كتب_ هاني حسين
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهويا بتولي الدكتوره إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا سابقا ، لتولي حقيبة وزارة الثقافه ، لتكون أول سيده مصريه تتقلد منصب وزير الثقافه.
وخلال أتصال هاتفي “للبيانً” مع الدكتوره إيناس عبدالدايم والتعرف علي حياتها و نشأتها ، رصدت البيان ان في أحد شوارع حى جاردن سيتى بالقاهرة، كان مولدها لأسرة صغيرة نسبيًا، حيث الأب يعمل مدرسا للموسيقى وعازفا أيضًا، والأم تفرغت لبنتيها، وأخت وحيدة صارت فيما بعد مطربة أوبرا عالمية.. لم تكن فترة الطفولة في حياة إيناس تشبه بقية الأطفال المنشغلين بألعابهم، وإنما اعتنى والدها بتعليمها هي وأختها العزف على آلة البيانو، وصارت قادرة على قراءة “نوتة موسيقية” كاملة في عمر الخمس سنوات.. لم تستمر أنامل إيناس في اللعب على البيانو كثيرًا، ففور دخولها إلى “الكونسرفتوار” في سن السابعة، اختار لها المعهد اللعب على آلة “الفلوت”؛ الأمر الذي لم تستوعبه في البداية، إلى أن أقنعها والدها بالآلة التي عشقتها فيما بعد لأنها الأقرب إلى آلة الناى الشرقية.
شخصية إيناس التي عجز الكثير عن فهمها من فرط ما تتمتع به من مسئولية وجسارة وحدة، ولين وطيبة وحكمة في الوقت نفسه، لم تكن لتكتسبها بسهولة، وإنما كان لمجموعة من العوامل التأثير الأكبر في تكوين تلك الشخصية، يتمثل أولها في “والدتها” التي تصفها بأنها الداعم الأول لفنها ومسيرتها، حيث اكتسبت منها الكثير من الصفات التي تستطيع من خلالها الفصل بين طيبتها ولينها كأم وامرأة، وحدتها وحكمتها كشخصية مسئولة تهتم بأدق التفاصيل وتعرف كيفية الإنصات والاختيار والحسم في وقت الجد، فلم تكن والدتها تفارقها هي وأختها أثناء حفلاتهما في دار الأوبرا قبل توليها لمنصبها، وهو ما جعل جميع العاملين والفنانين في الأوبرا يتعرفون على شخصية والدة إيناس عن قرب.. أما ثانى تلك العوامل فتمثل في الدراسة خارج مصر، تحديدًا في العاصمة الفرنسية باريس، حيث حصلت على منحة دراسية من الكونسرفتوار هناك لاستكمال دراستها، ما جعلها تواجه حياة وبلدا جديدا وغريبا وحدها تمامًا، ما أكسبها ثقة في النفس وقدرة على فهم الشخصيات.
لم تنتم “إيناس” في أي وقت إلى فئة “كريمة المجتمع” الذين يتحدثون ويتعاملون من “أنوف عقولهم” على الرغم من دراستها الموسيقى الكلاسيكية وقضاء شوط كبير من حياتها خارج مصر، وإنما تتعامل على نحو دائم بصفتها “بنت البلد” التي تأسرك فيها “الجدعنة” من أول تعامل يجمع بينكما.. الأمر ذاته الذي يجعلها تطوف في استراحة حفلات الأوبرا بين الجمهور وتستمع إلى آرائهم وتنصت إلى مشاكلهم وتأمر بحلها على الفور، خاصة جمهور الشباب الذي تعتنى بتوفير قدر كبير من الحفلات المناسبة لأهوائهم.
فنانو وعاملو الأوبرا جميعًا باتوا يعرفون شخصيتها وما يرضيها في العمل وما يزعجها فيه، ويدركون أنها تعامل فتيات الأوبرا كـ «فيروز»، ورجالها كـ «شادي»، وهم في واقع الأمر أبناؤها المرتبط لسانها بذكرهم دائمًا، ففيروز الكبرى المتزوجة خارج البلاد، وشادى “آخر العنقود” الذي يدرس بالخارج أيضًا، وزوجها “مدحت” الذي يرافقها كما السند والداعم الأول لها بعد وفاة والدتها؛ ما يثبت أنها تتعامل في منزلها وعملها بمبدأ الأسرة التي متى يتحقق الوئام والوفاق الفكرى بين أفرادها، ارتفع مقامها وحققت ما تريده من نجاح.
ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها إيناس فثمة حلم في صدرها لم تحققه بعد وما زالت تحتفظ به بين ثناياها، يتمثل في “قيادة الأوركسترا” وعلى الرغم من فوات الأوان على تحقيق مثل هذا الحلم فإنها تستبدله بالعزف المستمر على آلتها والمشاركة في الحفلات الموسيقية، رغم أعباء المنصب الذي تحمله فوق كاهلها، فالموسيقى والفن يبقيان منزلها الأول وأسرتها الأكثر دفئًا . وقد أكدت عبد الديم أن الأرهاب سوف نواجه في المهد في عقول النشيء وفِي بتر الأفكار المتطرفه في عقول أبناء الوطن كما وأكدت ان الوزاره ستشهد باذن الله تغير ملحوظ وتطور في جميع المجالات لكي نكون عند حسن ظن شعب مصر العظيم .
التعليقات