(( البيان)) تنفرد بمحاورة خبير ومحلل سياسى روسى ، ونعرض بالتفاصيل ..
متى تعود السياحة الروسية لمصر ؟ وهل المستقبل المصرى أفضل مع “بوتين” أم “ترامب” ؟؟
محلل سياسي روسي يتدخل لعودة السياح الروس والنهوض بالتكنولوجيا .. وحكومتنا ودن من طين وودن من عجين !!
الاعلام الصهيونى فى روسيا << مسح بمصر البلاط >> ، وإعلام مصر كاذب وضعيف وغير مسموع فى موسكو
خلافات مصر والسعودية ستنتهى بالقبلات والترحيب والقرارات السياسية لا تُبْنَى على العواطف
التعاملات الروسية المصرية بلغت 4 مليارات $ ، والروسية التركية ستصل لـ 100 مليار بحلول 2020
ما حقيقة الوضع فى سوريا والصراع بالوكالة هناك .. وموقف كل من روسيا والغرب من تلك الأزمة
ما مدى توافق السياسات والعلاقات الروسمريكية .. والمتوقع فى علاقة “بوتين” بـ “ترامب” بعد تصريحات الأخير بالرغبة فى التقارب
روسيا الأقوى فى العالم و بحلول 2020 ستمتلك إمكانات وقدرات عسكرية حديثة 100 %
“بوتين” فى رده على مقتل السفير لم يكن ضعيفًا قدر كونه متزنًا
حاوره / إبراهيم فايد
رابط الحوار
⇓⇓⇓⇓⇓
https://soundcloud.com/user-234952179/himofayed
نص الحوار
⇓⇓⇓⇓⇓
لا شك أن المنطقة العربية واقليم الشرق الأوسط ككل يشهد مؤخرًا تغيرات جيوسياسية وأمنية جديدة وخطيرة لم نعهدها منذ عصور الحربين العالميتين الأولى والثانية ، حيث تأزمت الأوضاع بشكل مبالغ فيه ما استدعى تدخل الدول العظمى لحل تلك الأزمات على حد تصريحاتهم يقابلهم فى ذلك تصريحات الشعوب والقادة العرب يتهمون الغرب وروسيا بالضلوع والوقوف وراء معظم تلك التشتُّتات والتغيرات وثورات الربيع العربى كما يقال ، وللوقوف أكثر على حقيقة الوضع وتحليل وتوضيح الصورة بنظرة ثاقبة من داخل المجتمع الروسى كان لنا هذا الحوار مع المهندس ” Taimour Dwidar ” الاعلامى والمحلل السياسى الروسى والمتخصص أيضًا فى قطاع التكنولوجيا والتجارة الدولية ، وإليكم نص الحوار ..
1/ بداية كان لك تصريح لإحدى الوسائل الاعلامية تحدثت عن أن الجانب الروسى يتهم دولًا عربية واقليمية بالوقوف وراء قتل سفيرها فى تركيا ـ وقد كان لهذا التصريح أصداء كبيرة لدى الشارع المصرى والعربى عامة .. تُرَى ما هى تلك الدول فى نظرك وهل هذا اتهام فى محله أم أنه افتراء روسى ؟
- الحقيقة أننى فى تصريحى لقناة العربية الحدث فى حوار مع دكتور “بكير” من اسطنبول ذكرت أن أصابع الاتهام كانت موجهة من قِبَل قناة روسية متصهينة تابعة للجانب اليهودى المسيطر فى روسيا والذى اتهم السعودية وقطر بالوقوف وراء تلك الأحداث ونشروا تلك الأكاذيب فى الدقائق الأولى لمقتل السفير ، لكن الصحافة الروسية بشكل عام لم توجه مثل تلك الاتهامات للدول العربية ، وما نُشِر على لسانى فى الصحف المصرية هو كذب وتضليل وأتساءل لماذا سكتت المملكة السعودية ولم توجه سفيرها فى روسيا لإقامة دعوة قضائية ضد تلك القناة ؟!
