الثلاثاء الموافق 14 - يناير - 2025م

التنمر المدرسي كارثة اجتماعية وأخلاقية رحل ضحيته ريناد بالإسكندرية

التنمر المدرسي كارثة اجتماعية وأخلاقية رحل ضحيته ريناد بالإسكندرية

 


كتبت سالي عبدالعزيز

 

 

ما من أحدًا قد سلم من التنمر، والكثير يعتبرونه مُجرد مُزحة بسيطة، لكن هذا ليس صحيحًا بالمرة فإن التنمّر يُدمر حياة الفرد وخصوصًا الطفل الذي خرج من رحم أمه نقيًا إلا أن ما يُشاهده من أساليب العنف والعدوان في المجتمع تُصبح لديه نزعة عدوانية تؤثر على تصرفاته.

 

 

شهدت محافظة الإسكندرية حيث سطرت الطالبة ريناد عادل نهاية حزينة لحياتها بعد أن قفزت من الطابق الثامن بسبب تنمر زميلات المدرسة عليها، تاركة لوالدتها رسالة وداع تضمنت أسماء زملائها.

 

خرجت « ريناد عادل » من منزلها منذ الصباح الباكر إلى مدرستها كعادتها، وودعتها أسرتها، ليحدث خلال اليوم الدراسي داخل مدرسة نوتردام بالإسكندرية ما لم تتخيله الأسرة يوما، بقيام مجموعة من زملاء نجلتهم البالغة من العمر 12 عاماً بالتنمر عليها، لتقدم الطالبة بعد عودتها للمنزل على إلقاء نفسها من الطابق الثامن بمنزلها تاركة لوالدتها رسالة وداع آخيرة تحتوي على اسماء زملائها، إنها الطفلة ريناد عادل.

 

وأثار الحادث المأساوي غضبا واسعا وحالة من الحزن بين أولياء الأمور والطلاب، حيث تصدرت الطفلة ريناد تريند مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من تقديم إدارة مدرسة نوتردام نعيا رسميا على صفحتها للتعبير عن حزنها، إلا أن البيان الرسمي أثار جدلا كبيرا، حيث أخلت المدرسة مسؤوليتها تماما عن الحادث.

بدأت قصة ريناد عادل طالبة الإسكندرية في مدرسة نوتردام بالإسكندرية، حيث تعرضت الطفلة ريناد لموجة شديدة من التنمر من قبل بعض زميلاتها في الدراسة، وجاء التنمر نتيجة إدراج اسمها ضمن قائمة الطالبات المتأخرات عن سداد المصروفات الدراسية، مما جعلها محطا للسخرية والاستهزاء أمام زميلاتها.

 

لم تستطع ريناد عادل تحمل الضغوط النفسية الناتجة عن هذه المعاملة، وعادت إلى منزلها في حالة من الحزن العميق والانكسار، حيث كتبت رسالة مؤثرة إلى والدتها، عبرت فيها عن الألم النفسي الذي عانته في المدرسة، وعن شعورها بالعجز أمام ما واجهته من تنمر. وفي لحظة يأس وإحباط، أقدمت الطفلة على إنهاء حياتها بالقفز من الطابق الثامن، في حادث مأساوي ترك أثرًا بالغًا على أسرتها والمجتمع بآسره.

 

وتعد واقعة الطفلة ريناد ليست الأولى في مجتمعنا حيث أن التنمر دمر حياة كثيرين سواء بالفشل في الدراسة والعمل أو الموت ومفارقة الدنيا نهائيا.

من جانبها، أصدرت إدارة مدرسة نوتردام بيانًا رسميًا عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن حزنها على وفاة الطفلة. إلا أن البيان، الذي دعت فيه الإدارة إلى تحري الدقة وعدم تداول “معلومات غير صحيحة”، قوبل بانتقادات واسعة. وجاء في البيان:

“تعرب إدارة المدرسة عن استيائها الشديد من تداول معلومات غير دقيقة في منشورات تهدف إلى مواساة أهل الطفلة المتوفاة ورثائها في هذا الظرف الإنساني الأليم. نهيب بالجميع التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها لما لذلك من أثر نفسي سلبي على أسرة الطفلة وزملائها.”

 

كانت قد أقدمت طفلة تدعى ريناد عادل، بالغة من العمر 11 عامًا، وطالبة بالصف السادس الابتدائي، على إنهاء حياتها بالقفز من الطابق الثامن بمسكنها، بمنطقة جناكليس في الإسكندرية.

 

وأوضحت التحقيقات الأولية أن ريناد تركت خطابًا مؤثرًا وجهته لوالدتها، أعربت فيه عن ألمها الشديد نتيجة تعرضها للتنمر المستمر من قبل زميلاتها بالمدرسة، وذكرت الطفلة في الخطاب أسماء الطالبات اللاتي تسببن في معاناتها النفسية.

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت ببدء التحقيقات وسماع أقوال أفراد الأسرة وزميلات الطفلة لمعرفة ملابسات الواقعة.

 

كما أمرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة

ولكى لا تتكرر مأساة الطفلة ريناد نعرض لكم مجموعة من النصائح السهلة التي تساعد في التعامل مع التنمر بشكل فعال وتعزيز ثقة الأبناء في أنفسهم

1. كن قدوة في العلاقات القائمة على العطف والاحترام وتذكر أن الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة و إذا نشأوا في بيئة يسودها الاحترام، فإنهم سيكونون قادرين على التعرف على التنمر والتمرد عليه.

2. ابق على تواصل مع طفلك فالأطفال الذين يشعرون بالدعم والمشاركة من قبل والديهم هم أكثر قدرة على التحدث عن التنمر الذي يتعرضون له. التواصل الجيد هو أساس الوقاية.

3. كن قدوة في السلوك الواثق: علم طفلك كيف يتعامل مع الآخرين باحترام وثقة وإذا رأى طفلك كيف تتعامل مع المواقف اليومية باحترام، سيتعلم أن هذا السلوك هو الخيار الأمثل.

4. علم طفلك كيفية تأكيد الذات باحترام علم طفلك كلمات للتعبير عن احتياجاته والدفاع عن نفسه. كلمات مثل “توقف عن ذلك” أو “ليس من الصواب أن تؤذي” يمكن أن تكون بداية.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79162504
تصميم وتطوير