الأربعاء الموافق 09 - أبريل - 2025م

” البيان ” في الذكري ال 50 تنفرد بحوار مع أحد الناجين من مجزرة بحرالبقر “

” البيان ” في الذكري ال 50 تنفرد بحوار مع أحد الناجين من مجزرة بحرالبقر “

 

الدميري يصرخ زملائي بأي ذنبا قتلوا وأين حقهم ” **أحلم بكوب ماء نظيف ووحدة غسيل كلوي ومدرسة ثانوي ببحرالبقر …

** العناية الآلاهية جعلت التخته تنقذني من الموت ** عمري كان ٨سنوات ولن أنسي مشهد جثة صديقي أحمد ** ٣٠ طفل شهيد تحولت جثثهم لأشلاء **

أتمني وضع متحف بحرالبقر علي الخريطة السياحية ** يوجد ٢٥ مصاب معاقين دون أهتمام **

قضية التعويض رفضت ولن نترك حقنا **

جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم وسنحارب لآخر نفس …
** عبد الناصر و السادات و ام كلثوم زاروني

 

 

 

 

أشراف : محمدعامر

أعدالحوار للنشر : ميرنامحمد و منه الله محمد

 

 

 

*** الطيار آمي حاييم الذي ضرب مدرسة بحرالبقر قال ” كنا نعلم انها مدرسة للأطفال وأردنا توصيل رسالة للمصريين أن أطفالكم هم ثمن جديد ستدفعونه ” رغم أن كل المواثيق الدولية وكل الأعراف الأخلاقية وجميع الأديان السماوية تحرم قتل الأطفال والعجائز والشيوخ والنساء من المدنيين العزل حتي وقت الحروب ولكن جاء هذا الأعتراف الصادم من الطيار الأسرائيلي ليفضح الكيان الصهيوني ويثبت كذبهم عندما قالوا بعد مذبحة شهداء مدرسة بحرالبقر انهم لم يعلموا انها مدرسة وأعتقدوا انها ورشة تصنيع سلاح وتدريب جنود للجيش المصري ليتأكد العالم من خستهم وندالتهم وبحاجتهم وأنهم لا عهد ولا وعد ولا أمان لهم وأن قتلة الأنبياء ليس بغريب عليهم أن يقتلوا أطفال وشهداء مدرسة بحر البقر بدما بارد وعزائنا الوحيد أن خير أجناد الله في الأرض أبطال الجيش المصري ثأروا لشهداء بحرالبقر ولمصر كلها في حرب أكتوبر ولقنوا أسرائيل درسا لن ينسي يدرس في أكاديميات العالم العسكرية … أعتدنا دائما في الصباح أن يودع الاطفال عائلاتهم كالمعتاد عند الذهاب الي المدرسه والعوده منها بعد انتهاء اليوم الدراسي ولكن اطفال بحر البقر كانوا لا يعرفون ان هذا هو الوداع الاخير فلن يعودوا لأهلهم وذويهم مره اخري وعندما تشتاق عائلتهم لهم يذهبوا للقبور لزيارتهم جميع الأطفال بالعالم قد ينسوا ما حدث بالمدرسه بعد عودتهم ولكن مع تلاميذ مدرسة بحر البقر الامر يختلف حيث جميع الطلاب الذين نجوا يتذكروا هذا اليوم بادق التفاصيل حتي الان رغم مرور العديد من السنوات .
وعندما نذكر اسم مدرسه بحر البقر نتذكر الحادث المروع الذي حدث لهذه المدرسه و الشهداء واطفال ابرياء كل ذنبهم انهم يذهبون للمدرسه يوميا للتعليم ولكن لا يعرفون ان يوم 8 ابريل عام 1970 هو اخر يوم لهم لذهابهم الي المدرسه و اخر يوم لهم في رؤيتهم لعائلاتهم حيث قامت الطائرات الأسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر و ادي ذلك الي استشهاد العديد من الاطفال التي تراوح عددهم 30 طفل شهيد و العديد من الاطفال المصابين .
وفي هذا اليوم قامت مصر بقطع الاذاعة لتذيع نبأ هام و عاجل
(أيها الأخوة المواطنون، جائنا البيان التالي.. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران
اما بالنسبه لدول العالم عند سماعهم هذا الخبر :
كان رد الخارجية الأمريكية بأنها أنباء مفزعة مضيفة أن هذه الحادثة الأليمة تعتبر عاقبة محزنة يؤسف لها لعدم الالتزام بقرارات مجلس الامن الخاصة بوقف إطلاق النار.
اما بخصوص الاتحاد السوفيتي فانه عجز عن الرد … اما اوربا عبرت عن اسفها الشديد لهذا الحادث المروع لمدرسه بحر البقر والذي دفع ثمنها اطفال ابرياء وبالرغم من مرور عشرات السنوات علي هذا الحادث الا ان الجميع يتذكرها حتي الان و خاصه الذين نجو يتذكروا هذا الحادث الذي لا يفارق اذهانهم .
حيث يروي لنا (احمد الدميري ) احد الطلاب الذين نجوا من هذه المذبحه ويرصد لنا الاحداث حتي يومنا هذا :
في اسرار تكشف لأول مره بعد نصف قرن من هذا اليوم الحزين :
هكذا تحدث “أحمد علي الدميري” يبلغ من العمر 58 عاما موظف بالتربية والتعليم أحد الناجين من المذبحة، مضيفا: كنت أبلغ من العمر 8 سنوات وفي ذلك اليوم الحزين كما وصف أحد المصابين 8 ابريل عام 1970 كنت بالصف الثاني الابتدائي وكان يوما عاديا جدا ذهبنا فيه جميعا إلى المدرسة وحضرنا الطابور و كان وقتها لدينا حصه حساب وكنا متعودين يوميا على تحليق الطائرة الحربية فوق رؤوسنا في تلك الفترة كان هناك (حرب الاستنزاف – اكتوبر) حيث كانت اسرائيل محتله قناة السويس و كانت المسافه بيننا و بين قناه السويس من 15 الي 20 كيلو .
حيث كان يقول ان كل فلاح يقوم بانشاء خندق امام المنزل حين ياتي وقت الغاره كان كل اب ياخد عائلته و يذهبون الي الخندق للاختباء فيه .

