فمن ينكر دور وتاريخ الأزهر؟! من؟! وهل عرفنا قوة ناعمة لمصر أشرف ولا أعظم ولا أرقى من الأزهر الشريف؟!
ولكن…لا ولم ولن يعني قولنا أعلاه أن الأزهر وكتبه ومراجعه وتراثه يستعصي على النقد أو التطوير.
وأكرر، شتان بين أصحاب القلوب النقية الذين يطالبون بمراجعة وتنقية تراث الكتب التي ألفها مئات المجتهدين على مدى أكثر من ألف عام، وبين من يهيلون التراب على مصدر من مصادر قوة مصر وهو الأزهر الشريف…شتان.
لا أحد ضد التطوير والاجتهاد، فالامام الشافعي وفي ذات المسألة قضى بحكمين مختلفين في مصر وفي أرض العراق…وهذه هي عظمة ديننا.
إذا، بالقطع، اجتهادات السابقين ليست قرآنا منزلا، ولهذا مطلوب هبة قوية من رجالات الأزهر الشريف، لمراجعة تلك الاجتهادات ليواصل أزهرنا أداء رسالته، وسيواصل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
نقطة أخيرة، ومن الخطأ والخطأ الفادح ربط الإرهاب كجريمة بالدين أو بأزهرنا الشريف…فالأزهر موجود ويعمل لأكثر من ألف عام!!!!!!، والإرهاب ظاهرة لم تعرفها البشرية إلا منذ عشرات السنين، أسهم في تصاعدها عوامل كثيرة جدا، وأكثر تأثيرا من كتابات بعض المتطرفين، وعلى رأس تلك العوامل الفساد، الظلم وغياب العدالة ودولة القانون، الجهل، الفقر وإهدار إنسانية وكرامة وحقوق الإنسان…الخ.
خلاصة القول، شتان بين أصحاب القلوب النظيفة والنية الصادقة، وهؤلاء قلة وبين أصحاب النوايا الخبيثة وهم أرزقية كل مناسبة…شتان بين النقد الذي يبني وبين الطعن الذي يهدم.
لو كنا حقا نحب هذا الوطن وهذه الأمة، واجبنا أن نخلص النية في كل كلمة وفي كل فعل، وأن نضع الأهواء والأغراض والمطامع جانبا..عندها سنلتقي وسننطلق إلى الأمام ونحافظ على كل مؤسساتنا وعلى رأسها “الأزهر الشريف”.
وفقنا الله وإياكم إلى قول كلمة الحق وتحمل تكلفتها.
التعليقات