كتب-أسامة خليل
في كشف أثري استثنائي، توصل فريق من الباحثين الأمريكيين والصينيين إلى تحديد نوع بشري قديم غير معروف سابقًا، وذلك بعد إعادة تحليل بقايا أحفورية تم العثور عليها قبل أكثر من نصف قرن في شمال الصين.
تعود هذه الحفريات، التي تضم جماجم وأسنانًا وفكوكًا وأجزاء أخرى، إلى 16 فردًا عاشوا قبل نحو 160 إلى 200 ألف عام. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد سابقًا بأنهم أسلاف الإنسان الحديث، فإن التحليلات الجديدة تشير إلى أنهم ربما يمثلون فرعًا متميزًا من أشباه البشر.
وبناءً على القطع المكتشفة، أعاد الباحثون بناء جمجمة أظهرت حجمًا أكبر من المعتاد، حيث يتراوح حجم الدماغ بين 1700 و1800 سم³، مقارنةً بمتوسط 1450 سم³ لدى البشر المعاصرين. هذا الاكتشاف دفع العلماء إلى اقتراح اسم جديد لهذا النوع: “هومو جيولونيسيس”، مستوحى من الكلمة الصينية “جيولو” التي تعني “الرأس الكبير”.
يثير هذا التصنيف الجديد جدلاً علميًا واسعًا، حيث يرى بعض الباحثين أن هذه الحفريات قد تكون مرتبطة بإنسان دينيسوفا، وهو نوع قديم تم التعرف عليه سابقًا من خلال بقايا محدودة. لكن مؤيدي التصنيف الجديد، بقيادة عالم الأنثروبولوجيا كريستوفر باي وزميله وو شيوجي، يؤكدون أن الفروقات البنيوية في الجمجمة والأسنان تستدعي إعادة النظر في التصنيفات السابقة.
في المقابل، يبدي علماء آخرون، مثل ريان ماكراي من متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي، تحفظهم على هذا التصنيف، مشيرين إلى أن عدم توفر جماجم دينيسوفانية أخرى للمقارنة يجعل الاستنتاجات بحاجة إلى مزيد من الأدلة.
هذا الاكتشاف يفتح بابًا واسعًا أمام إعادة تقييم أصول الإنسان القديم، ويطرح تساؤلات جوهرية حول تنوع أشباه البشر في عصور ما قبل التاريخ.
التعليقات