كتب / إبراهيم عارف (رئيس التحرير)
أسرار زيارة رئيس الوزراء شريف اسماعيل لوزارة الزراعة سرا في العاشرة مساء ..
السيسي اصدر قرارا شخصيا باحالة وزير الزراعة للرقابة الادارية وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات و تكليف مدير مكتبه بتسيير اعمال الوزارة ..
الوزير سمح بقرار شخصي دخول ٦٠٠ طن من القمح المصابة بفطر الارجوت ..
في سابقة ليست هي الاولي من نوعها وربما لن تكون الاخيرة احال الرئيس عبد الفتاح السيسي بقرار شخصي منه بعد زيارة تقريرية سوية مساء الاحد الماضي لرئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل لديوان وزارة الزراعة وتحديدا في العاشرة مساءً خرج بعدها ليبلغ الرئيس السيسي بوقائع فساد جديدة في وزارة الزراعة بعدها احال السيسي وزير الزراعة عصام فايد لهيئة الرقابة الادارية التي باشرت التحقيقات معه صباح يوم الاثنين الماضي بعد ان ابلغ الوزير مدير مكتبه بانه لن يذهب الي الوزارة نظرا لاحالته الي الرقابة الادارية بأمر شخصي من السيسي علي خلفية موافقة الوزير علي دخول ٦٠٠ الف طن من القمح المصاب بفطر الارجوت السام حيث وافق علي استيراد القمح بادخال الصفقة متجاهلا القرارات و اللوائح الحكومية المنظمة لذلك .
الغريب ان امر الاحالة الي هيئة الرقابة الادارية شمل وزير الصحة الذي اصدرت وزارته تقريرا كاملا عن مخاطر استخدام قمح الارجوت علي الصحة العامة بما في ذلك مسببات السرطان التي تتسبب في تفشي السرطان في اجساد المصريين و حتي الان لم يعرف تحديدا اسم الشركة التي اصدر الوزير قرارا بادخال شحناتها من القمح المسرطن .
ورغم ان التهمة قد تطال رئيس هيئة الحجر البيطري الا انه نفي التهمة عن نفسه باعتبار ان القرار جاءه من رئيسه المباشر و هو الوزير شخصيا المعروف عالميا ان النسخة الاستخراج من القمح الارجواني تصل الي ٥٪ وهي نسبة متدنية اذا ما قورنت بالاقماح الاخري التي تصل فيها نسبة الاستخراج الي ٧٢٪ و ٨٢ ٪ و هي نسب مقبولة و يتميز القمح المصاب بفطر الارجوت بانه صخري التكوين بمعني انه لا يتم طحنه بسهولة و بالتالي يعتبر القرار اهدار للمال العام
كان وزير الزراعة قد عقد عدة اجتماعات مع الجهات المسئولة عن استيراد القمح، والتي تمثلت في الحجر الزراعي بوزارة الزراعة ، والرقابة على الصادرات والواردات ، وهيئة المواصفات والجودة بوزارة التجارة والصناعة ، ومراقبة الأغذية من وزارة الصحة، وهيئة السلع التموينية من وزارة التموين، بالإضافة إلى طلب الدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” من خلال إرسال أحد الخبراء في مجال تحليل المخاطر فيما يخص فطر الأرجوت في القمح، والجلوس مع الأطراف المعنية في هذا الشأن.. إلا أن الوزير فاجأ الجميع بقراره الذي تم نشره في الجريدة الرسمية ونص على “يأخذ بتقريري منظمة الفاو” ، “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” وهيئة دستور الغذاء العالمي والمواصفة القياسية للقمح رقم 1601-1-2010 في التعامل مع مرض الأرجوت في رسائل القمح الواردة من الخارج” في إشارة إلى المواصفة الخاصة بالسماح بنسبة تصل إلى 0.05 % من الأرجوت.
الغريب ان قرار الوزير بالافراج عن شحنات القمح المصابة بفطر الارجوت برره هو شخصياً بان القرار رقم 1117 لسنة 2016 والذي سمح بدخول رسائل القمح المصابة بفطر الأرجوت بنسبة 0.05% وفق دستور الغذاء العالمي “كودكس”، يأتي بناء على توصية صادرة من مجلس الوزراء بتاريخ 21 يونيو 2016 ، مضيفا أن اللجنة العلمية المشكلة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” وعلماء أمراض النبات في مصر ومسئولي الحجر الزراعي، أكدوا أن فطر الأرجوت لا يستوطن في البيئة والتربة المصرية نظرا لحاجته إلى مناخ بارد وهو عكس المناخ في مصر ، وتجاهل الوزير عصام فايد أن هذا الفطر يتسبب في أضرار جسيمة وأمراض خطيرة ويضر بالأقماح المحلية لأن هذا الفطر غير مسجل في مصر وغير موجود من الأساس ، لذا فإن الموافقة على استيراد أقماح مصابة بهذا الفطر سيجعل الفطر يتوطن داخل مصر وهوما يعني أن هناك حرب جديدة عن طريق الأكل والشرب وهي حرب هرمونية، ومعظم الأعلاف التي تستخدم لعلف المواشي أصبحت غير مضمونة وتنتج لحوماً تسبب الأمراض ، وكذلك أعلاف الأسماك والدواجن ، إلى جانب التقاوي المهجنة والتي تعطي محصولا وفيراً لكنه غير صحي .
