Site icon جريدة البيان

“البيان” تنفرد بنشر قصة “شهيد المروءة”..أمين شرطة يدفع حياته ثمنا للدفاع عن فتاة بمجمع الأديان بمصر القديمة

الأمين حاول إنقاذ فتاة كانت ضمن فوج جاء لزيارة مجمع الأديان من معاكسة مسجل خطر فما كان جزاءه إلا الطعن بسكين والوفاة في الحال..

 

 

 

كتبت – تقى محمود

 

 

 

 

يثبت أبناء مصر الشرفاء كل يوم أن حياتهم في ميزان الدفاع عن أمن بلدهم ورفعة شأنها لا قيمة لها، فما بين كل ليلة وضحاها تطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية عن استشهاد ضابط أو امين أو مجند، وهو يزود عن وطنه، متصديًا بصدرو عارية لمؤامرات الداخل والخارج على حد سواء، حتى باتت مثل هذه الأخبار وردًا يوميًا، يجسد حجم التضحيات المبذولة.

 

 

 

 

وكما كان للإعلام دور في كشف الحقائق للناس كونه مرأته الصادقة لمتابعة كل ما يجرى حولهم، فهو عين الشعب على الحكومة كما تقوم كتب جهابذة الإعلام الأكاديميين، فإنه في الوقت ذاته عينه الأخرى التي لا تخطئ، والتي تكشف النقاب عن القصص الأسطورية التي يسطرها أبناء الوطن بشتى انتماءاتهم لرفعة شأن هذا البلد الذي تعهد الله بحفظه..

 

 

القصة گاملة.. مع نور الصباح واشراقة الفجر استيقظ محمد مبتسماً فاتح ذراعيه بالحب والأمل لإستقبال يوم جديد ؛ فذهب لصلاة الفجر فى مسجد قريته الصغيرة ؛ بمحافظة المنوفية ؛ ثم عاد الي منزله ليستعد للذهاب الى عمله مودعا ابناءه وزوجته بإبتسامة مشرقة وهو لا يعلم انه الوداع الأخير.. ؛ فلم يخطر ببال احد مايخبأه القدر فى طياته لهذا الشاب الأربعينى ؛ والأب لأربعة بنات لم تتخطى اكبرهم العشرة أعوام… وصل “محمد سعيد عبدالقوي” الى مكان عمله حيث يعمل امين شرطة مكلف بتأمين وحراسة مجمع الأديان بمصر القديمة؛ وفور وصوله اخذ التعليمات المكلف بها وهي تأمين فوج يأتى لزيارة كنيسه ” مارى جرجس ” بمجمع الأديان وقبل وصول الفوج سمع آذان الظهر فذهب ليصلى فى مسجد ” عمرو بن العاص ” وقام ايضاً بصلاة الجنازة مع العديد من افراد الشرطة ؛ ولم يكن يعلم انه ايضا سيلقى نفس المصير بعد لحظات ؛ وبعد خروجه من المسجد ؛ قام باستقبال الفوج ومرافقته لتامينه وحراسته ؛ وكانت الامور طبيعية على مايرام تسير فى خطى هادئة ؛ حتي سمع صوت استغاثة من فتاة كانت ضمن الفوج المتوجه لزيارة الگنيسة ؛ كانت تصرخ وتستغيث به كفرد أمن لحمايتها من مضايقه شخص يدعي “ميلاد “.

 

 

 

جاء فقط من اجل تتبع الفوج والإيقاع بالفتيات والتحرش بهم ؛ فلم يتردد فى مساعدة الفتاة وحمايتها وابعاد هذا الشخص عنها ؛ وبالفعل قام بالحديث معه لمعرفه هويته وابعاده عن الفوج والتعامل معه وتمت بينهما مشادة كلاميه ولكن لم ينته الامر عند هذا الحد ؛ ولم يكتفى ميلاد بالتحرش بالفتاة ؛ بل قام بالشجار والعراگ والبلطجة في مشهد تجردت فيه الإنسانية والرحمة والمشاعر وفي واقعة هى الأكثر جرماً وبشاعة فى جرائم الإنسانية ؛وسط ذهول من الجميع قام باستخدام سلاح ابيض ليغفله ويطعنه في رقبته والإيقاع به غريقاً فى دماءه وانهال عليه بالطعنات فى مناطق متفرقة من جسده لتقتل يد الغدر والخيانة شهيد الشرف والمروءة والواحب .

 

 

 

 

وقد القت اجهزة الأمن بالقاهرة القبض على المتهم الذي تبين من التحريات التى اشرف عليها اللواء ” محمد منصور ” مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة انه مسجل خطر ؛ وأنه غفل المجنى عليه ووجه له طعنات عدة اسفرت عن وفاته فى الحال.

 

 

 

 

حادثة ربما تدرج مع مرور الوقت على قائمة حوادث أخرى شبه يومية، إلا أنها ستظل علامة فارقة ورقما صعبا في حياة أبناء الشهيد وأهله وذويه وكل معارفه، هذا الرقم الذي سيسجل بأحرف من نور في تاريخ شهيد المروءة، وضحية الرجولة والدفاع عن أعراض بنات بلدته، لتبقى قصة وحكاية يتناقلها أبناء قريته جيلا بعد جيل.

Exit mobile version