2/ كيف يرى الشارع الروسى موقف بلاده من الأزمة السورية ؟ وهل هناك انتقادات متصاعدة ضد “بوتين” من أحزاب أو جماعات روسية معارضة أم لا يوجد مثل تلك الأجواء السياسية لدى روسيا ؟
- الشارع الروسى مؤيد تمامًا للرئيس “بوتين” وما يقوم به ومؤيد تمامًا للحرب ضد الارهاب ، كما يؤيد مساعدة دمشق رسميًا ؛ لأن الروس لديهم فكر معين منذ عقود طويلة يفيد بأن روسيا يتوجب عليها حماية سوريا وهذا يستدعى رد فعل ايجابى من روسيا تجاه ما يحدث فى سوريا ، لكننا لا نستطيع أن نؤكد ذلك الفكر لدى الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة ؛ فهناك البعض من الأحزاب المعارضة الروسية من ينتقد التدخل فى سوريا لعدة أسباب >> أولها : الأسباب الاقتصادية ، ثانيا : هناك من يعتقد أن هذا التدخل ليس فى صالح الصورة الروسية فى الخارج لكن بشكل عام هناك تأييد واسع لما يحدث ؛ فهناك إنجازات عديدة منها القضاء على الارهاب وكذلك القضاء على الارهابيين المتحدثين بالروسية والذين كان منهم الآلاف فى سوريا .
3/ هل تعتقد حدوث أية تغيرات فى العلاقات الروسية الامريكية بعد تولى “ترامب” ؟ أم أن السياسة الامريكية ثابتة لا تتغير بتغير رؤسائها .
- نأمل فى التغيير فى السياسات والعلاقات بين البلدين لأن السنوات الأخيرة أظهرت ليس مجرد عدم التوافق فى السياسات بين البلدين لكن شبه انهاء كامل للأمل فى الوصول لوجهة نظر موجدة فى كل الموضوعات ، فهناك خلافات أحيانًا تصل لرفع السلاح ، وحزب الناتو بدعم من أمريكا يهدد الحدود الغربية لروسيا ، كما أن مكتب أوباما بدأ فى سباق التسلح .. بينما بالنسبة لترامب فإن مساعده قام بزيارة غير رسمية لموسكو مؤخرًا وقام بعدة مقابلات مع المؤثرين فى قطاعات الاعمال والسياسة ، كما ان ترامب ذكر اكثر من مرة أن هناك وجهات نظر مشتركة مع بوتين بالنسبة لقضايا مكافحة الإرهاب وتنشيط التجارة الدولية ، ومن جانب آخر فإن ترامب عيَّن مساعدين له فى مكتب وزارة الخارجية ووزارة الدفاع يشير إلى أن هناك اتجاه للتقارب مع الرئيس الروسى .
4/ تُرَى ماذا يعود على روسيا أو على النظام الروسى تحديدًا من تأييده لنظام “بشار” خلافًا لمعظم الدول والتكتلات الدولية ؟
- التحرك الروسى فى الشرق الأوسط وسوريا بالتحديد يظهر للعالم ان السياسة الروسية ليست متقلبة وإنما هناك استراتيجية محددة وموضوعة منها جيوسياسيًا غلق البوابة الروسية ناحية الشرق الأوسط وما يحدث فيه تحت غطاء من المتأسلمين والتكفيريين وروسيا تحاول ابعاد هؤلاء عن حدودها ويمكننا أن نرى ذلك فى أفغانستان وتجاكستان وجميع الدول ، ولذلك فإن روسيا تحاول القضاء على الارهاب فى سوريا كما تحاول أن توصل للعالم وللشرق الأوسط أنها لا تسعى لتقسيمه وإنما تسعى لإبقاء تلك الدول العربية والاسلامية والشرق الأوسطية فى حدودها وتحت حكم وسيطرة حكوماتها وإذا كانت هناك رغبة للتغيير فلتكن عبر الطرق القانونية والانتخابات كما أقرَّت دساتير تلك الدول ، كما أن روسيا لا تؤيد بشار لشخصه وإنما تؤيد نظام الدولة الرسمى فى دمشق ، وأنا لا أعتقد أن بشار الأسد يمثل أى مُعْطَى بعيد الأمد فى المعادلة السياسية فى سوريت وإنما له فترة تواجد محدودة ، لكن بالطبع عملية تحرير حلب أعطت قانونية أكبر لنظام وموقف بشار الأسد .