كما ان خطورة المرض تكمن في تحول الحبة إلى جسم حجري من مكونات الفطر وهي شديدة السمية للإنسان والحيوان عند استخدامها في عمل الخبز أو تغذية الحيوان وتأخذ شكلين أحدهما مدمر شديد الخطورة تتحطم فيه الأنسجة العصبية التي تؤدي إلى الشلل والأخر ضعف الدورة الدموية على الحد الذي يؤدي إلى غرغرينه في الأطراف ، موضحا أن الأعراض تظهر في وجود كتل صلبة سواء مستطيلة عادة مكان الحبوب في السنبلة وهي عبارة عن كتل مندمجة صلبة من أنسجة الفطر وتحدث العدوى نتيجة إنبات الأجسام الحجرية المخلوطة بالبذور نتيجة عدم توافر الرطوبة المناسبة في التربة، والأرجوت على رأس الأمراض الفطرية التي تصيب القمح ويؤثر بشدة على رتب القمح التجارية ويحد من إمكانية تداوله عالمياويكون المادة القلوية السامة التي تظهر باللون الأسود المائل إلى الاحمرار “الأرجواني” وبعد حصاد القمح يتم البدء في تسويقه في ما يعرف بمرحلة أنه نظيف تجاريا ، ويتم تقسيمه إلى 5 رتب حسب الجودة كما أن كلمة نظيف تجاريا تعني بالنسبة لفطر الأرجوت أنه لم يتجاوز الحد المسموح به عالميا وهو 0.05% بمعنى أن الكيلو جرام يحتوي على 50 مللي جرام من المادة الملوثة بما يساوي 1/20 من الجرام .
يذكر ان خبراء التموين يرون أن المواصفات القياسية العالمية في ما يخص تداول القمح تنص على أن الحد المقبول للموافقة على تداول القمح هو 0.05% ، بينما اشترط الحجر الزراعي أن تكون نسبة الأرجوت في القمح “صفر” استنادا على مواصفة قياسية كانت موجودة سنة 2001 ، وهذه المواصفات يتم تحديثها كل 5 سنوات من قبل لجنة سلامة الغذاء ، وإن لم يكن هناك أي جديد في التشريعات يتم إقرارها مرة أخرى في ما يسمى ببرنامج تحديث المواصفات ، والمواصفة المعمول بها حاليا هي مواصفة عام 2010 ، وهي لتي تقول إن الحد المسموح به هو 0.05% وهنا لا يجوز العمل بالتشريع القديم في ظل تحديث المواصفات عالميا.
كما أن تأثير الأرجوت لا يختلف عن تأثير أي فطر يزيد نشاطه على المادة الغذائية حيث يكون بعضه ضار بصحة الإنسان وبعضه مفيد كما أن هناك فطريات أكثر شيوعا ومساسا بحياة الإنسان وهي “البنيسيلين” و”الفيوزاريم” و”الأرجوت” وغيرها من الفطريات ، وإذا ما تم تنمية فطر البنيسيلين يؤخذ منه البنسيلين الذي يستخدم في علاج ويدخل في صناعة الجبن “الريكفورد” التي تباع بأسعار مرتفعة كما يدخل في كثير من الصناعات الغذائية ، ويمكن أن يستخرج منه مادة “بنيسيلك أسيد” وهي مادة قد تكون ضارة بصحة الإنسان ، إذا الفطر يمكن توظيفه ، أما الأرجوت فهو ينتج مادتين في منتهى الأهمية وهما الجوتامين والجوترامين من القلويات الذين يدخلان في الصناعات الصيدلية التي تستعمل في المركبات النسائية الخاصة بالنزيف وفي مرحلة انقطاع الطمس ، وفي حالة أكل هذه المادة بشكل غير مرشد أو بشكل لا يتناسب مع ما يسمى بتقدير المخاطر فقد تتسبب في الإصابة بأمراض عصبية وتشنجات بناء على عجز الجهاز العصبي عن السيطرة على أطراف الجسم ويرفض الطعام لفترة طويلة مما يؤدي إلى الوفاة .
التعليقات