التقوى والشهر الكريم .. بقلم .. محمد شبل
ونحن فى شهر رمضان الكريم نود أن نوضح لجميع المسلمين أن يلتزموا داماً بتعاليم ديننا الحنيف وأن يعمل الجميع على تقوى الله, فالتقوى لها حقيقة وتعريف, وحقيقة التقوى تنزيه القلب عن الذنوب والمعاصى وأن يعمل العبد ما يعلم ثم يتقى والمتقون هم الحلماء الأبرار أهل الفضائل منطقهم الصواب وسيرهم التواضع, عظمة الخالق فى نفوسهم فصغر ما دونه فى أعينهم . أما عن تعريف التقوى فإنها ” ملكة أو نور يقذفه الله فى قلب عبده المؤمن, وحين يقذف الله هذا النور فى قلب عبده المؤمن لا يكون آنئذٍ محتاجاً إلى من يراقبه من البشر, فتقواه حاجزٌ له عن كل شر دافعةً إياه إلى كل خير ” . ولقد عرف الإمام على كرم الله وجه التقوى فقال : أنها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل , وقال الشاعر العربى : إذا المرؤ لم يلبس ثياباً من التقى .:. تقلب عرياناً ولو كان كاسياً .. وخير لباس المرؤ طاعة ربه .:. ولا خير في من كان لله عاصيا , والتقوى سبباً فى الرزق والبركة لقوله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقو لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماءِ والأرض “. ولقد سأل نبى الله داوود ربه فقال : أى العباد أحب إليك ؟ قال : أحب عبادى إلى تقى القلب نقى الكفين لا يأتى أحداً بسوء ولا يمشى بين الناس بالنميمة, تزول الجبال ولا يزول, أحبنى وأحب من يحبنى وحببنى إلى عبادى, فقال داود : يا رب وكيف يحببك إلى عبادى ؟ قال يذكرهم بنعمى وآلائى, يا داود ما من عبدٍ يعين مظلوماً ويمشى معى فى مظلمته إلا ثبتُ قدمه على الصراط يوم تزول الأقدام . كما أن هناك علامات للأتقياء وهى : أنك ترى له قوة فى دين وحزماً فى لين وإيماناً فى يقين وحرصاً فى علم وعملاً فى حلم وقصداً فى غنى وخشوعاً فى عبادة وتجملاً فى فاقه يعمل الأعمال الصالحة على وجل يمسى وهمه الشكر ويصبح وهمه الذكر , ندعوا الله أن يجعلنا من المتقين الأبرار وأن يعيد علينا الأيام المباركة بالخير واليمن والبركات وكل عام والأمة الإسلامية بخير وسلام ..