5/ هل ترى حال مصر أفضل فى ظل علاقته بالدب الروسى أم بالنسر الأمريكى كما يقال ؟ وهل لابد لمصر وللدول النامية والشرق أوسطية من اتباع إحدى القطبين أم يمكن تسيير مصالحهم مع كلا منهما دون أى أزمات ؟
- أعتقد أن الأفضل لمصر ليس اتباع روسيا أو أمريكا او الصين أو اليابان فمصر محاطة بالدول العربية ودول الخليج وأرى ان الأفضل لمصر هو وضع خطة فعلية لنهضة مصر وأن تأخذ فى الاعتبار أول شئ التعليم والتعليم العالى ، كما ان مصر بثروتها البشرية ومواردها المختلفة عليها اتباع اقتصاد مبتكر وهو فى الغالب يتمثل فى مشروعات قومية فى التكنووجيا العليا تكون ذات أمد طويل وعائد ضئيل أيضًا ولكن فى النهاية تجنى المكاسب وبالطبع على الحكومة تمويل تلك المشروعات لأنه من الصعب جلب المستثمرين لتنفيذ مشروعات قليلة الربح وذات امل بعيد ، ولكن على الحكومة المصرية القيام بذلك لأن النظام التكنولوجى السادس أصبح موجودًا فى معظم الدول المتقدمة بنسبة 15 % مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا بينما مصر مازالت محشورة فى العقد التكنولوجى الثانى أى بداية القرن الماضى لذلك على مصر أن تخطط لقفزة اقتصادية بمساعدة الاقتصاد الابتكارى وهذا شئ مهم جدا ولكن لن تستطيع تنفيذه الا بتغيير شامل فى الخطة الاقتصادية ، وأنا شخصيُا تقدمت من قبل بطلب للحكومة المصرية لتنفيذ مخطط تكنولوجى مطبق هنا فى روسيا وكان لدى استعداد لنقل تلك التجارب إلى مصر بدون أى مقابل لكن مصر ماطلت كثيرًا وابدت عدم المبالاة ما أصابنى بالاحباط .
6/ هل العلاقة ما بين مصر ونظيراتها العربية والاقليمية وبين الدول العظمى علاقات متساوية لكل منهم حقوقه وواجباته وميوله وانتماءاته التى تعبر عنه أم أنها علاقات سمع وطاعة لإرضاء الكبار قبل أى شئ ؟
- أعتقد أن علاقة مصر والدول العربية تُبْنَى من مدى تأثير الدولة فى الاقليم وخارجه ، وبالطبع مصر دولة مؤثرة ولكن لزيادة التأثير لابد من وجود تأثير اقتصادى وليس فقط تأثير ثقافى لأنه حتى فى الفترات الأخيرة حدث هبوط ثقافى لدى مصر فى الوقت الذى تنتظر منها دول المنطقة دورًا مؤثرًا فى العلوم والابتكار بالاضافة للقوة العسكرية المصرية لا شك لها دور مؤثر فى السياسات المصرية الخارجية ولذلك عليها استخدام ذلك فى دمج العلوم العسكرية مع العلوم المدنية واعادة صياغة التعليم جذريا حتى تنهض .
