عمال مصانع الطوب للحكومة: “راضيين بقليلنا فلا تحرمونا منه” ولا تضطرونا للوقفات الاحتجاجية..
أصحاب المصانع: رسوم إشتراك الغاز الطبيعي وصلت مليون جنيه وفواتير الكهرباء فاقت الخيال،
الحكومة تضيق علينا… منعت سير النقل وضاعفت رسوم “الكارته” والسولار..
كتب – أحمد صلاح سلمان
مازالت حكومة إسماعيل تواصل تجاهلها بمطالب الطبقة الكادحه من العمال المصريين، ولا تلقي لها بال بمبدأ “اذن من طين واخري من عجين”
تعالت الأصوات المطالبه بوضع خطة عاجله تحمي صناعة وطنية هي الأهم وتخدم كافة قطاعات الدوله،
وهنا بمنطقة عرب أبو ساعد بالجيزة التي تحوى أكبر تجمع لصناعة الطوب الطفلى فى العالم، حيث يصل عدد المصانع بهذه المنطقة ما يزيد عن 250 مصنع، وتخدم الإسكان فى مصر بنسبة 80% من احتياجات الطوب الطفلى سنويا، ويعمل فيها قرابة الربع مليون عامل مباشر وغير مباشر من محافظات مصر المختلفة إلا أن هذه المصانع مهددة بالانهيار الكامل.
حيث اشتكى اصحاب مصانع الطوب من زيادة اسعار الكهرباء بشكل خيالي وزيادة اسعار الغاز بالرغم من التزام كل مصنع بدفع مبلغ مليون جنيه لتوصيل الغاز الطبيعي ظنا من اصحاب المصانع ان ذلك سوف يخفض عليهم الفواتير افضل من العمل بالمازوت فيما بعد الا انهم اكتشفوا عكس ذلك حيث يدفع صاحب المصنع الذي يعمل بالغاز الطبيعي اكثر من المصنع الذي يعمل بالمازوت ويصل عدد المصانع العاملة بالغاز في المنطقة الى 285 مصنع وجميعهم مصابين بالشلل التام والتوقف عن الإنتاج حيث توقفت اعداد كبيرة من مصانع الطوب بمختلف أنحاء الجمهورية عن العمل خاصة بمنطقة عرب أبوساعد ومدينتي زفتي وميت غمر والتي تضم أكبر عدد من مصانع الطوب وقد قام سائقوا سيارات نقل الطوب بقطع طريق الاوستوراد اكثر من مرة كما قام العاملون بمصانع الطوب بالبدرشين “دهشور” بقطع شريط السكة الحديد من الاتجاهين اعتراضا على قرارات الحكومة الخاطئة من وجهة نظرهم.
قال خالد الجيار صاحب مصنع طوب ان المصانع العاملة بالمازوت فواتيرها اقل من المصانع العاملة بالغاز الطبيعي على الرغم من دفع اصحاب المصانع العاملة بالغاز الطبيعي مليون جنيه عن كل مصنع موضحا ان الحكومة فشلت في احتواء الازمة من كل الاتجاهات اضافة الى منعها سير النقل على الطرق الدائرية وزيادة اسعار الكهرباء والسولار اضافة الى رسوم “كارته” على الطرق وأوضح ان غالبية منتجي الطوب يميلون إلي اتخاذ قرار جماعي بايقاف المصانع عن العمل وحجب الانتاج ، وذلك يؤدي الى تشريد 200 ألف عامل مباشر وغير مباشر من كل مصنع، وهذا يعد تشريد ليس للعمال فقط بل ولأسرهم .
وأضاف هشام صلاح صاحب مصنع بطريق الاوستراد تحدث لـ”البيان” بنبرة حزن شديدة قائلا ان الغلاء والبطالة والتضخم كل يوم بيزيد عن اللي قبله ومافيش حاجة بتتغير والحكومة ومجلس النواب شكل فقط ، خاتما تصريحاته بالدعاء ” ربنا يلطف بينا” .
