كيف تصبح مليونيرا في 13 دقيقة و10 ثوان !
كتب:د محمد عبد المجيد
أنا متأكد تماما أنك لم يسبق لك وأن اطلعت على كتاب أو مقال بهذا العنوان من قبل (( كيف تصبح مليونيرا في 13 دقيقة و 10 ثوان )) , فأنا والحمد لله وبلا فخر أول من تخطى حاجز الزمن ليصل بك الى أقل فترة زمنية في عمر هذا الزمان لتصبح فيها مليونيرا , خلافا للاخرين الذين يؤلفون كتبا لتصبح من خلالها مليونيرا خلال 30 أو 50 يوما مثلا أو أكثر من ذلك , صدقني انهم لا يقدرون قيمة وقتك أما أنا فحريص أشد الحرص على وقتك الثمين لذلك قررت أن أسطر لك هذا المقال !!
كيف تشعر الان بعد أن قرأت هذا الكلام الجميل الرنان ؟! أتظن أنني على الحق وأن معي مفتاحا سحريا أهديه اليك لتفتح به خزائن الملايين أم تظنني على الباطل وأنني سأستغرق وقتك في قراءة ما لا يفيد ؟ !
اذا أثارت كلماتي مشاعر استفزازك واستنفرت غضبك تجاهي أو حتى بدأت في قرارة نفسك بالقاء وابل من السباب سخرية مما تقرأ فسوف أتوقف عن هذا (( العبث )) أما ان استثارت مشاعر الفرح في داخلك والرغبة في معرفة المزيد عن كيفية الوصول الى الملايين في 13 دقيقة و 10 ثوان فسوف أتمادى في هذا (( الهراء )) وأبدأ في سرد مجموعة من الأفكار (( الجهنمية الفذة )) رغبة في اقناعك وبشتى الوسائل لتصبح مليونيرا في برهة من عمر هذا الزمان .
ولعله انكشف لك الان ما كنت أعنيه بالتحديد , لقد كنت مازحا معك على الحقيقة وحاولت أن أمثل لك دور بعض الاشخاص الذين قد تقابلهم خلال حياتك اليومية سواءا كانوا أشخاصا فعلا أو حتى اعلانات لبعض السلع أو المنتجات المباعة مما لا يؤمن مصدرها أو أشخاصا يحاولون دائما وباستمرار اللعب على مواطن ضعف لديك لجذب انتباهك وجني المكاسب المادية أو المعنوية من وراء ذلك .
صديقي (( المتميز )) وصديقتي (( المتميزة )) , قبل أن تمتلأ قناعة بعبارات أحدهم , أو تشعر أن سلعة معينة يتوجب عليك شراؤها , أو حتى وجهة نظر ما يلزمك أن تقتنع بها أو تتبناها أو تنشرها بين زملاءك , عليك أن تفكر كثيرا قبل أن تقوم بذلك وعليك أن تحكم عقلك , ذلك الجهاز البشري العظيم الذي خلقه الله لك وميزك به عن سائر مخلوقاته , عليك أن تكرر على عقلك مجموعة من الأسئلة تميزك عن الاخرين قبل اتخاذ قراراتك في هذه الحياة ومنها على سبيل المثال (( هل يتوجب علي أن أغير قناعاتي من أجلك ؟ أو , هل من الضروري أن أعقد هذه العلاقة مع ذلك الشاب لمجرد أن كلماته الرقيقة أثارت مشاعري وتناغمت وامتزجت بأحاسيس قلبي ؟ لماذا يجب علي أن أشتري هذه السلعة وأنا أعلم يقينا أنها لا تعادل هذه القيمة المالية الضخمة في المقابل؟ وغيرها من الأسئلة المتعددة التي لا يتسع المقال لذكرها ويتوجب عليك أن تسألها لنفسك حسب المواقف المختلفة والأشخاص الذين تقابلهم في حياتك .
البعض وللأسف في هذا الزمان يستطيع أن يجيد التعبيرات الخداعة ويضعها في أجمل قالب ثم يهديها اليك على طبق من الذهب المتلأليء ثم تدرك بعد فوات الأوان أن ذلك الأمر لم يكن على الحقيقة ولكن كان خداعا , قرر من هذه اللحظة الأ تنخدع , ولا تجعل نفسك استثمارا لأمثالهم .
(( المتميز لا يجعل نفسه تخدعة )) , فالبعض قد يحلم بالكثير من المال أو الانجازات في حياته , ثم لا يسلك سبيلا واضحا لتحقيق هذه الأحلام أو يبذل المجهود اللازم للفوز بتطلعاته , فتكون النتيجة الفعلية الا يحقق شيئا منها , ثم تجده يلقي بكامل اللوم على الظروف ومشاغل الحياة والتزامات العصر , ولا يكاد يحمل نفسه أو يدينها ولو بقدر يسير من الأسباب التي أدت الى التراخي أو الفشل .
وكما أنك قررت الا تنخدع من أحد بعد اليوم , و(( لأنك متميز )) , فانه يجب عليك أن ترى العالم من نافذة المتميزين (( فليس المتميز بالذي يرى كل الناس كاذبة أو تريد أن تخدعه طوال الوقت )) ولكنه يعامل الناس (( بحسن الظن )) كقاعدة أساسية في حياته ولا يقابل السوء بالاساءة ولكن يقابلها بالعقل والقرار المناسب . ولعلنا نتلمس في كل حياتنا أعمال وأقوال سيد الخلق وامام النبيين الذي قال (( أد الأمانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك )) .