7/ ما الفائدة اللى قد تعود على مصر من علاقتها بروسيا رغم أنها تقريبًا ضحَّت بالسعودية فى سبيل الدفاع عن النظام السورى واتباع سياسات “بوتين” ؟
- روسيا قدمت ما قدمته فى تأييد الرئيس المصرى الحالى ، والرئيس “بوتين” استقبله عندما كان وزيرًا للدفاع وروسيا بكل وسائلها أيدت الرئيس الحالى وقدمت الكثير من مشروعات الطاقة ومشروعات مشتركة عسكرية وصناعية ، وهناك الكثير من التأييد الروسى لمصر لكن لم نرى فى روسيا أى رد فعل مماثل من مصر تجاه روسيا كما اننا لم نرى أى ترحيب من مصر بالتطورات التكنولوجية الروسية على سبيل المثال ، أما بالنسبة لأن مصر اتبعت السياسة المؤيدة لروسيا فى مواقفها فى سوريا فإنى أعتقد ان المملكة العربية السعودية أكبر من أن تتأثر بمواقف مصر السياسية المخالفة لها وتجعلها تؤثر على علاقاتهما التجارية لأنه يجب الفصل تمامًا ، إلا اذا كان تصرف السعودية من منطلق ردود فعل عاطفية وهذا لا يعد حِرفيًة فى عالم السياسة وأعتقد أن الأمر سينتهى قريبًا بالقبلات والترحيب بين زعماء الدولتين ، ومن المعلوم أن مصر تعتبر وصلة ايجابية بين السعودية وروسيا لان علاقة مصر بروسيا اكبر وأقرب كثيرا من العلاقات السعودية الروسية ولا اعتقد أن السعودية قد تغار من مصر لهذا السبب .
8/ مؤخرًا زار رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتانياهو” موسكو والتقى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” للمرة الرابعة خلال عام والثانية خلال أقل من شهرين .. هل تعتقد أن تلك التقاربات الروسرائيلية قد تباعد وتشتت العلاقات ما بين اسرائيل وحليفتها الدائمة أمريكا ؟
- لا أعتقد ذلك ؛ فالتقارب الاسرائيلى الروسى أو الصداقة الحميمة ما بين “بوتين” و “نتانياهو” لا تستطيع التأثير على العلاقة السياسية الاسرائيلية الأمريكية والتى نعتبرهما كتلة واحدة ، ولكن اسرائيل بنموها التكنولوجى ونفوذها الاقتصادى وتأثيرها فى السياسة الاقليمية والعالمية مفيد بالنسبة لروسيا ولهذا روسيا فقط مجرد تتبع سياسات جيدة وعلاقات طيبة مع اسرائيل وهذا لا يعود بأى سلبيات على الدول الأخرى ، فروسيا لم تعد تفكر بنظام الاتحاد السوفيتى بل انها تسعى فقط لإتمام مصالح مشتركة مع تركيا وايران ومصر وغيرهم فى المجالات التجارية ، وبالمناسبة فإن حجم التبادل التجارى بين روسيا ومصر لا بتجاوز الأربعة مليارات دولار ولكن التبادل التجارى الروسى التركى قد يصل فى 2020 إلى 100 مليار دولار من حوالى 45 مليار فى الوقت الراهن .
9/ هل روسيا فى حاجة لأن تتوغل فى الشرق الأوسط وتتعرض لجهاد ومقاومة احيانًا وإرهاب فى أحيانٍ أخرى لتكيد نظيرتها الأمريكية أم أن تفوقها العلمى والعسكرى والصناعى والزراعى كفيل بالفوز فى هذا التحدى ؟
- روسيا ليست فى حاجة لأن تتوغل فى الشرق الأوسط وهذا ليس فى مصلحتها ، وهى لا تسعى لبسط نفوذها ولكنها تريد حماية المنطقة من لهيب الحرب التى انتشرت فى ليبيا والعراق ثم سوريا وهذا ليس مكيدةً فى الولايات المتحدة ، كما أن روسيا لديها مشكلات أخرى أيضًا فى أوكرانيا ومولدافيا فالشرق الأوسط ليس مجالا لمكيدة امريكا اطلاقا .
10/ هل لديك تفسير أو تعقيب على تكرار حوادث سقوط الطائرات الروسية ؟
- أعتقد أنها حوادث مختلفة ومعظم أسباب الحوادث تتعلق بالاستهتار فى أمور الصيانة ، أما الحوادث الارهابية كما حدث فى الطائرة الروسية فوق سيناء فهى حوادث قليلة ، وقد لا تعلمون انى لدىَّ برنامج فى احدى وسائل الاعلام الروسية وأنى الاعلامى الوحيد من أصل مصرى وعربى هنا فى روسيا وأثناء أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء كنت الوحيد الذى حاول كثيرًا تحسين صورة مصر لدى الشعب الروسى وتواصلت مع اعلاميين مصريين وأتحت لهم فرصة التعليق على الحدث وتوضيح الأمر لكى يستمع الشعب الروسى للرأى العام المصرى وكان منهم الاعلامية دينا سالم من إذاعة BBC ، لكن على الجانب الآخر كان هناك اعلام صهيونى فى روسيا هنا انتقد مصر بشدة وبمعنى أصح ” بالبلدى .. مسح بيها البلاط ” وكنت أنا من أكثر المدافعين عن مصر حتى انى رفعت دعاوى ضد بعض أناس هنا فى مجلس الشيوخ والبرلمان الروسى لتطاولهم على مصر بالاساءة وللأسف السلطات المصرية لم تستغل الفرصة المتاحة لدىَّ لتوضيح موقفها وللأسف مصر ليست مسموعة فى روسيا .
11/ تعالت العديد من الأصوات التى تندد بالمواقف الضعيفة لـ “بوتين” والغرب عمومًا مع تركيا بعد مقتل السفير الروسى وعدم اتخاذ قرارات صارمة ضد تركيا كما حدث مع مصر عقب سقوط طائرة روسية فى سيناء من وقف السياحة وغيرها من القرارات التى تلاحقت من روسيا ودول أوروبية ولاتينية ؟
- بالطبع ان موقف “بوتين” لم يكن ضعيف فحالة قتل السفير بمثابة اعلان الحرب ، ولكنك اذا نظرت على سياسة بوتين أثناء فترة حكمه كانت متزنة وثابتة ولا يرد على كل شئ ولكن كل القرارات التى اتخذها فى ردة فعله كانت قاتلة ، فعلى سبيل المثال بعد اسقاط الطائرة الحربية التركية استطاع “بوتين” أكاد أن يقضى الاقتصاد التركى ولكن تركيا سارعت بالاعتذار ، ولكن قتل السفير واضح جدًا أنه تم لإفساد العلاقات التركية الروسية فى حين أن هناك اتفاقات كثيرة اقتصادية وسياسية وعسكرية على الأرض فى سوريا ؛ ولا يوجد فى روسيا من يعتبر “أردوغان” صديق حميم لروسيا .. فروسيا مواقفها ثابتة ، ولكن تعامل الغرب مع السلطان التركى هو الخاطئ والضعيق لأن تركيا تستخدم الارهاب والمهاجرين السوريين ممن يهدد باطلاقهم أو توصيلهم الى حدود اليونان بنفسه ويقدم لهم التسهيلات كما ذكر “أردوغان” ولهذا نجد مواقف أوروبا ضعيفة تجاه تركيا .
12/ لقد تحدثت عن تأييد الأتراك لسياسات روسيا .. ألا ترى مبالغةً فى لفظ التأييد لا سيَّما أن معظم الجدل الحادث على الصعيد السورى بسبب تعارض المصالح الروسية التركية فى سوريا وهما حاليًا الدولتان الأكثر سيطرة وترقب للأحداث السورية -فى نظرى- ؟
- بالطبع ليس هناك تأييد شعبى تركى لروسيا فقد اكون بالغت بالفعل ، ولكن قد يكون تأييد للسياسات التركية تجاه روسيا حاليًا ، وبخصوص الدول التى تترقب الأحداث فى سوريا فهناك عضو فاعل ثالث فى القضية السورية وهو إيران ومؤخرًا عُقِدَت اتافاقية ما بين الثلاثة دول روسيا وتركيا وإيران ، أما عن الدول المسيطرة والمحورية فهما روسيا والولايات المتحدة وليست روسيا وتركيا ، وكل ما تم الاتفاق عليه مبنى على القرارات الخاصة بالأمم المتحدة وهى مبرمة برعاية روسيا والولايات المتحدة ، وحاليا روسيا تنتظر تولى “ترامب” للتصديق على تصريحاته بأنه سيضع يده فى يد “بوتين” لمقاومة الارهاب الدولى والذى يتركز فى الشرق الأوسط وسوريا بالأخص .
