الأربعاء الموافق 23 - أبريل - 2025م

اسرائيل التهمت الكحكة الأفريقية فى عيد الفطر ,, وماذا بعد الانتداب الصهيونى على اثيوبيا ؟!!

اسرائيل التهمت الكحكة الأفريقية فى عيد الفطر ,, وماذا بعد الانتداب الصهيونى على اثيوبيا ؟!!

تقرير / إبراهيم فايد

 

صدمة حادَّة استيقظ على إثرها الشعب المصرى غارقًا فى جراحه النفسية بعد أن فوجئ باستضافة البرلمان الاثيوبى لرئيس الوزراء الصهيونى “بنيامين نتانياهو” والذى استمرت جولته فى منطقة جنوب وشرق افريقيا لستة أيام زار خلالها (أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا ) واختتمها بكلمته أمام البرلمان الاثيوبى مخاطبًا شعبها من خلال نوابه حول توطيد العلاقات الصهيوإثيوبية ملوحًا ببعض المساعدات المادية والتكنولوجية والعلمية والأكاديمية والمشروعات الاقتصادية فى العديد من المجالات على رأسها مجال الفضاء ومكافحة الإرهاب ، وفى إشارة إلى نيَّة اسرائيل لدعم اثيوبيا على استكمال (سد النهضة) -مشروعها الغامض والذى أثير حوله العديد من المشكلات والاضطرابات فى المنطقة- أوضح “نتانياهو” لأعضاء البرلمان أن “أديس أبابا تنتهج الطريق الصحيح في التنمية، وسنعمل على دعمها وتعزيز المشاريع التنموية فيها .” … !! 
والمثير للجدل فى تلك الزيارة هو الإصرار الغريب لـ “نتانياهو” على طلب انضمام بلاده للاتحاد الافريقى -كعضو مراقب- رغم أن بلاده تقع إداريا ضمن القارة الآسيوية ومعنويًا ضمن القارتين الأمريكية والأوروبية !! والأغرب من ذلك موقف إثيوبيا والتى أعلن رئيس وزرائها “هايلي ميريام ديساليغنا” عن دعم بلاده الكامل لانضمام اسرائيل لاتحادنا الافريقى حيث قال “ديسالغينا” فى تصريح له ( إسرائيل تعمل بجهد كبير في عدد من البلدان الإفريقية ، وليس هناك أي سبب لحرمانها من وضع المراقب ونحن نريد أن تصبح إسرائيل جزءا من نظامنا الإفريقي ونأخذ موقفا مبدئيا بجعل إسرائيل جزءا من اتحادنا ) ، ويأتى ذلك بعد يومين من إعلان كينيا لنفس الموقف ما جعل أصابع الاتهام تتجه نحو دول حوض النيل حيث إمكانية وجود اتفاقيات سرية غير معلنة بينها والكيان الصهيونى !!
وتأتى تلك الزيارة فى وقت عصيب يمر به شعب مصر الذى تعتريه شكوك ومخاوف تحوم وتدور فى فلك الشارع المصرى حول مدى تأثير سد النهضة الاثيوبى على حصة مصر من مياه النيل وهو السد الذى لم يكتمل بناءه بعد -على حد قول خبراء- سوى بنسبة تتجاوز قليلًا السبعين بالمائة ( 70 % ) ، وبالرغم من ذلك ظهرت مؤخرًا مؤشرات لعواقب وخيمة على وشك الاضرار بمصر والإطاحة بأمنها المائى والغذائى وذلك بعد أن جفَّت بقاع فى مجرى النيل وظهرت العديد من الجزر فى قاعه لا سيَّما فى محافظات الصعيد ، بل وصل الأمر إلى القاهرة عاصمة البلاد حيث ظهرت كذلك بعض المناطق التى جفَّت بفعل انخفاض منسوب المياه فى مجرى النهر .
كانت لكل تلك الأحداث المتعاقبة آثارها السلبية على الشعب المصرى معنويًا على الأقل ، ولم تهدأ أجهزة الاعلام المصرى ومنابره وبرامج التوك شو وغيرها عن عرض ومناقشة وتحليل واستضافة مسئولين وخبراء ومتخصصين لطرح وتوضيح رؤاهم حول ذلك الموقف ومدى تأثيره وخطورته على مصر وكيفية الخروج من ذلك المأزق وهل الحلول المناسبة دبلوماسيًا أم عسكريًا ؟ وهل تتوافر لدينا حلولًا عسكرية فعلًا أم لا ؟ خاصة بعد تصريحات عديدة لرئيس الوزراء الاثيوبى بعدم قدرة مصر على مواجهة بلاده عسكريًا ؟

