الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

الخير في شهر الخير

الخير في شهر الخير

 المستشار محمد منسى .. ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب وسعى للمهجورين بالصلح ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو وللمستوجبين النار بالعتق. يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارتة قد اقبلت ايام التجارة الرابحة فمن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح ومن لم يقرب فيه من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح فما أحوجنا فى الشهر الكريم الذى يهل علينا ببركاته وفيوضاته إلى هدنة روحانية نقية بعيدة عن لوث السياسة اللعينة، وزحمة أخبار الفساد والعمالة والكيانات المسلحة التى تحارب باسم الدين لتنتصر للمجهول والمناكفات الحزبية التى تشغل الشعوب عن دينها وهمومها وأحلامها. ما أحوجنا إلى هدنة من مكايدات وأطماع المستعمرين الجدد ومناصريهم ومنفذى أجنداتهم من بنى امتنا وتغذيتهم للفتن الطائفية والقبلية العمياء فى العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، ولبنان. ما أحوجنا إلى هدنة للمصالحة مع النفس والغير ممن لم تلوث أيديهم بدم أبرياء راحوا ضحية عنفهم وتحريضهم لفئات جاهلة على المزيد من سفك الدماء، ومباركاتهم لكلّ أشكال الإرهاب الذى يمارس ضد إرادة شعب اختار طريقه وقائده بنفسه. ما أحوجنا فى رمضان إلى هدنة لنطبق فيها قول خاتم الأنام محمد (ص) “يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أمسك” وقوله أيضا وهو يبشر أصحابه بمقدمه: “هذا شهرُ رمضان قد جاءكم، تفتح فيه أبوب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين. ما أحوجنا إلى روحانية قراءة وتدبر كتاب الله المجيد، فقد حكِى أن الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآن، فقال عمر بن الخطاب: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى: “حم، تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيم، غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ”، ففيها قدم الله غفران الذنوب على قبول التوبة، وفى هذا بشارة للمؤمنين. وقال عثمان بن عفان: وقفت كثيرا أمام قوله تعالى: “نَبِّئْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، ما أحوجنا إلى التعلم من سير السلف الصالح فى مقايضة دنياهم بآخرتهم، فروى أن الرسول صلى الله علية وسلم كان يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم يشكو إليه قائلا: “يا رسول الله، كنت أقوم بعمل سور حول بستانى فقطعت طريق البناء نخلة هى لجارى طلبت منه أن يتركها لى لكى يستقيم السور، فرفض، طلبت منه أن يبيعنى إياها فرفض. فطلب الرسول أن يأتوه بالجار فجاءوا به، فسأله الرسول أن يترك له النخلة أو يبيعها له، فرفض الرجل! فأعاد الرسول قوله بع له النخلة ولك نخلة فى الجنة يسير الراكب فى ظلها مائة عام. فرفض الرجل! فتدخل أحد الصحابة ويدعى أبا الدحداح، وقال إن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب، هل لى بنخلة فى الجنة يا رسول الله؟ فأجاب الرسول: نعم. فقال أبوالدحداح للرجل أتعرف بستانى يا هذا؟ فقال الرجل نعم فمن فى المدينة لا يعرف بستان أبى الدحداح ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذبة والسور الشاهق حوله. فقال أبوالدحداح بعنى نخلتك مقابل بستانى وقصرى وبئرى وحائطى فوافق الرجل وأعطى أبوالدحداح النخلة للشاب اليتيم. فقال الرسول: كم من عذق رداح فى الجنة لأبى الدحداح وكررها عدة مرات والعذق الرداح هى النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها، فقال الصحابة لقد رد الله بكرمه على كرم أبى الدحداح بأن جعل له فى الجنة بساتين من نخيل عجزنا على عدها من كثرة ما قال عنها الرسول. وعندما عاد أبوالدحداح إلى امرأته دعاها إلى خارج المنزل وقال لها: لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط، فتهللت، وسألت عن الثمن، فقال لها: “لقد بعتها بنخلة فى الجنة يسير الراكب فى ظلها مائة عام، فردت عليه فرحة وقالت: ربح البيع أبا الدحداح ربح البيع . وفى هذة الأيام المباركة اللهم أعنا على الصيام والقيام، واحفظ جميع جوارحنا من الوقوع فى الآثام اللهم احفظ بلدنا من شر كل حاقد واحفظ جيشنا.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79638963
تصميم وتطوير