13/ مؤخرًا برز أو أُشيع عن تقارب شديد فى وجهات النظر ما بين “السيىسى” و “ترامب” .. هل يؤثر ذلك على علاقة مصر بروسيا بعدما تقاربت بنفس القوة تقريبًا ما بين “السيسى” و “بوتين” منذ عدة أشهر ومن ثَمَّ فترت مجددًا ؟
- لا أدرى ما هى وجهات النظر التى تشهد تقاربًا بين “السيسى” و “ترامب” ، فإن كان هناك مثلا تقارب بين “بوتين” و “ترامب” فهناك فعلا سياسات خارجية وعدة أشياء فى القطاع العسكرى والقطاع الاقتصادى العالمى وهذا يمكننا التحدث عنه كثيرًا ، وأيضًا لا يمكن تشبيه مدى التقارب بين مصر وروسيا بالتقارب بين مصر وأمريكا ؛ فلابد من التفرقة بين العلاقات الحميمية والتقارب الودى بين الأشخاص وبين التقارب فى السياسات الدولية ، فغن “بوتين” على سبيل المثال زار مصر وتم الاتفاق على عدة مشروعات ولكن للأسف هناك انخفاض حاد فى إتمام تلك الاتفاقيات والدليل على ذلك انخفاض التبادل التجارى بين البلدين إلى 4 مليار دولار !!
14/ ماذا يقصد “بوتين” بالحل السلمي في سوريا .. هل يقصد حل سوريا إلى دولتين ؟
- “بوتين” يقصد بالحل السلمى تحديدًا الحل السياسى بدلًا من الحل العسكرى ، والحل السياسى هنا هو الحوار السورى السورى لكن توجد مشكلة فى المعارضة السورية لأنها متعددة وليست لها زعيم أو رأس حربة ، ولكن البرنامج السلمى الذى أراده “بوتين” هو وقف لإطلاق النار فى سوريا ثم الانتقال لمحادثات سورية فيما بين السوريين ، وفى الأساس نجد أن روسيا مشتركة فى تلك المعركة من أجل حماية سوريا من التفكك بينما الدول الغربية فرحون باستكمال الحرب الأهلية ليبقى الوضع على ما هو عليه وهذا ليس فى سياسة روسيا تمامًا فروسيا تفكيرها مختلف عن الغرب فإنها لا ترى هناك أية ضرورة لإعادة صياغة اتفاقية سايكس بيكو كما يسعى الغرب لذلك .
15/ هل ننتظر مرحلة جديده من الحرب الباردة أم تعتقد كما يقال حربًا عالمية ثالثة ؟
- على ما أعتقد أن الحرب العالمية الثالثة بالفعل نشاهدها ونعايشها الآن فيما يسمى الحرب بالوكالة ، فهناك دولًا كثيرة تحارب على أرض دول أخرى وتساعدها بالوكالة ، كما أن هناك حرب العالم الالكترونى ، وهناك بعض الدول التى لا تشعر ولا تتأثر بها وهى الدول المتخلفة التى مازالت تعيش فى الغابات بينما العالم المتقدم كله يعانى من الحروب الالكترونية ، أما عن الحرب الباردة فيمكننا أن نعتبر الحرب الاعلامية وحروب الاستعلامات تلك حروبًا باردة ، كما نجد الغرب أحيانًا يفرض عقوبات ضد روسيا لمجرد أن الغرب يحمى الحرب بالوكالة فى أوكرانيا وكذلك الانقلاب الذى حدث فى كير بقيادة الغرب وأمريكا ولكن عليهم اتخاذ قرارًا إما أن يكف عن ذلك أو يتذوق (( الجزمة العسكرية )) الروسية .
