الجيش يتولى زراعة الحشيش فى ايطاليا
إيمان البدوى
ايطاليا _ أسندت الحكومة الايطالية مهمة زراعة الحشيش الطبى للجيش الايطالى حيث تم انتاج نبتة الحشيش فى خيمة زراعية بالقرب من فلورانس فقد بات الجيش يتولى إنتاج نبتة الحشيش المتوافرة في الصيدليات الإيطالية لاستخدامها للأغراض العلاجية
بعد ان كان الحشيش يمنع تناوله بين الجنود أصبح الآن الجيش ينتجه وليس فقط ذلك بل يتعين الحرص على جودة الإنتاج وثباته لأن الحشيشة مخصصة لمعالجة مرضى. ويوضح الكولونيل ميديكا أن “الإنتاج في هذه البيئة المعقمة والمغلقة مهم للغاية لأنها الطريقة الوحيدة للحصول على منتج ثابت خال من العناصر السامة خصوصا المعادن الثقيلة التي تمتصها النباتات بسهولة في الحقول ..
ويختلف المنتج من الحشيش الذى ينتجه الجيش الايطالى بدرجة كبيرة عن الحشيشة المستخدمة لأغراض الترفيه، إذ أن الأهم في المجال الطبي ليس المكون الفعال الذي يجذب إليه اهتمام مدخني الحشيشة أي مادة “تي اتش سي” (رباعي هيدرو كانابينول)، بل المواد المخدرة الأخرى خصوصا الـ”كانابيديول” المعروف كونه مضادا للالتهاب.
وبحسب التقديرات، يتناول ألفا شخص إلى ثلاثة آلاف في إيطاليا الحشيشة للأغراض العلاجية التي من شأنها المعالجة من أمراض التصلب المتعدد أو حالات الغثيان لدى الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، غير أن تعليمات وزارة الصحة تتحدث أيضا عن فعاليتها في معالجة حالات الماء الأزرق (مرض يصيب العين) أو في إعادة الشهية لدى المصابين بمرض فقدان الشهية (انوركسيا) أو مرضى الإيدز.
وسمحت إيطاليا باستهلاك الحشيشة لأسباب علاجية في العام 2007 غير أن أطباء كثيرين يترددون في إعطاء وصفات قائمة على هذه المادة لخشيتهم من عدم الالتزام بالجرعات أو طرق الاستخدام الموصى بها.
ويوضح بييرلويجي دافوليو وهو صيدلي من فلورنسا من محبذي استخدام الحشيشة للأغراض العلاجية أن الأطباء “يخشون من الآثار الجانبية ومن تحمل مسؤولية ما قد ينجم عن تناولها، كل شيء يخيفهم”.
لكن كما الحال في بلدان كثيرة أخرى منذ حوالى خمسة عشر عاما، بدأ الأطباء والمرضى الإيطاليون على السواء يعون أهمية الحشيشة المستخدمة للأغراض العلاجية. ويبيع دافوليو حوالى 300 وصفة محضرة على أساس هذه المادة سنويا، أحيانا لمرضى كانوا يتزودون بالحشيشة لدى تجار مخدرات.
وقد أطلقت المؤسسة الكيميائية والصيدلانية العسكرية التي أسسها الجيش في العام 1853، “مشروع الحشيشة” لتلبية الطلب المتزايد على الحشيشة بطريقة مضبوطة: وقد أقيمت خيمتان زراعيتان يضم كل منها حوالى مئة نبتة ومن المقرر إقامة اثنتين أخريين لبلوغ هدف إنتاج 100 كيلوغرام هذه السنة.
ويقول دافوليو “لا نزال في مرحلة تجريبية جدا”، في حين يعتزم الكولونيل ميديكا تنويع الإنتاج لاستهداف أمراض مختلفة. وفي الخيم الزراعية، تتأرجح الحرارة بين 20 و28 درجة مئوية. وتنمو النباتات في خلال ثلاثة اشهر في مقابل سنة في الأوضاع الطبيعية في الخارج، بدفع من الإنارة الاصطناعية القوية وبث مقطوعات لموزار من شأنها إصدار ترددات صوتية ملائمة لنموها.
وبعد الحصاد، يتم تجفيف الأوراق وتقطيعها قبل معالجتها بأشعة غاما للقضاء على كل العناصر المسببة للأمراض. غير أن الكولونيل ميديكا ينصح المرضى بعدم لف سجائر حشيشة بالاعتماد على المنتجات المخصصة للأغراض العلاجية. ويقول “أظهرت دراسات إن الاحتراق يقضي على المكونات الفاعلة”، في حين توصي وزارة الصحة باستخدام رذاذة أو حتى نقع القنب الموجة للاستخدام العلاجي وشربه ساخنا.
التعليقات