الفيوم . محمد عبد القوى
قال الدكتور أحمد الشريف أن مصر تواجه تحديات إقليمية معقدة تؤثر بشكل مباشر على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز هذه التحديات الأوضاع غير المستقرة في بعض دول الجوار، وتأثير ذلك على الأمن القومي المصري، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والتي تتطلب استراتيجيات مرنة لمواجهتها، كما لا يمكن إغفال التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد الطبيعية، خاصةً المياه، مما يستدعي تكاتف الجهود لتعزيز الأمن المائي والغذائي.
وأضاف “الشريف” أنه رغم هذه التحديات فإن مصر ماضية بخطى ثابتة في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في البنية التحتية والصناعة والزراعة؛ بهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام. كما أن تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية وتنويع مصادر الاستثمار وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي والإفريقي كلها عوامل تسهم في مواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للنهوض والتنمية
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية التى تمت بالتعاون مع المعهد الفني الصناعي ببنها تحت عنوان “التحديات الإقليمية الراهنة وتأثيرها على مستقبل التنمية في مصر”، وذلك ضمن فاعليات الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات خلال شهر مارس من خلال مراكزه المنتشرة بجميع محافظات الجمهورية، تحت إشراف الدكتور/ أحمد يحيى مجلي- رئيس قطاع الإعلام الداخلي، بهدف تعزيز القيم الوطنية وترسيخ روح الولاء والانتماء والتوعية بمخاطر الشائعات وضرورة مواجهتها، ورفع الوعي المجتمعي بالتحديات الراهنة التي تواجه الأمن القومي المصري، وتشجيع المشاركة الإيجابية والتفاعل المجتمعي والحوار المتواصل مع جميع شرائح المجتمع الذي يؤدي إلى مزيد من التماسك الوطني وتحقيق الأهداف على الصعيدين الداخلي والخارجي.
حاضر في الندوة التي أعدتها وقدمتها ليلى محمد مسعد أخصائي الإعلام بمجمع إعلام بنها؛ د/ أحمد إبراهيم أحمد شريف – رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، م/ وفاء رجب دياب – وكيل المعهد الفني الصناعي لشئون التدريب.
بدأت الفاعلية بكلمة ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدًة أن وطننا اليوم يواجه العديد من التحديات التي تتطلب وعياً مجتمعياً وجهوداً مشتركة لمواجهتها والتغلب عليها، فمصر تخوض معارك على عدة مستويات؛ سواء في التنمية الاقتصادية أو الأمن القومي؛ مما يستلزم إدراكًا عميقًا لمجريات الأمور من جانب أجيال المستقبل، مشيرًة إلى أن فهم القضايا الوطنية والإقليمية يساعد الشباب في تكوين رؤية واضحة حول مستقبل بلادهم، ويؤهلهم للمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.
وعلى الرغم من هذه التحديات؛ يظل وطننا قادراً على الصمود بفضل وحدته الوطنية وموارده البشرية المتميزة. فالعمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي والابتكار هي مفاتيح النجاح في تجاوز الصعوبات، مما يفتح آفاقاً جديدة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة
وأكدت المهندسة وفاء رجب أن توعية الشباب بالتحديات الراهنة التي تواجهها مصر ضرورة حتمية للحفاظ على مستقبل الوطن واستقراره. فالشباب هم عماد الأمة، وقوتها الحقيقية تكمن في وعيهم وإدراكهم لما يدور حولهم من قضايا سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، مما يتطلب وعياً حقيقياً من الشباب بدورهم في بناء المستقبل.
وطالبت وكيل المعهد الفني الصناعي بتعزيز دور المؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمعية في نشر ثقافة الوعي الوطني، وتحفيز الشباب على المشاركة الفعالة في العمل العام وتشجيعهم على الابتكار وريادة الأعمال؛ حتى يكونوا جزءًا من الحل وليس مجرد متفرجين على المشهد. فبالعلم والمعرفة والانتماء الحقيقي للوطن يمكن للشباب أن يساهموا في تحقيق نهضة مصر وتجاوز التحديات التي تواجهها.
وفي ختام الندوة، أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة أن مواجهة التحديات الإقليمية يتطلب وعياً وإرادة سياسية قوية، إلى جانب تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني؛ من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لمصر وشعبها؛ فمصر تمتلك من المقومات والإمكانات ما يجعلها قادرة على مواجهة تلك التحديات، من خلال العمل الجاد والتخطيط السليم والاعتماد على الشباب في بناء مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة.