د. رضا مسعد : وزارة التعليم قررت “غلق السناتر” ويبقي التنفيذ مسئولية وزارة الحكم المحلي
د. طارق نور الدين : القرارات التي يتخذها الوزير غير مدروسة بعناية
• كمال مغيث : الدروس الخصوصية سوق موازية تقضي علي دور المدرسة
• د. فاتن عرفة : الإصلاح يجب أن يتم بخطوات واثقة لكن هادئة وليس بسياسة المفاجأة
كتبت / بوسي جاد الكريم
يواجه ملف التعليم في مصر تحديات كبري ، باعتباره قضية أمن قومي للوطن بالدرجة الأولي ، في ظل الميراث الطويل من المشكلات والأزمات المتتالية علي مدي أجيال متعاقبة من المسئولين في الوزارة العريقة، التي باتت بحاجة إلي إعادة هيكلة كاملة من حيث الكوادر ومستوي الكفاءات التي تدير عجلة العمل ، وهي المسئولة في أغلب الأحيان عن عرقلة الكثير من الخطوات الإيجابية التي يحاول الوزير – أي وزير – اتخاذها للنهوض بالملف التعليمي.واصبحت السمة المميزة لعملية اتخاذ القرار التربوى فى مصر هى التضارب والتناقض والعودة دائما إلى المربع الأول، وهو ما يعد إهدارا للوقت والجهد ويؤدى إلى إضعاف ثقة المجتمع فى التعليم وفيما يتخذ فيه من قرارات»..
= والمرحلة السابقة شاهدة علي قرارات صدرت ثم تم التراجع عن تنفيذها أو تأجيلها، وهو ما بات جليا في تخبط وتناقض القرارات المصيرية في قطاع التعليم ومجموعة القرارات المتضاربة التي شهدتها وزارة التربية والتعليم، خلال السنوات القليلة الماضية، ما أثار حفيظة الكثير من الخبراء وأولياء الأمور، ، مؤكدين أن هذه القرارات تأتى ضمن مسلسل التخبط بالوزارة، وأن الوزير اتخذ طلاب الثانوية العامة حقل تجارب.
إذ كانت البداية مع نظام الثانوية العامة والنظام التراكمى فى الثلاث سنوات والامتحانات الإلكترونية،مرورا بتعريب الدراسةبالمدارس التجريبيةوالخاصة ،والغاءالمدارس اليبانية،،حرمان الطالب الناجح من التظلم، نظام التشعيب ،اضافة التربية الرياضية للمجموع،وصولا الي قرار غلق السناتر . والسطور التالية تحمل هموم وآراء بعض الخبراء لعلنا نضع أيدينا علي أساليب الحل ورفعها للمسئولين.
• تخبط إعلام وليس سياسات في البداية؛
صرح الدكتور” رضا مسعد ” مساعد وزير التربية والتعليم سابقاً ان مايحدث ويثار حو تناقض تصريحات الوزير والرجوع في قراراته ماهو الا شائعات تربوية واخبار مغلوطة حول وزارة التربية والتعليم يتم تداولها بعيدا عن “صانع القرار” يتم ذلك من قبل مواقع التواصل الإجتماعي علي انها تصريح من وزير التربية والتعليم ثم يتضح انها اخبار مغلوطة . فالوزير ليس له اي ذنب فيما يحدث من إعلام التواصل الاجتماعي ولكن الحقيقة ان الوزير حريص علي عملية غلق السناتر ومازال عند رأيه ولم يتراجع عنه فلا يمكن لاي وزير ان يوافق علي ان تكون هناك مدارس موازية لمدارس الدولة.
وواصل بقوله؛ عملية “غلق السناتر” ليست مسئولية وزارة التربية والتعليم ولكنها مسئولية وزارة الحكم المحلي “المحافظين” وذلك يتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ولكن ما يحدث ان بعض المحافظات تبذل جهد كبير لتفيذ القرار ومحافظات اخري تبذل جهد أقل.
