قبل أن يجلس علي الكرسي ألغي اللغة الأجنبية الثانية ومواد أخري

غليان في البرلمان والشارع المصري بسب نظام البكالوريا الجديد

وزير التعليم مدافعا : هذا النظام يقضي على الدروس الخصوصية ويرفع الضغط النفسي عن الطلاب وأولياء الأمور

النائب فريد البياضي منتفضا : الطلاب فئران تجارب ونظام البكالوريا يعيد المنظومة التعليمية لحقبة ١٩٠٥

أيمن بهاء الدين ساخرا : هل من درس لغة أجنبية سواء الفرنسية أو الألمانية أو غيرها في الثانوية يستطيع نطق كلمة واحدة بعد أسبوع من الامتحان ؟

اضحك كركر مع شادي زلط : نظام الثانوية العامة الحالي في مصر غير معترف به دوليا !

اشتباك . . النائبة سميرة الجزار : تحسين المجموع مقابل ٥٠٠ جنيه للمادة يفجر حقول ألغام البكالوريا

طلقة . . هل يقود نظام البكالوريا الجديد لوضع منهج موحد للتربية الدينية علي الطريقة الأمريكية يدرس لجميع الطلاب أيا كان انتمائهم الديني؟

تقرير إخباري / أبو المجد الجمال

ألغام حقائق وأسرار وجدل مثير يفجرها نظام البكالوريا الجديد بين وزارة التربية والتعليم ومجلس النواب فالوزارة المصونة تدافع علي لسان وزيرها المثير للجدل محمد عبد اللطيف خلال جلسة حوار مجتمعي حول نظام البكالوريا المقترح بديلا عن الثانوية العامة إن مصير مستقبل الطالب لا يمكن أن يكون مرتبطا بمحاولة امتحانية واحدة وهذا النظام يقضي على الدروس الخصوصية ويرفع الضغط النفسي عن الطلاب وأولياء الأمور والامتحانات في النظام الجديد ستتاح بفرصتين في كل عام دراسي وتكون رسوم دخول الامتحان لأول مرة بالمجان وفي المحاولات اللاحقة تكون برسوم مع إعفاء غير القادرين وموعد دخول الامتحان بالنظام الجديد يحدده الطالب وفق الفرص المتاحة له في الصفين الثاني والثالث الثانوي حيث يمكنه أن يأخذ مواد الصف الثاني في الصف الثالث وليس العكس وإضافة مادة التربية الدينية للمجموع لجميع الصفوف الدراسية بدءا من العام الدراسي المقبل

بينما أكد المتحدث باسم الوزارة المصونة شادي زلط إنه ينهي كابوس الثانوية العامة ويتسم بأنه متعدد الفرص ويزيح الأعباء عن كاهل الأسر والطلاب ويقضي علي التوتر والضغط العصبي خلال الدراسة

لكن البرلمان وعلي لسان النائب فريد البياضي يرى أنه يعيد المنظومة التعليمية لحقبة 1905 ويقول أن أبناؤنا ليسوا فئران تجارب متسائلا : أين الدراسة التي أجريت علي هذا النظام ؟ ولماذا لم يعرض الأمر أولا علي متخصصين وتشريعيين ؟ مشكلة التعليم في مصر أكبر كثيرا من تخفيف المواد وتقدم عضو مجلس النواب فريدي البياضي بطلب إحاطة عاجل لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم بعد الإعلان عن نظام البكالوريا الجديد دون إشراك المجتمع التعليمي أو البرلماني في دراسته محذرا مما أسماه “الفوضى التعليمية” مفجرا حزمة من علامات الاستفهام الشائكة والملغومة التي تدور في رأس الشعب : كيف يتم الإعلان عن نظام تعليمي جديد دون الرجوع إلي لجنة التعليم ؟ أين التوافق المطلوب مع ممثلي الشعب ؟ وفي حوار متلفز وبأشد العبارات انتقد النائب فريدي البياضي التغييرات المستمرة في نظام التعليم بعد تقدمه بطلب إحاطة ضد نظام البكالوريا وقال كل فترة نظام جديد للثانوية العامة والوزير الجديد قبل أن يجلس علي الكرسي ألغي اللغة الأجنبية الثانية ومواد أخري فأين الآلية ومتي درست هذه التغييرات

في الإطار ذاته وبأشد العبارات انتقدت البرلمانية سميرة الجزار فكرة تحسين مجموع الطالب بمقابل مادي في نظام البكالوريا الجديد وأكدت علي أن السماح بتحسين المجموع مقابل ٥٠٠ جنيه للمادة يثير مخاوف من أن يكون الهدف من نظام البكالوريا الجديد هو تحقيق الربح والتحول نحو بيزنس مقنن

لكن نائب وزير التعليم أيمن بهاء الدين يدافع دفاع المقاتلين القدامي بإن الهدف من تعدد فرص دخول الامتحان في نظام البكالوريا الجديد ليس جمع الأموال وإنما لتغطية تكاليف امتحانات الثانوية العامة لأنها مكلفة جدا وأكد في حوار متلفز إن نظام البكالوريا مطروح للنقاش المجتمعي أمام الخبراء والمعلمين وقد يرفضه البرلمان أو يقبله وفسر سبب جعل اللغة الأجنبية الثانية غير مضافة إلى المجموع في الثانوية العامة هذا العام متسائلا ساخرا : “هل من درس لغة أجنبية سواء الفرنسية أو الألمانية أو غيرها في الثانوية يستطيع نطق كلمة واحدة بعد أسبوع من الامتحان؟” واستطرد قائلا : لن نمثل أننا ندرس لغة ثانية ونحن في الحقيقة لا ندرسها ونحن لم نلغ هذه المادة لكنها خرجت من المجموع هذا العام