دور النواب
من جانبه تقدم النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “المصريين الأحرار”، عن دائرة الصف، بمذكرة عاجلة للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بشأن توقف مصانع الطوب بسبب أسعار الغاز موضحا إن “توقف هذه المصانع عن العمل، تسبب في تشريد أكثر من 200 ألف عامل”، مضيفاً: “هذا الأمر لم يعد مقبولاً بعد ثورتين، وهؤلاء العمال يعولون أسر، ومن ثم غلق أبواب المصانع وتعطيل الإنتاج ومحاولة بتر الأيدي العاملة الماهرة، يجب ألا يتم السكوت عليه”.
وقال نافع هيكل، عضو مجلس النواب بالجيزة، إن قضية عمال المصانع هى قضية أمن قومى، لأنها تمس حياة مئات الآلاف من المواطنين وأسرهم، لا يجيدون فى هذه الحياة سوى مهنتهم وصناعتهم هذه، وإبان ثورة 25 يناير وما تبعها من توقف مصانع الطوب، ولم يستطيع أغلب هؤلاء العمال العمل بمهنة أخرى، واضطر بعضهم للبحث عن طرق غير مشروعة، وهو ما يمثل كارثة كبيرة على هؤلاء العمال حال غلق مصانعهم وعدم الاستجابة لمشكلاتهم.
وأضاف عضو مجلس النواب ، أن الدولة مطالبة بجدولة المبالغ المتأخرة على أصحاب مصانع الطوب، بالإضافة لإلغاء الفوائد التى تم تحميلها عليهم، وإعادة النظر فى ربط أسعار الغاز بالدولار ومحاسبتهم بأسعار عادلة مثلما يتم الحال مع مستخدمى المازوت.
وتقدم النائب بكر أبو غريب، عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين، بمذكرة إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، يطالبه فيها بالتدخل لإنقاذ مصانع الطوب الطفلى فى مصر، بعد تعرض هذه المصانع لخسائر فادحة، وأصبح أصحابها مهددين بالحبس وتشريد أكثر من مليون أسرة مرتبطة بهذه المصانع بشكل مباشر أو غير مباشر.
واوضح أبو غريب، فى نص المذكرة أن الأزمة تعود إلى عام 1985 حينما تم مطالبة أصحاب مصانع الطوب بمحافظة الجيزة بنقل تلك المصانع إلى منطقة “عرب أبو ساعد” الصناعية بمركز الصف جنوب محافظة الجيزة، للحفاظ على السكان من التلوث، وبالفعل استجاب الجميع وتم إنشاء منطقة صناعية فى “أبو ساعد” بمرافقها وشق الطرق وغيره بمجهودات ذاتية من أصحاب هذه المصانع.
وتابع أبو غريب، فى مذكرته قائلًا: طالبت الحكومة بتحويل المصانع من استخدام المازوت إلى الغاز الطبيعى للحفاظ على البيئة، ووافق أغلب المصانع وقاموا بهذا التحويل الذى كلف كل مصنع ما يقرب من مليون جنيه، وتم البدء فى التحويل والضخ للغاز منذ عام 2003 واكتمل عام 2013 بدخوله لأكثر من 281 مصنعًا من إجمالى 350، إلا أننا فوجئنا بمضاعفة أسعار الغاز لاصحاب المصانع بداية من عام 2012 فى عهد جماعة ” الإخوان”، حيث قفز سعر من 2 دولار ليصل إلى 5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما أدى لخسائر كبيرة لأصحاب هذه المصانع، واضطر أغلبهم للغلق وتشريد العمالة.