واكد “رضا مسعد” ان ما يحدث هو تخبط اعلامي وليس تخبط سياسات وزارة ، فوجود تلك السناتر يتسبب في هدم التعليم والمدارس وتحرر الطلبه منها ويضع اعباء كبيرة علي كاهل اولياء الامور فولي الامر يدفع ما يقرب من 40% من راتبه علي الدروس الخصوصية، واذا تم توفيرهم لن يشعر المواطن بالأزمة الاقتصادية . وقال “مسعد ” ان فلسفة الدروس الخصوصية لفئة التلاميذ ضعيفي القدرات وهم لا يشكلوا اكثر من 10% من تلاميذ مصر، لا يجب أن تتحول لظاهرة، وان انتشارها بشكل يجعلها تحل محل المدارس يعد امر غير طبيعي يؤدي بدوره الي تفريغ المدارس من التلاميذ ويضع اعباء اقتصادية كبيرة علي اولياء الامور ويحول التعليم الي مجرد امتحانات، بينما التعليم اتجاهات ومهارات وقيم وتلك الامور لا تدرس في تلك المراكز فما يقوموا به ما هو الا مجرد تدريب علي النجاح في الامتحان، أما التعليم فلا يتم الا داخل مدرسة فعلية.
واشار “مسعد” ان اولياء الامور ينفقون 30 مليار في السنة للدروس الخصوصية يتم استنزافهم من جيوبهم بمعدل 30 الي40% من دخل كل اسرة ومن يستولي على تلك الميزانية لا يتعدوا 10% من مدرسين مصر وبعضهم ليس له علاقة بمهنة التدريس ولكنهم قاموا بتاجير مكان واعطاء دروس من خلاله.
واوضح مساعد وزير التربية والتعليم الاسبق ، ان الوزارة بدأت بعمل نظام تعليمي لا يقوم علي الامتحانات والتي ترتبط بها الدروس الخصوصية في المقام الاول ويتم فيه الفصل بين الطالب وبين موضوع الدرجات والامتحانات بالشكل المتعارف عليه والذي “يرهب” الطالب وولي امره ويعمل علي تنمية المهارات والقدرات والانتقال من مرحلة الي اخري ، وعدم سيطرة الامتحان الواحد ولكن الطالب يمر بـ 12 امتحان واذا تم اجتياز 6منهم ينتقل الي المرحلة الجامعية ، ولقد بدأ بالصف الأول الابتدائي والاول الثانوي وهي امتحانات قائمة علي المهارات وغير مرتبطة بالكتب المدرسية، فهي منظومة جديدة وضعتها وزارة التربية والتعليم واذا نجحت فيها ستحتضر الدروس الخصوصية تلقائيا وتتاكل.
صرح الدكتور طارق نورالدين، الخبيرالتربوى ومعاون وزير التربية والتعليم الأسبق، ان هناك نوع من التناقض الغريب فى قرارات وزير التربية والتعليم، وتخبط فى اتخاذ القرارات غير المدروسة جيدا، فأصبحنا كل عام نرى نظاما جديدا. وأضاف “نور الدين”يجب أن تكشف وزارة التربية والتعليم عن تفاصيل هذه التجربة أو النظام الجديد الذي يحاط بنوع من السرية والكتمان من قبل وزير التربية والتعليم،يجب ان يكون هناك نوع من الشفافية والمصارحة من قِبل الوزارة حتى يتهيأ أولياء الأمور للتغيرات التى سيتم إجراؤها على العملية التعليمية.
وتابع “نورالدين “، هناك تخبط فى قرارات وزارة التربية والتعليم ومراحل التصريحات تغيرت عشرات المرات منذ أن جاء الدكتور طارق شوقي، إذ كانت البداية مع نظام الثانوية العامة والنظام التراكمى فى الثلاث سنوات والامتحانات الإلكترونية ما سبب لغطا كبيرًا
التعليقات