احمد عناني
أيها القادة المسيحيين الأجلاء و يا مبلغي طريقة عيسى المسيح المبشر الكبير للسلام والخلاص،
اني أتكلم معكم من إيران ومن الشرق الأوسط تلك الأرض التي نهض منها أنبياء من سلالة سيدنا إبراهيم، الأرض التي عاش فيها المسيحيون والمسلمون والشيعة والسنة لمئات السنين بالمودة والصداقة والتآخي جنبا إلى جنب، الا أن هذه الأرض الآن بدأت تحترق في نار التطرف، النار التي يحترق فيها المسيحيون والمسلمون والشيعة والسنة.
ولكنه نسي الكثيرون أن النظام الإيراني قد ارتكب أعمالا هي الأبشع من داعش قبل أكثر من 30 عاماً. واليوم أيضا في ولاية روحاني، صعد النظام الإيراني عقوبات لاانسانية مثل فقء العيون وبتر الأطراف والإعدامات بشكل رهيب كونه يخاف من الشعب الإيراني. وقد ثبت في سجل روحاني أكثر من 1800 حالة إعدام لحد الآن.
ان هذا النظام ومنذ البداية، قد مارس البطش بحق الأقليات الدينية سواء المسلمين السنة أو المسيحيين واليهود والبهائيين وأتباع سائر النحل في إيران وبأبشع صور القمع والاضطهاد. فعدد كبير من المسيحيين أعدموا بسبب معارضتهم لهذا النظام وموالاتهم للمعارضة وكذلك عدد من القادة المسيحيين أو قتلوا مثل الاسقف الجليل هوسبيان مهر بشكل مروع. كما حرم المسيحيون الآخرون من حقهم الأساسي أي حق حرية العبادة والنظام قد اعتقل الآن عددا من المسيحيين بينهم سعيد عابديني وزجهم في السجون.
النظام المتطرف الحاكم في إيران يشكل مصدرا وبؤرة للتطرف. انه عراب الارهاب في الاقليم وداعش والمجموعات الارهابية الأخرى في الشرق الأوسط. ان زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من شأنها أن تعرض السلام والأمن الدولي للخطر.
يجب أن أؤكد أن الكوارث التي يسببها الملالي والميليشيات التابعة لهم وغيره من المجاميع الارهابية من أمثال داعش باسم الإسلام، لا يمت للاسلام بصلة. لأن الإسلام هو دين المحبة والصداقة والتسامح وينص القرآن على «لا إكراه في الدين». انه لأسلام تعلمناه من القرآن وسنة محمد النبي الأعظم والقادة التاريخيين في الإسلام. انه لأسلام وقرآن يقول إنه لا يفرق بين محمد وعيسى وموسى والرسل الآخرين وبين أتباعهم. «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» «قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»
ان مقاومتنا تناضل منذ 35 عاما من أجل كشف النقاب عن الإسلام المزيف للملالي والجرائم التي ينسبونها ظلما إلى الإسلام. اننا نناضل من أجل نيل السلام والتآخي والتعايش الذي يعتبره الاسلام أسمى قيمة.
أيتها الأخوات وأيها الأخوة القادة المسيحيين
إن القادة المسيحيين يتحملون مسؤولية تجاه توعية الرأي العام بشأن خطر النظام الإيراني والعمل اللاانساني الذي يرتكبه وتجاه ارشاد الناس إلى تشخيص التمييز بين الإسلام الحقيقي وبين ما يقدمه المتطرفون عن الإسلام.
ان الدعم للمقاومة الإيرانية لتغيير النظام في إيران هو خطوة كبيرة في تحقيق السلام والهدوء ووضع حد للحرب القذرة التي تتسع أبعادها يوما بعد يوم.
اننا نلمس نتائج وأثمار جهود الكثير من القادة المسيحيين لاسيما في أمريكا. ان المجتمع المسيحي الأمريكي قد دعم دوما لقضية وأهداف المقاومة الإيرانية العادلة لتأسيس مجتمع حر ومتسامح وأن دعمهم السخي قد أدى إلى حماية أرواح مقاتلي درب الحرية في ليبرتي. السكان الذين يضحون بأرواحهم يوميا ويقاسون أصعب الظروف من أجل كسب الحرية. وقال مارتن لوتركينغ ذات يوم: «ان تطور البشرية ليس تلقائيا وحتميا. لأنه كل خطوة نحو العدالة يتطلب التضحية والمعاناة والنضال».
وسكان ليبرتي يمضون قدما نحو العدالة والمحبة والسلام.
ويعيش الشرق الأوسط لحظة مصيرية. القوات المعتدلة والمحبة للانسانية ينبغي دعمهم وحمايتهم وأن القادة المسيحيين بوسعهم أن يواصلوا نشاطاتهم من أجل إيران حرة وتحقيق حقوق الانسان في إيران.
الانجيل المقدس يدعوننا إلى دعم وتحفيز المقموعين: «تعلموا أن تفعلوا العمل الصحيح وابحثوا عن العدالة وحثوا المقموعين».
أبيع ولا أستنى .. اسعار الذهب في مصر بمستهل تعاملات اليوم الثلاثاء
14 يناير 2025 - 7:29ص
التعليقات