لاحظت بالأمس هجمة شرسة ضد إرسال مصر طائرتين عسكريتين محملتين بمساعدات طبية لايطاليا المنكوبة بكورونا. وفي نفس الوقت بث البعض شكاوى من نقص في المستلزمات الوقائية بعدد من مستشفياتنا.
وبناء عليه، تحدث البعض بمنطق المثل القائل “اللي يعوزه بيتك يحرم على الجامع”، يعني اللي تحتاجه مصر يحرم على إيطاليا، مش إحنا أولى!!
وقبل أن يخرج البعض ويسفه أو يتحدث عن توددي أو طمع في مناصب، بقول له من دلوقتي، المثل اللي أمي دايما تردده “يا أهل الدنيا اتلهوا بيها” وانا بقول لتذهبوا انتم واللاهثون خلف المناصب للجحيم…كده تمام؟! لو كنت مشغولا بمنصب فالطرق معروفة…عيب!!
شوف ياغالي، إن آجلا أو عاجلا، طال الزمن أو قصر، سنخرج من أزمة كورونا، وبعد كورونا سيعرف كل منا عدوه من حبيه…فالصديق وقت الضيق…وبالتالي طائرتين محملتين بمستلزمات طبية لايطاليا لن تعضل مصر الكبيرة والعظيمة!!
فالموضوع يا سادة رمزي او بروتوكولي لا أكثر ولا أقل، يعني الهدف من اللقطة والموقف ده إننا نقول للايطاليين إننا معاكم قلبا وقالبا!
فايدة ده أيه بقى ياسيدي؟!
إن شاء الله بعد الأزمة، لن تنسى إيطاليا لنا هذا الموقف الرجولي، وسيتوقف الحديث والتلويح بقضية الطالب ريجيني، التي وقعت ربما نتيجة جهل وسلوك غير مسئول من قلة، وتعاقب به دولة بحجم مصر، وبالتالي تعود العلاقات بين البلدين والسياحة الايطالية والاستثمارات الايطالية،
قد لاتعلم أنه قبل قضية ريجيني كانت إيطاليا هي أكبر شريك تجاري في أوروبا مع مصر واكبر مستثمر في مصر…أي والله كده…حضرتك عندك المعلومة دي؟!…وجاي تقول طيارتين؟!
كمان فيه في إيطاليا أكبر جالية مصرية في أوروبا، دول هايكون ليهم معاملة مستقبلية مميزة على حس الحركة الرمزية دي…بل ان فيه مصابين مصريين ومتوفين هناك…ما قالوش في كارثتهم دي نطرد المصريين على بلدهم!!! تخيل شعور المصريين هناك أيه لما يشوفوا بلدهم تقدم هذا الموقف؟!
وكمان خد قضية ليبيا (وما ادراك ماليبيا) باعتبارها المستعمر السابق لليبيا، هذا ناهيك عن موقفها الداعم لمصر في قضية سد النهضة….بعد ده كله جاي تسأل عن طيارتين، وعامل زي اللي بيجي في الهايفة ويتصدر!!
وكمان ايطاليا قدمت لمصر معونات ومساعدات بنحو نصف مليار دولار…اعتبر انها من فلوسهم او بنرد الدين ليهم ياسيدي….مش كده ولا أيه؟!
أما موضوع إن فيه مستشفيات فيها قصور او شكاوى من نقص مستلزمات، فده حاصل من قبل كورونا، والسبب الرئيسي مش نقص الموارد في المقام الاول، ولكن سوء إدارة الموارد واهدارها والفساد أيا كان مسماه…إسألني انا مجرب والله.
اذا، يا حضرات، للامانة، أنا شايف الأداء الحكومي في إدارة الأوضاع خلال الازمة أداء “طيب” ومقبول في حدود الامكانات المادية والادارية المتاحة.
وبالتالي، المساعدات لايطاليا مش مساعدات بمعنى كلمة مساعدات، بقدر ماهي خطوة استباقية رمزية، تؤمن مستقبل طيب لعلاقات بين بلدين، تراجعت بينهما العلاقات، بل ساءت خلال السنوات الماضية.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا، وكفاها شر كل أعدائها اللهم آمين آمين.
التعليقات