حوار : أميره ناصر
قيادي بحزب سوداني .. القصر الرئاسي محاط بثكنات عسكرية
“12”ولايه سودانيه تشارك بالثورة وأكثر من ثلاثين شهيد في أقل من اسبوع
مازالت الإحتجاجات الشعبيه السودانيةمستمرة فهناك من يصفها بالثورةاو بداية ثورة كلنا نعلم ان السودان لم تشارك في ثورات الربيع العربي حتى تخيلنا جميعا أنها تريد النظام الحاكم،مؤيدة له ،لكن سرعان ما فاجئ الشعب السوداني الجميع وقام بمظاهرات خرجت من جميع ولاياته إحتجاجا على الظروف المعيشية الصعبه التي تمر بها البلاد وقدمت أكثر من ثلاثين شهيدا في أقل من أسبوع ولتوضيح مايحدث الآن بالشأن السوداني كان لنا حوار مع د عصام الدين محمد مفوض أفريقيا بالأكاديمية الملكيه للأمم المتحدة،خبيربالشئون الأفريقية،القيادى بحزب الأجيال الوطني الديمقراطي
هل تفاجأت بما يحدث بالسودان من إحتجاجات
وتظاهرات؟
أنا لا أطلق عليها إحتجاجات بل أسميتها ثوره ولم أتفاجأ بإندلاعها ، جاءت متأخرة جداً حيث أن الشعب السوداني عانى كثيراً من ضيق المعيشه والرواتب المنخفضة جداً وبالمقابل إرتفاع السلع والمواد الغذائية فمثلاً هناك رواتب لا تساوي ” شراء جوال بصل ” لذلك ما يحدث شيئ طبيعي بخلاف إرتفاع أسعار الخبز ، السودان دولة تمتلك موارد كثيره لا تخفى على أحد سواء زراعية أو إكتشافات بيئية مثل البترول والذهب فكان من المفترض أن يتقدم السودان للأمام مثلما كان قبل ولاية الرئيس السابق جعفر النميري حيث كان الجنيه السوداني بأربعة دولارات ، السودان خصبة للزراعة وممكن أن تكون سلة غذائية للوطن العربي ولكن سوء الإدارة وإقصاء الخبراء السودانين أصحاب الخبرات المتراكمة عن المشاركة السياسية والمجتمعية في الدولة لأنهم لا ينتمون للحزب الحاكم
تعتقد كانت هناك سياسة إقصاءبالفعل؟
بالطبع هناك سياسة تسمى” تمكين” أتبعت فيما يسمونه بثورة الانقاذ الوطني سنة 1989 وهم أنفسهم الحزب الحاكم الأن وجاؤوا بسياسة إقصاء لكل من هو غير موالي للحزب الحاكم أو التنظيم الإسلامي حتى لو كان لهم خبرات وهم الأن بالخارج يديرون مؤسسات كبرى كانت أولى بخبرتهم السودان حتى التعينات بالوظائف الحكومية جاءت على أساس الإنتماء للحزب الحاكم وليس على الكفاءة المهنية وعلى ترضيات قبلية لإستقطاب أعداد كبيرة بالتنظيم
لماذا تأخر الشعب السوداني للمطالبه بالتغيير حتى الآن؟
بالسودان شعب صبور لا يتبع أجندات خارجية وهو صاحب قراره فهو أول شعب قاد إنتفاضه ضد الحكومة أثناء حكم النميري فهو يعطي المساحات الكاملة قبل أي إنتفاضه وما يحدث في السودان ليس ثورة جياع فقط بل هي ثورة على الفساد والظلم فهي نتاج طبيعي لفقدان أبسط مقومات الحياة بالسودان ، فهناك أن 12 ولاية تشارك في الثورة الحالية بالسودان فالولاية الواحدة تضم 7 محافظات وقدموا 37 شهيد حتي الأن منذ بداية الثورة
ما رد فعل الرئيس السوداني البشير على الاحتجاجات؟
أثناء حوارنا هذا تتقدم مسيرة حاشدة نحو القصر الرئاسي بالخرطوم لتقديم مذكره للمطالبة بتنحي الرئيس البشير فوجدوا القصر تحيطه ثكنات عسكرية من كل جانب
هل تتوقع تنحي البشير عن الحكم؟
لا أتوقع تنحي البشير بسهوله ويجب عليه أن يتفهم طبيعة التغيرات ويحقن الدماء ، وإجتمعت القوي السياسية والمدنية والأحزاب المعارضة والمتمردين وهم ملشيات مسلحة والخوف كل الخوف من تفاقم الوضع ويكون الضحية الشعب السوداني فيجب على قوى المعارضة المشاركة في ثورة الشعب السوداني أن تتوخى الحذر ولا تساهم في تخريب مؤسسات الدولة وأن تكون مطالبهم بشكل سلمي .
لوفرضنا نجاح الثورة السودانيه بالاطاحه بنظام البشير هل تقبلون بالمؤسسة العسكرية لفترة إنتقالية؟
النظام الحاكم في السودان إستبعد الكثير من رجال المؤسسة العسكرية الغير موالين للحركات الإسلامية فعند نجاح الثورة السودانية يجب عودتهم لأماكنهم وإستلام الحكم لفترة إنتقالية بمشاركة القوى المدنية والأحزاب السياسية للوصول بالبلاد لبر الأمان لحين إجراء إنتخابات شفافة ونزيهة يشارك بها كل الأحزاب .