تحقيق:نورا عمرو
ابتدعت بعض المجتمعات ظاهرة أن المرأة موضعها الحقيقى هو المنزل فقط بحجة انها لا يجوز أن تأخذ مكان الرجل واهمال كون المرأة عنصر يريد تحقيق ذاته فى المجتمع ومازال المجتمع يطلق على المرأة عند تجاوزها سن الزواج تعبير (العانس) بسبب الثقافة الذكورية للمجتمع ,وهناك مجتمعات ما زالت تفرض علي الفتاة الزواج المبكر في الثامنة عشر من عمرها، وقبل ذلك أيضاً ويعتبرون ذلك أفضل وذلك للتخلص من مسؤليتها،على الرغم من أن المرأة استطاعت كسر هذه الأفكار منذ قديم الزمان حيث كانت هارى توبمان السيدة التى نشأت فى بيئة قاسية للغاية على الرغم من ذلك عملت “توبمان” خلال الحرب الأهلية الأمريكية لصالح جيش الإتحاد في البداية كطاهية وممرضة ثم مسلحة وجاسوسة، وكانت أول امرأة تقود حملة مسلحة في الحرب، كما قادت حملات عديدة حررت فيها أكثر من 700 من العبيد،وأيضاّ كليوباترا التى ليست معروفة فقط بجمالها الفائق، بل بتأثيرها وقوتها في الحكم.وغيرهن من النساء الاتي لم يسمع عنهن التاريخ بل اعمالهم و تضحياتهم تتحدث عن أن المرأة رمز للعطاء والقوة يجب أن يحترم ويحظى بالمساواه فهي ليست نصف بل الكل .أما عن دور المرأة فى الثورات فكانت المرأة من مختلف الطبقات تقف بجانب الرجل فى ثورة 1919 و ظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى صورة لم يعتدها المجتمع، بخروجهن لأول مرة فى المظاهرات الحاشدة والمنظمة إلى الشوارع فى ثورة 1919، وكانت أول شهيدتين فى هذه الثورة السيدتين «حميدة خليل» و«شفيقة محمد».فلم تكن المرأة مثال للفشل أبداً بل كسرت الأفكار الجاهلية التى أعدها المجتمع لها فى مختلف العصور .حيث أخذت تتولى المناصب العليا فى مختلف البلاد.
على الصعيد ذاته حصلت المهندسة ” نادية أحمد عبده صالح” على منصب المحافظ وتحديداً محافظ البحيرة وهى أول سيدة تتقلد منصب محافظ في مصر بتاريخ 16 فبراير 2017 فقامت ” البيان” بالتواصل معها لتجيبنا على هل المرأة قادرة على إنجاح عملها بجانب كونها أم وزوجة ؟
فقالت المهندسة”نادية عبده” أن المرأة الشاطرة تستطيع الوصول لما تريده من خلال تنظيم وقتها وإدارة جيدة للوقت فتستطيع الوصول للمنصب وتصل لاستطاعها جعل أسرتها مترابطة وفى أحسن حال.
وتواصلت أيضا “البيان”مع الصحفية بجريدة”الأخبار” الدكتورة”رضوى عبد اللطيف” أحد الشخصيات التى يضرب لها المثل فى النجاح حيث قالت “رضوى”: اذكر انني منذ صغري وانا اريد ان امتهن مهنة الصحافة وكنت أعرف جيدا بعض من متاعبها ولكن أيضا سلطتها ونفوذها وقوتها في محاربة الفساد ونصرة المظلوم ودورها الهام في التأثير على الرأي العام . وبعد تخرجي من الجامعة أتيحت أمامي فرصة التعيين في الجامعة حيث كنت من المتفوقات ولكني رفضت وصممت على الذهاب للتدريب في صحيفة الاخبار رغم معارضة والدي في البداية والذي لم يكن يريدني ان اقاسي متاعب هذه المهنة . وبعد الحاح مني وافق وذهبت للتدريب بموافقة من الكاتب الصحفي الكبير ابراهيم سعدة الذي كان رئيسا لمجلس الإدارة في ذلك الوقت. ورغم تفوقي في الكلية واجهت في بداية الطريق احباطات كثيرة لاختلاف الصورة التي رسمتها في ذهني عن الصحافة وبين الواقع . ورغم ذلك واصلت طريقي بثبات وأخذت عهدا على نفسي ان اتعلم كل يوم شيء جديد وبالفعل كنت ادرس بجانب عملي ..ونشرت لي عشرات الموضوعات بدون اسم وبعد سنوات طويلة تم التعيين ثم عضوية النقابة . وفي مسار اخر منفصل أكملت سنوات التمهيدي وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه. وأضافت “رضوى”:انا غير مؤمنة بالمقولة التي ترددها بعض الفتيات بأنها يجب أن تثبت ذاتها اولا ولا تتزوج الا بعد مرحلة معينة من العمل ..فالزواج والاستقرار أمر هام لأي فتاة ولا يجب أن يكون أبدا عائقا في طريق إثبات الذات وتحقيق طموحها وأحلامها. فقد تزوجت وانا اعمل وادرس وناقشت الماجستير وانا حامل في طفلي الاول وساعدني على ترتيب وقتي كي أقوم بكل هذه الأعمال زوجي الذي كان يساعدني وفق استطاعته لأنه أيضا كان مشغولا بعمله كطبيب وأستاذ جامعي عليه ان يكمل الدكتوراه. ولم تقف امومتي كعائق لتحقيق أحلامي فكنت احصل على جوائز التكريم عن أعمالي الصحفية وأطفالي صغار وكنت استغل فترة وجودي معهم في المنزل في تنمية ذاتي بالقراءة والتعلم أيضا كلما اتيح لي وقت لذلك . لم أفكر أبدا في المجد الذي لم احققه بسبب زواجي او امومتي بل بالعكس فقد حققت كل ذلك وانا زوجة وام. المعادلة صعبة ولكن ليست مستحيلة والاهم فيها هو شريك الحياة الطموح والمتفهم والذي يساعدك ولا يحبطك.