وأضاف نائب البدرشين خلال عرضه للمذكرة: فوجئ أصحاب المصانع بانخفاض ضخ الغاز بما سجعل بعض المصانع تعمل بنسبة 10% فقط من كامل طاقتها، بالإضافة لارتفاع سعر الدولار بشكل كبير، وهو ما أدى لخسائر كبيرة لهم نتيجة لمحاسبته أصحاب تلك المصانع من جانب شركات الغاز بالدولار بعد تحويله للعملة المصرية، بالإضافة لذلك هناك ديون متراكمة نتيجة لاحتساب شركات الغاز نسبة فوائد تقدر بـ12.5% على مستحقات تلك المصانع، وهو ما أدى لتراكم الديون والأعباء التى تهدد بترشيد أكثر من مليون شخص وسجن أصحاب المصانع.
موقف العمال
قال عادل مراد40عاما، عامل بأحد مصانع الطوب الطفلى: أعمل فى هذه المهنة منذ ما يزيد على 20عاما ولا أعرف مهنة أخرى وأعول زوجة وأربعة أولاد بمراحل التعليم المختلفة وكل أولادى متفوقين دراسيا والحمد لله، وأحلم بأن أتمم رسالتى فى تربيتهم ورعايتهم قدر المستطاع ودخلى من عملى فى حال انتظام عمل المصنع يكفينى وأسرتى والحمد لله لكن ما لا أستطيع أن أفكر فيه هو حالى بعد توقف مصانع الطوب عن العمل فكيف لى حينها أن أجد مورد رزق يكفل لى دخل للإنفاق على أسرتى وهل عندها سوف أقدر على مصاريف المدارس ونفقات الحياة اليومية بل هل أقدر فى حينها على نفقات أكلهم وشربهم .
أما مصطفى رشدان يعمل رصيص فيقول: قبل أن أحصل على دبلوم التجارة وفى فترات العطلات الصيفية والإجازات كنت آتى إلى هنا للعمل مثلى مثل مئات الآلاف من العمال وبعد حصولى على الدبلوم وتفرغى كاملا للعمل هنا تقنت مهنة الرصيص للطوب داخل الفرن ليتم إحراقه، وخلال فترة عملى الماضية وفقنى الله وبدأت تحويش بعض المبالغ لكى أتزوج وقبل عام من الآن تقدمت لإحدى الفتيات فى قريتى، وتمت خطبتنا وأنا الآن أعمل بكل ما أوتيت من قوة لكى أكمل نفقات زواجى واليوم الواحد الذى يتوقف العمل فيه يؤثر على ولا أعرف ماذا افعل بعد توقف مصانع الطوب عن العمل كيف أفى بالتزاماتى وماذا سوف أقول لأهل خطيبتى.
ويقول بدر الزناتي سائق جرار: العمل فى مصانع الطوب مهنة “الغلابة” وكل من لم يتعلم مهنة يستطيع إيجاد فرص عمل هنا فالمصانع بها أشكال كثيرة من الأعمال لا تحتاج إلى خبرة أو حرفة أو مهارة خاصة، وبالنسبة لى شخصيا جربت السفر إلى الخارج، وذقت مرارة السفر ولم أعد بشىء يذكر لى ولأولادى، وعندما وجدت فرصة العمل فى مصانع الطوب” مسكت فيها بأيدى وسنانى” وأنا لست مستعدا أن أضحى بهذه الفرصة مهما حصل ولا أتمنى أن يأتى اليوم الذى أجبر فيه أن أحضر زوجتى وأولادى معى لنقف أمام مجلس الوزراء أو حتى رئاسة الجمهورية أو نقطع طريق لينظر إلينا المسئولون.
ليختم “بدر” كلامه معبرا عن حاله وحال زملائه في المهنة موجها رسالته الى الحكومة لا اريد ان اهان او اهين لا اريد ان اعتصم او اعترض ولا احتج ولا يحتج علي فقط اريد ان اكمل باقي عشاية نوم واريد ان اعمل وراضي بقليلي فلا تحرموني من قليلي ،ولا تجعلوني مضطرا الى اللجوء للوقفات الاحتجاجية والاشياء التي تؤخر ولا تقدم.
التعليقات