16/ ما مدى توافق السياسة الخارجية لامريكا وروسيا ؟
- أعتقد أن زعيم السياسة الخارجية الامريكى “دونالد ترامب” مازال حديث وأعتقد أنه إن لم يكن موالى لنظرة بوتين بخصوص مختلف الأوضاع فى العالم فإنه على الأقل سيكون شريكًا لروسيا فى تنفيذ الكثير من وجهات النظر لكنى أعتقده سيكون أكثر اندماجا واهتماما بالشئون الداخلية الأمريكية وخاصة البنية التحتية والمجال الاقتصادى ، وإذا نظرنا إلى حلف الناتو نجد أنه موجود فى الأساس كما كان حلف وارسو فى الماضى بعد الحرب العالمية الثانية لحماية الغرب ومصالحهم ولكن حاليا لم يعد هناك اتحاد سوفيتى ولا حلف وارسو فلماذا الناتو مستمر فى اتحاده ولماذا يسارع فى سباق التسلح وتطوير اتفاقية الدرع الصاروخى وبالتالى يتجه الجانب الروسى أيضًا لتزويد قواته .. فأعتقد أن هناك مجال للاتفاق مع ترامب حول تلك الأمور .
17/ هل الاقتصاد الروسي مستقر ؟ ومتي تعود السياحه الروسية لمصر ؟
- الاقتصاد الروسى مستقر لكن الاقتصاد تقييم استقراره ليس بحجمه وإنما هل هو صاعد أم هابط والاقتصادر الروسى ليس فى الصاعد ، فالعملة الروسية تدهورت بنسبة 50 % فى السنتين الماضيتين ، كما أن التضخم زاد بنسبة 20 إلى 30 % فى الفترة الأخيرة على بعض البضائع ومع ذلك نجد نسبة التضخم بشكل عام فى حدود 2.5 % ،هذا إذا ما تحدثنا عن ميزانية الدولة لكن السياسة الاقتصادية نوعًا ما مستقرة وتمثل استقرار سياسى للدولة وهو الأهم فى ظل وجود مشاكل اخرى فى السياسة الاقتصادية الخاصة بروسيا لا سيما العقوبات الغربية المالية ضد روسيا لكن الاستثمارات الروسية فى الأسهم والسندات الامريكية يجعل الاقتصاد الروسى مستقر إلى حد كبير ، أما بخصوص عودة السياحة الروسية إلى مصر فإنه قرار سياسى بيد الرئيس “بوتين” والحقيقة لا أعلم من أين يأتى وزيرا السياحة والطيران المصريين بتصريحاتهما عن اقتراب عودة السياحة الروسية غدا أو بعد غد فهذا تخبط واضح بينما فى روسيا نجد الأمر واضح وضوح الشمس لأنه عودة السياحة قرار سياسى فى يد الرئيس “بوتين” ، كما أن الاعلام المصرى لم يؤيد موقف مصر ؛ فالصوت المصرى ليس مسموعًا هنا فى روسيا على الاطلاق إلا اذا كان هناك تصريح أو تصريح ونصف للسفير المصرى هنا فى موسكو فليس هذا بشئ / وقد اقترحت عدة مرات بالامكانات التى كانت متاحة لدىَّ كما شاركت فى حماية الموقف المصرى إلى حد ما بأن تواصلت مع منتجى التكنولوجيا والجهات الأمنية المصرية حتى يتعاونوا سويًا فى مكافحة الارهاب ويزودوا مصر بأجهزة استشعار عالية الجودة حتى يتم رفع هذا الأمر لدى السلطات الروسية كوزارة الصناعة والأنبا الروسى ليظهر ان هناك اهتمام وتعاون مشترك قد يساعد كثيرًا لاخماد تلك الأزمة ولكن مصر لم تهتم أيضًا ، ومن الملاحظات التى شاهدتها أن السياحة الروسية كانت متركزة فى يد شركات تركية متحكمة فى هذا الييزنس بين روسيا ومصر ، وأعتقد أن القيادة الروس قرروا أخذ زمام الأمور بأيديهم ولذلك سيأخذون وقتًا لإعادة ترتيب وتنظيم التوجه السياحى بأيديهم لا بأيدى تركيا ، ويجب على مصر التفكير جديًا فى كيفية استغلال السياحة ، فعلى سبيل المثال نجد أن السياح الروس ينفقون لدى مصر 4 مليارات دولار فى حين أن نفس عدد السياح ينفقون فى تركيا 9 مبيارات دولار وهذا يعود لفارق الجودة بين المنتجين التركى والمصرى وعلى مصر تحسين ما تقدمه للسياح .