وأضاف الدميري: تحديدا الساعة التاسعة صباحا فوجئنا بسماع صوت دوى طائرات حربية تحلق فوق المدرسة وسرعان ما وجدنا السقف ينهار فوق رؤوسنا داخل الفصول وتحولت إلى كوم تراب ووقعت المذبحة التى راح ضحيتها 30 تلميذا( تحولت جثثهم إلى أشلاء جراء القصف الوحشي) وأصيب 50 آخرين بالإضافة إلى 3 مدرسين ومدرسات وعدد من المارة بجوار المدرسة والجمعية الزراعية الكائنة على بعد أمتار قليلة من موقع القصف.
وتابع“الدميري”: أصبت بارتجاج في المخ وعدة كسور في اليد والقدم وفقدت الوعي تماما لمدة شهر حيث كانت التختة التي كنت اجلس عليها طوق نجاة لي من الموت ولم أفق بعدها إلا داخل مستشفى الحسينية المركزي ومكثت بها فترة ثم خرجت لتكملة العلاج بمنزلنا قائلا: ” لن أنسى مشهد جثة صديقي “احمد عبدالعال” الابن الوحيد لوالديه على 5 بنات حيث اتابع امور اسرته الى يومنا هذا وان عائله احمد يعتبرونه بمثابه احمد لهم لانهم كانو مقربين للغايه .
و ذكر لنا ان وقت الحادث كانت العائلات تاتي من كل القري المجاوره من اجل البحث عن ابنائهم حيث يجدوا ابنائهم مجرد اشلاء
وأتذكر زياره الرئيس جمال عبد الناصر و السادات و ام كلثوم لمصابين بحر البقر :
وأشار مصاب المجزرة إلى أنه كان يتم نقلهم عن طريق جرار زراعي بالمستشفى وأنه شاهد ابوية يبكون ويصرخون خوفا وهلعا عليه وعلى زملائه قائلا:“عبد الناصر والسادات قاموا بزيارتنا بالمستشفى علاوة على الست أم كلثوم وآخرين من الوفود الاجانب .
وتم بناء المدرسة من جديد و إنشاء متحف داخل المدرسة كما وعد محافظ الشرقية انه سيتم إدراج المتحف إلى الخريطة السياحية لتعرف الأجيال القادمة جريمة العدو الصهيونى حيث يحتوي المتحف علي ما تبقي من التلاميذ من شنط واقلام و كشاكيل كما يوجد به هدايه قدمها اطفال العالم الي ضحايا المدرسه

استغاثه من مصابي بحر البقر الي الحكومه المصرية :
وناشد المسئولين وعلي رأسهم رئيس الجمهورية ومحافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب بضرورة الاهتمام بمصابي المجزرة وتوفير كوب ماء نظيف لأهالي قرية بحر البقر لافتا أن المياه بالقرية ملوثة وغير صالحة للشرب مما أدى لإصابة الكثير من الأهالي بالفشل الكلوي وطالب بتخصيص وحدة غسيل كلوى لبحر البقر نظرا لبعد المسافة بينهم وبين المستشفى كما اناشد ان ينظر الينا بعين الرحمه بعد وقف التعويضات للمصابين والتى كانت ضعيفة وتم وقفها الآن.
القضاء المصري يرفض الدعوه ضد الكيان الصهيوني :
قال “الدميري” أنه قام بعمل توكيل هو و المصابين لأحد المحامين و” يدعي عادل صالح “لرفع قضية ضد الكيان الصهيوني وتم تسليمه المستندات الدالة علي المجزرة .. مفيش جريمة حرب تسقط بالتقادم.. ولكن القضاء المصري رفض الدعوة ولا اعرف لماذا ولكن حتي اخر نفس هنحارب حتى نحصل على حقوقنا كاملة
واستطرد في الكلام :”منذ ذلك الوقت لم نلق أي اهتمام من المسئولين فمعظم المصابين والذىن يبلغ عددهم نحو 25 شخصا ومازالوا على قيد الحياة معظمهم يعانون من إعاقة تعوقهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80915220
تصميم وتطوير