الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

الإعلام النيوزلاندى إعلام وطنى

الإعلام النيوزلاندى إعلام وطنى

بقلم الكاتبة : إنجى الحسينى

 

 

 

 

 

لم يمضي وقت طويل على مذبحة نيوزلاندا الشهيرة والتى أسفرت عن مقتل 50شخصا بمسجدين أثناء صلاة الجمعة على يد متطرف إسترالى الجنسية يدعى “برنتون تارانت” والذى قدم بيانا يحتوي على العديد من الشعارات المعادية للمسلمين والمهاجرين كإنعكاس واضح لتصاعد حركة اليمين المتطرف فى أوروبا ، لم يمر الكثير حتى تبدلت حالة الغضب بعبارات نيوزلاندية تتحدث عن قيم التسامح والدعوة إلى أن المحبة والتآخى بين الناس هما الحل الأمثل للعيش بسلام وذلك بإذاعة آذان صلاة الجمعة فى جميع أنحاء البلاد و الوقوف دقيقتي صمت في ذكرى مرور أسبوع على مجزرة المسجدين تضامنًا مع المسلمين المهاجرين فى مصيبتهم وكنوع من المؤازرة ، هذا وقد أنتشرت مشاهد إرتداء “جاسيندا أرديرن ” رئيسة الوزراء للحجاب حتى يشعر جميع المواطنين المسلمين بالأمان مؤكدة على أن تلك الهجمات منافية لمبادئهم .
وبناءا عليه تزين برج خليفة في دبي، بصورة رئيسة وزراء نيوزيلندا ، يعلوها كلمة “سلام”، في رسالة شكر وتسامح، على طريقة تعامل الحكومة النيوزيلندية مع الحادث الإرهابي على المسجدين .
فقد نجحت رئيسة الوزراء فى جذب أنظار العالم إليها خاصة بعد مشاركتها في جنازة ضحايا الهجوم الإرهابي . ومن هنا يأتى دور الإعلام الذكى والناجح والذى نجح فى تحويل دفة الحديث عن التطرف والكراهية والعنف المدفون فى المجتمعات الأجنبية إلى الحديث عن إنتصار دولة نيوزلاندا لمبادئها ، وعن كونها دولة تمثل نموذجا راقيا ، حكومة و شعبا لدولة المواطنة و قيم التعايش الحقيقي و الإخاء الإنساني و الكرامة الإنسانية، خاصة بعد إذاعة الأذان فى البرلمان ، بل وتم تقبل قانون العقوبات الذى ينتظر منفذ الهجوم والتى قد تصل إلى السجن مدى الحياة، أو ربما يتقلص إلى 27 سنة سجن، حيث ألغيت عقوبة الإعدام بالكامل منذ عام 1989 بدون أى إعتراض كما نرى فى بلادنا من ردود فعل بعد كل حكم قضائي مع التشكيك فى أى حكم يتم إصداره .
بل أن الإعلام الأوروبي الذكى أستمر فى إرسال رسائله الناجحة بأنها رئيسة الوزراء النيوزلاندية هى رئيسة لكل المواطنين وتعمل بمبدأ المساواة بعيدا عن العالم المليء بالكراهية وذلك عندما خرجت لتشارك فى مسيرة دعم مجتمع «الميم» كأول رئيسة حكومة تنضم لهذه لمسيرة تدعم المثليين.
ولم يعد من الممكن مهاجمتها بعدما وقفت أمام البرلمان بقول «السلام عليكم» باللغة العربية بالإضافة إلى افتتاح الجلسة بترتيل القرآن الكريم .
ومع نجاح الإعلام النيوزلاندى فى جذب أنظار العالم إلى قيم دولته البعيدة عن هذا الحادث الفردى تناسي الجميع تضامن بعض الأفراد مع موقف الإرهابي وخاصة تصريح السيناتور الأسترالي، فرايزر مانينغ، الذى أصدر بيان برر فيه الهجوم على المسجدين بإلقاء اللوم على المسلمين المهاجرين والإسلام الذي يراه “أصل أيدولوجية العنف” على حد تعبيره ، كما هاجم برنامج الهجرة وعبر عن ذلك بقوله إن :” لنكن واضحين، ربما يكون المسلمون ضحية اليوم لكن في العادة هم المنفذون، على مستوى العالم ، يقتل المسلمون الناس بمستويات عالية باسم دينهم”
توقفت أمام ذلك الحادث الملئ بالكراهية الواضحة لأستعيد مشاهد إعلامنا الوطنى وهو يقف كالكسيح والواهن فى وجوه المعارضة ولم يستطع يوما أن يرسل رسائل عالية القيمة وخطاب يرتقي إلى عقل المواطن ويرفع وعيه ، فالسيناريو المتكرر فى مصر هو إتهام الأجهزة الأمنية دائما بالتقصير والحديث عن كل عملية كحدث قائم يتم تحليله ونقده والبحث عن ثغراته وكأن الدولة دائما فى حالة إتهام ، متناسين أن هناك ما يسمى بإلارهاب يجتاح العالم كله ولا مجال للهروب منه ومن ذئابه وأذياله وتنظيماته ولكن يبقي الفارق هوإمتلاك الغرب لإعلام قوى حقيقي واع وصاحب رسالة ويعرف جيدا كيف يدير الدفة كيفما يشاء ، فى ظل شعوب لا تحمل الأتهامات والعداوات لأنظمتها بل هى داعمة بكل وطنية حتى يخرجوا فى مسيرتين متعاقبتين أحدهما مزينة بالحجاب وهتافات”الله أكبر” والأخرى تحمل إعلام المثليين والشواذ وتتحدث عن حقوقهم .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79659811
تصميم وتطوير