نكتة وزارة عبد اللطيف أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم شادي زلط في حوار متلفز إن نظام الثانوية العامة الحالي في مصر غير معترف به دوليا مضيفا أن نظام البكالوريا الجديد سيعترف به وسيساعد الطلاب في التقديم لأي جامعة في العالم

لكن ما أبرز ملامح نظام البكالوريا الجديد ؟ يتكون من مرحلتين المرحلة التمهيدية الصف الأول الثانوي والمرحلة الرئيسية الصف الثاني والثالث الثانوي والمواد الدراسية في نظام البكالوريا في المرحلة التمهيدية تتضمن مواد تضاف للمجموع وهي التربية الدينية والرياضيات واللغة العربية والعلوم المتكاملة واللغة الأجنبية الأولي والتاريخ المصري والفلسفة والمنطق أما المواد خارج المجموع فهي اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب وفي المرحلة الرئيسية مواد لجميع التخصصات تشمل للصف الثاني الثانوي مواد اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولي وللصف الثالث الثانوي مادة التربية الدينية أما المواد المتخصصة فيختارا طلاب الصف الثاني الثانوي مادة واحدة فقط الرياضيات أو الفيزياء بالنسبة للطب وعلوم الحياة ومحاسبة وإدارة أعمال بالنسبة للأعمال والكيمياء أوالبرمجة بالنسبة للهندسة وعلوم الحاسب وعلم النفس أواللغة الأجنبية الثانية بالنسبة للآداب والفنون أما الصف الثالث الثانوي التربية الدينية مواد لجميع التخصصات والأحياء والكيماء مستوي رفيع بالنسبة للطب وعلوم الحياة والاقتصاد مستوي رفيع والرياضيات بالنسبة للأعمال والرياضيات والفيزياء مستوي رفيع بالنسبة للهندسة وعلوم الحاسب وجغرافيا مستوي رفيع والإحصاء بالنسبة للآداب والفنون

أما أبرز قواعد نظام البكالوريا الجديد إتاحة الامتحانات بفرصتين في كل عام دراسي ودخول الامتحان مجاني للمرة الأولي فقط ورسوم إعادة الامتحان ٥٠٠ جنيه لكل مرة ويجوز للطالب دراسة مواد إضافية في أي مستوي وتحتسب درجة كل مادة من مواد الثانوية ال ٧ من ١٠٠ درجة وعدد سنوات الدراسة للمرحلة الرئيسية ٤ سنوات بحد أقصي

متي يطبق نظام البكالوريا ؟ يطبق علي طلاب الصف الأول الثانوي العام المقبل والفكرة نالت الموافقة المبدئية للحكومة مع مناقشة آليات التنفيذ والتوافق علي صيغة نهائية علي أن تطرح الصيغة النهائية للحوار المجتمعي قبيل التطبيق

مادة التربية الدينية واللعب بالنار اعتبر الكاتب الإعلامي محمد بكر أن نظرية المؤامرة تلقي بظلالها السوداء علي واقع نظام البكالوريا الجديد حيث أن أخطر ما تم تدشينه بمشروع البكالوريا الجديد هو جعل مادة التربية الدينية مادة أساسيه مضافة للمجموع فالفلسفة السابقة بعدم إضافة التربية الدينية للمجموع كانت ذات سبب وجيه ومنطقي وهو أن تلك الإضافة لمجموع الطالب ستثير الشكاوي والمشاكل عن سهولة منهج وامتحانات المنتمين لدين معين بخلاف منهج وامتحانات المنتمين للدين الآخر لأن تدريس مواد التربية الدينية للطلاب يكون بمناهج مختلفة حسب الانتماء الديني لكل طالب وبعودة مادة التربية الدينية للمجموع سيعود معها ارتفاع أصوات الاحتجاجات لأولياء الأمور بالاتهام بأن الإمتحانات تأتي سهله لأبناء دين معين وتصعيبها علي أبنائهم من أتباع الدين الآخر ووسط تلك الاحتجاجات ستزداد مساحات الفتن علي أساس ديني بين الطلاب وأولياء الأمور لتتجذر بدورها داخل نفوس الأجيال الجديدة خاصة وأن درجات تلك المادة ستؤثر علي المجموع الكلي للطالب ومن ثم ستؤثر علي تنسيق الكليات ومع تدهور الوضع حينها فسيكون الوضع إما أن نترك الأمر هكذا لتزداد تلك المساحة من الفتن لتخلق أجيالا أشد تطرفا وكرها للآخر وإما سيكون الحل وقتها وهو المطلوب التجهيز له وضع منهج موحد للتربية الدينية علي الطريقة الأمريكية يدرس لجميع الطلاب أيا كان انتمائهم الديني وهذا سيكون الأقرب لتدشين مشروع الديانات الإبراهيمية فلن تكون هناك بداية عمليه لهذا المشروع الأميركي بأعظم من وضع مادة التربية الدينية بالمجموع فوضع التربية الدينية علي هذا النحو البكالوري الجديد لن يضعنا إلا في أحد المسارين المذكورين وكلاهما سيؤدي حتما الي مالا يحمد عقباه !