18/ ذكرت أن “صوت مصر غير مسموع فى روسيا” هل ترى مبررات ذلك >> تخاذلًا من الخارجية المصرية أم خمول وضعف من الاعلام المصرى ؟
- الصوت المصرى ليس مسموعًا فى روسيا لأنه لا يتواجد فى روسيا أساسًا ، والمشكلة ليست من الخارجية المصرية بل ضعف الاعلام المصرى ولطالما لجأت للسلطات والصحافة المصرية لتزويدى بمعلومات جديدة لنشرها هنا فى الوسط الروسى ولكن قوبلت بالرفض للأسف .
19/ هل يشكل حلف الناتو أية ضغوط على روسيا ولو لم يكن بشكل مباشر؟ أم أن القوة العسكرية الروسية لا تعبأ بأي تكتلات عسكرية أخرى ؟
- حلف الناتو زاد من تواجده العسكرى على الأنحاء الغربية لروسيا ، وفى الوقت الراهن نجد مولدافيا تطالب بالاستقلال وهناك مجموعة حوالى 10 الاف جندى روسى وبجوارهم فى المجر نجد قوة عسكرية أمريكية كاملة ما يعنى حصار وضغط كامل على روسيا وبالتالى روسيا موجهة صواريخها تجاه أوروبا لكن عامة أعتقد أن الاوروبيين إما لسذاجتهم أو لخيانتهم لشعوبهم عرضوا أنفسهم ليكونوا تحت تصويب الصواريخ الروسية وأؤكد أنه فى حالة الردع ، أما بالنسبة للتكتلات العسكرية فروسيا أيضًا عضو فى التكتل العسكرى اليوروآسيوى الدفاعى ولكن كما نعلم أن القوة الدفاعية لروسيا تفوق أى مهاجم أيًا ما كانت تلك القوة وهذا ما لجأت روسيا لتقويته فى الفترة الماضية واستغلت فيه ميزانية ضخمة جدًا وبحلول 2020 ستكون لدى روسيا إمكانات وقدرات عسكرية حديثة 100 % .
20/ تحدثت عن أن القدرة الدفاعية الروسية تفوق أى مهاجم !! ألا ترى هذا الرد نوعًا من التفاخر والوطنية بعيدًا عن التحليل المنطقى لواقع القوى لا سيًّما القوى العسكرية الأمريكية والناتو والصينية وغيرها من القوى على سبيل المثال ؟
- لا أعتقد أنى أتباهى بالقدرة العسكرية الروسية فإنها بالفعل كبيرة للغاية كما انه لا يمكن مقارنة القوة الدفاعية بالقوة الهجومية ، ولا ننسى أن روسيا إحدى الدولتين التى تملك السلاح النووى فى الجو وفى الأرض وفى البحر ، وقواتها الدفاعية لا تقارن بمثيلاتها فى الخارج كما أن الجنود الروس مجهزون على أعلى مستوى والرأى العام كذلك مستعد للدفاع عن بلاده فى أى وقت ، وأعلم أنه من الصحيح التحدث بالأرقام لكن لا توجد لدى تحليلات رقمية حاليا لكن بوجه عام يمكن الاحساس بالأمان التام داخل روسيا وآسف إن لم أكن موضوعى فى بعض ردودى .
21/ دعنا نختم باستفسار كوميدى إلى حد ما .. كثُرَ الحديث مؤخرًا حول وجود شبيه لـ “بوتين” على سُدَّة الحكم الروسى .. ما حقيقة ذلك وهل ترى إمكانية حدوث مثل تلك المواقف العبثية فى روسيا ؟
- أعتقد أنه لا توجد كوميديا فى ذلك ؛ فالأمر منتشر حقًا وهناك الكثير من الفيديوهات على يوتيوب تقارن الأذن والأنف والفم وما الى ذلك فى صور “بوتين” لكن فى روسيا الناس تصدق ولا تصدق فهم مشغولون ببعض مشكلات السياسة الداخلية الخاصة بالتعليم والمعاشات وغيرها .
التعليقات