الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

الدكتور  خالد الخضري يكتب حياة أجمل” العلاج النفسي الإيجابي طرائقه وأساليبه

الدكتور  خالد الخضري يكتب حياة أجمل” العلاج النفسي الإيجابي طرائقه وأساليبه

 

 

 

إن حركة علم النفس الإيجابي يحدوها في عمومها توجه من التفكير تتم على أساسه معالجة مختلف القضايا النفسية والاجتماعية التي يهتم بها علماء النفس، ومن بين هذه القضايا الأساسية التي قطع فيها الاتجاه الإيجابي السيكولوجي شوطًا لا بأس به ما يتعلق بقضايا فهم المرض النفسي وعلاجه.

علماء النفس الإيجابي يتفقون بشكل عام بالرغم من بعض الاختلافات النظرية بينهم في أن الاضطراب النفسي من قلق أو خوف أو كآبة لا يجب النظر إليه ولا أن نتعامل معه كما نتعامل مع أي مرض عضوي ينتهي علاجه بالتخلص من أعراضه المرضية.

الواقع أن العلاج النفسي الإيجابي لا يتوقف بالتخلص من الأعراض المرضية ما هو إلا نقطة بداية لما يجب أن تظهر له بعد ذلك حياة المريض النفسي من إنجازات وتغيرات إيجابية بعد التخلص من حشائش الضرر النفسي التي تسببت فيها أعراض المرض، بعبارة أخرى علاج المرض النفسي لا يتوقف بالتخلص من أنواع السلوك المرضي ولا من الأفكار والأبنية المعرفية التي تستند عليها هذه الأعراض، بل أيضًا بالتركيز على الجوانب الإيجابية وجوانب الصحة والقوة لتغذيتها بالمزيد من التطوير والدعم الصحة، ولهذا فمحك فاعلية العلاج النفسي والحكم بالصحة النفسية أو العقلية تتطلب فضلًا عن هذا أن يتسم سلوك الفرد بخصائص صحية جديدة يمكن من خلالها أن نحكم عليه بأنه مثلًا أصبح يتصف بالإيجابية والفاعلية والرضا النفسي وغيرها من الصفات الدالة على الصحة النفسية، الاتزان الاجتماعي، والوجداني.

ماهية علم النفس الإيجابي
للتعرف على ماهية علم النفس الإيجابي نتوقف على عدد من التعريفات لهذا العلم، التي سوف تساعدنا على محاولة الولوج إلى الماهية، ومنها:
١-تعبير يقدم وصفًا عامًا لمصطلح لاهتمام بحثي يدرس كل ما يمكن أن يجعل الحياة الإنسانية جديرة بأن تعاش.
٢-الدراسة العلمية لـ الانفعالات الإيجابية والسمات الشخصية الإيجابية، والمؤسسات الإيجابية التي تمكن الأفراد من الإحساس بالرفاهية والسعادة أو التنعم الإنساني العام.
قدم كحركة جديدة في التيار العام لعلم النفس بدءًا من سنة (1998م) على يد كل من مارتين سيلجمان وميهالي سكزينتميهالي، كتوجه مضاد لتركيز علم النفس على الاضطرابات النفسية وعلم النفس المرضي.

ومن بين أهم ملامح علم النفس الإيجابي:
-رفضه التام لما يعرف بالنسبة الأخلاقية ويؤسس هذا الرفض على أن هناك سمات أخلاقية معينة تتضمن طرقًا متعددة للتعبير عنها تحظى باعتراف وتقدير الغالبية العظمي من البشر العاديين في كل الثقافات، وأن الالتزام بهذه السمات والفضائل الأخلاقية والتعبير عنها سلوكيًا يزيد من احتمالات السعادة.
-تميزه بين اللذة البدنية، عملية الإشباع النفسي والسعادة النفسية الغامرة التي تتحقق للإنسان عندما يعيش حالة التدفق أثناء التعامل مع مهام وأعمال تستغرق ذاته في حالة عامة من الوله والعشق والهيام لدرجة نسيان الذات، الآخر، السياق، الوقت.
فهو فرع من فروع علم النفس يركز على تحسين الأداء النفسي الوظيفي العام للإنسان إلى ما هو أبعد من مفهوم الصحة النفسية بمعناه التقليدي، ويهتم علماء نفس ذلك الفرع ببحث محددات السعادة البشرية والتركيز على العوامل التي تفضي إلى تمكين الإنسان من عيش حياة مرضية ومشبعة، يحقق الإنسان فيها طموحاته ويوظف فيها قدراته إلى أقصي حد ممكن ووصولًا إلى الرضا عن الذات وعن الآخرين وعن العالم بصفة عامة.
وكتخصص علمي يهتم علم النفس الإيجابي بتحقيق هدف عام مفاده فهم وتحديد العوامل التي تمكن الأفراد، المؤسسات، والمجتمعات من الازدهار وذلك من خلال توظيف أفضل الطرق العلمية في دراسة مشكلات البشر وتخليصهم من صور المعاناة النفسية لا بالتركيز على هذه الصور المختلفة أو المرضية بل بالتركيز على ما في الإنسان من مكامن قوة وفضائل إنسانية إيجابية، ويؤمن أنصار علم النفس الإيجابي بأن الكشف عن هذه المكامن والفضائل وتعهدها بالرعاية والتنمية، يفضي بذاته إلى فهم الإنسان لذاته وحثه على تغيير طرق تفكيره السلبي في ذاته وفي العالم وفي الآخرين وبالتالي التخلص من أهم وأول مصدر من مصادر تعكير صفو الحياة؛ ألا وهو التفكير السلبي.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79616252
تصميم وتطوير