Site icon جريدة البيان

الاستفتاء الكردي وقول الحقيقة من التاريخ القريب

بقلم / الدكتور خليل الياس مراد _ باحث و اكاديمي كردي

في حوار بين الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله والدكتور سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني في حقبة الحكم الوطني للعراق 1968-2003..
( الرئيس صدام حسين مخاطباً الدكتور سعدون حمادي : لو كانت ظروف الوطن العربي تسمح ، كنا نطرح القضية الكردية على مستوى الأمة العربية . وإذا يريدون الأكراد يصيرون دولة خلي يصيرون . )
جاء هذا الرد العراقي الاصيل .. في جلسة رسمية جمعت عدد من القادة العراقيين لمناقشة القضيةالكردية , ( وكان الدكتور سعدون حمادي رحمه الله يبدي مخاوفه من تدويل القضية الكردية ) وتدخل القوى الاجنبية الضالعة بالتامر على العراق .
ولكن السيد الرئيس كان واضحا لانه كان مؤمنا بحق الشعب الكردي في الحياة حتى في حالة اختيارة دولته . يصبح صديقا للعراقيين وللعرب .. وليس عدوا يتحالف مع اعداء الامة .. (رد عليه بمرونة وقال لو أن الظروف تسمح …) .ويتذكر العراقيين بيان 11 اذار المجيد .. الذي منح الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق .. ولم يكن في حسابات الحركة الكردية المسلحة وقيادتها انذاك . ان الدولة العراقية وقيادتها ..رتمنح شعب كردستان حقوقه القومية . وتعاملت معهم كشعب له حق في تقريرمصيره
.. لكن بموافقة الدولة المركزية ودون الاستعانة بالاجنبي ..والعودة الى كتابات السيد مسعود البرزاني ( تطورالحركة الكردية .. ) تجد الارتياح الكبير بمشروع الحكم الذاتي الذي وصفه الكرد بانه انجازعظيم . حول حلم الاكراد على مدى نضالهم السياسي والعسكري طيلة القرن العشرين .. الى واقع . ولكن التدخل الاجنبي الايراني والامريكي والاسرائيلي المتامر على وحدة العراق وتجربته الوطنية الخالدة . حال دون تحقيق ذلك الانجاز .. وفي وضع حل جذري للقضية الكردية .
اليوم القضية الكردية تمر بمنعطف تاريخي خطير . بين اثبات وجودها او عودتها الى المربع الاول . الذي انطلقت منه في ثلاثينيات القرن الماضي كحركة قومية واعية وصديقة لحركة القومية العربية التحررية . ولكن للاسف في ظل مرحلة تشهد تكالب امبريالي من جميع القوى الدولية الغربية والشرقية على حد سواء . لتمزيق الدولة العراقية والدول العربية الاخرى لتحقيق حلم مشبوه باقامة (النظام الاقليمي الشرق اوسطي ) . لتدمير هوية الامة العربية ووحدة شعوبها وترابها الوطني . وليس حبا بالاكراد والدفاع عن حقهم ووجودهم كما يتوهم البعض . بل من اجل فرض الهيمنة الاجنبية على المنطقة وتهديد استقرار وامن شعوبها ككل .. والايام القادمة تقول كلمتها .

Exit mobile version