وقدمت “رضوى”نصيحة للفتيات حيث قالت :ونصيحة أخيرة لكل فتاة تخطو أولى خطواتها في حياتها بعد الجامعة لا تتوقفي أبدا عن التعلم وتطوير ذاتك ودققي جيدا في اختيار شريك حياتك لا تنظري للماديات ولكن لشخصية الرجل الذي سيتحمل معك المسئولية و يعينك وتعينيه على مصاعب الحياة وتذكري جيدا لا يوجد أحد مثالي فكلنا لدينا عيوب والاصح ان نتقبل عيوبنا وعيوب الآخرين. ومهم جدا ان يكون عملك يحقق لك هدفا تريديه وان تحبيه فالعمل في مهنة نكرهها هو عبء نفسي في حد ذاته مدمر مثل المرض المزمن الذي يقتل الإنسان ببطء. واستمتعي بكل مرحلة في حياتك كطالبة ثم كشابة وزوجة وام ومستقبلا جدة ..فكل مراحل حياتنا جميلة اذا عرفنا وتعلمنا كيف نعيش حياتنا بطريقة صحيحة.
على الصعيد ذاته قالت الدكتورة “سامية خضر”استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن المرأة حتى ولكن متى تكون قادرة عندما تنجب عدد 5 او 6 اطفال ونقول قادرة فيجب تنظيم النسل لكى تكون شخصية ناجحة فى المجتمع غير ذلك لن تستطيع الوصول لذلك ولكى تكون مثال ناجح فى المجتمع تنجب طفل وبعد 4 او 5 سنوات تنجب أخر وهذا ما كان يحدث فى الستينات من خلال حملة بتقدم عن طريق فيلم مثل الحفيد وأم العروسة والمرأة لديها أيضاً مسئولية زوج والزوج الشرقى أحياناً يكون بمثابة طفل والشىء الأخر يجب ان لا تفرط فى تكاليف جهازها بل تستعين بالأجهزة والأشياء العملية التى تساعدها على عمل واجباتها المنزلية بطريقة سهلة ومن هنا تستطيع التوفيق بين عملها ومنزلها والحياة الأن والظروف أسهل من الظروف فالسابق ففكرة عدم تنظيم النسل كارثة .
وفى إطار استطلاع الأراء حول هذا الموضوع
فقالت الدكتورة”نجيبة المحجوب”رئيس مجلس إدارة جريدة البيان المصرية :نعم المرأة قادرة جدا علي النجاح في عملها الذي تحبه وبيتها واسرتها بل وحدها يمكنها ان تقوم بدور الرجل والمرأة في بيتها وناجحه جدا في ذلك والعكس الرجل يمكنه النجاح في عمله وفقط لحظتها يهمل بيته كثيرا معتمدا علي زوجته وهي تقبل المشاركه وتحمل مسئولية اسرتها بحب هي اقوي بالفعل تتحمل مسئولية اولادها وبيتها في وجوده وفي وفاته وفي انفصالها ولا لكن الزوج وحده لايستطيع اطلاقا حقيقه ولكن مجتمعنا مجتمع ذكوري قليلا هو الانصاف فيه.
وقالت أ “زينب وهبة”أن نماذج كثيرة وقادرة على النجاح وعمل توازن لا افراط ولا تفريط وأشادت بدور والدتها أ.نادية محمد وقالت أ.نادية أن هذا الأمر يرجع لقدرة كل سيدة فيوجد التى تستطيع التوفيق بين عملها فى الخارج ومسؤوليتها المنزلية ويوجد من تستطيع العمل فى أحدهما فقط.
وأكدت أ”منى جلاء”أن المرأة قادرة مثل الرجل وأن من الممكن أن تكون المرأة أفضل من الرجل فى رعاية أسرتها وفى عملها
وأوضح الصحفى “إبراهيم فايد”أن هذا السؤال يعد فى حد ذاته تقليل من شأن المرأة وأن المرأة ليست بحقل تجارب ولا محل بحث وهل تستطيع ام لا وأنها انسانة مثل الرجل وقادرة على النجاح مادام توافرت لديها الخبرة الكافية والظروف الملائمة من حيث توقيت وطبيعة ومدة العمل تحديدا وعلى هذا الأساس نستطيع معرفة هل تستطيع أن توفق بين المنزل والعمل أم لا .
التعليقات