اللواء / عادل العمدة
اللواء / عادل العمدة

وفى هذا الصدد تواصلت ( البيان ) مع اللواء أركان حرب مهندس / “عادل محمود العمده” المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ونائب مدير كلية الدفاع الوطنى السابق لتوضيح تأثير وتداعيات تلك المستجدات على الأمن القومى المصرى وتحليله للمشهد سياسيًا واستراتيجيًا وتوقعاته لتحركات المسئولين حيال هذا الأمر فى الفترة المقبلة ، حيث أوضح أن العلاقات المصريه الافريقيه قوية وليست جديده والدول الأفريقية بالتأكيد تعلم أن اسرائيل دولة استعمارية وتاريخها أسود وما يتم حاليًا ماهو الا مصالح متبادله ؛ فنحن لا نقلق ونعى الموقف تماما ولدينا الإجراءات اللازمة والتى فُعِلَت فعلا ، وأعتقد أن زيارة نتنياهو ماهى إلا مجرد رد فعل على الدور المصري خلال العامين الماضيين ؛ حيث كان هناك تحرك مصري كبير مع قبرص واليونان فى البحر المتوسط ومع المملكة العربية السعودية فى البحر الأحمر ولذلك رأت إسرائيل أن يكون لها أذرع فأعادت العلاقات مع تركيا علنًا -علما بأنها لم تنقطع أساسًا- ولكن حاولت اسرائيل عودة علاقتها بتركيا مجددًا لأن تركيا عدو لليونان وقبرص ، وذلك باستغلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومحاولات تركيا استعادة الحلم القديم بالانضمام له و إسرائيل تساعد تركيا فى ذلك ، كما أن اسرائيل دعَّمت علاقاتها مع دول شرق أفريقيا وخصوصا اثيوبيا لخلافها مع مصر حول سد النهضة ومن ثم استغلال أوراق ضغط لاستخدامها وقت الحاجة من خلال تلك العلاقات الثنائية .

د. محمدى البدرى
د. محمدى البدرى

وفى حوار اخر مع د/ “محمد البدرى” مدير عام التدريب بوزارة الزراعة ، والأمين المساعد لاتحاد المزارعين العرب ، وعضو مجلس أمناء نقابة الزراعيين ، والأمين العام المساعد لاتحاد التجارة والتسويق العربى وحول توقعات وزارة الزراعة لمدى تأثير سد النهضة على الزراعة المصرية بعد نقص كميات المياه والطمى المتدفقة لمصر عبر مجرى النهر يقول : سد النهضة بالتأكيد سيكون له تأثير سلبي على الزراعة المصرية لأنه سيقلل حصة الفرد من المياه ولا يوجد سبيل أمامنا سوى ربط نهر الكونغو بنهر النيل ودون تنفيذ مشروع ربط النهرين ببعضهما ستتعرض مصر لكارثة كبرى ، فمن متابعتى لمشروع سد النهضة والدراسات التى أجريت علية فإن بعض الدراسات أفادت باحتمال تهدم هذا السد بعد امتلاءه وحجز المياه أمامه ؛ وذلك يدفعنى لأن أقول يستوي الموت عطشًا أو غرقًا ، فمن وجهة نظرى أن التفاوض مع إثيوبيا حول سد النهضة قد انتهى وقته ، فيجب أن تعلم إثيوبيا أن مصر قادرة على حماية حقوقها فى مياة النيل ونحن كمصريين نثق فى حكمة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى وحنكتة السياسية ف إدارة هذا الملف الشائك .
وكان لابد لنا من استنباط لبعض آراء الشعب الذى استشاط غضبًا جرَّاء كل تلك الأحداث المتلاحقة فأجرينا حوارًا ميدانيًا مع مواطنين فى الشارع المصرى وعبر مواقع التواصل الاجتماعى لتوضيح الرأى العام تجاه تلك المستجدات :-
يقول “علاء حلمى” – مسئول علاقات عامة بأحد الفنادق – :
<< أعتقد أن السيسي حسم الأمر من قبل فى أحد خطاباته وكان الخلاف فقط على عدد الفتحات فى السد ، لكن ما يتم تصديره حاليًا بأن حصة مصر خط أحمر كلام ليس له من الواقع سوى الضحك على الرأى العام .
وتابع : لقد سمعت أن هناك قوة مصرية تمركزت فى جزيرة فرسان الاستراتيجية ؛ الامر الذى يجعل المعادلة فيها من التأويل الكثير ، وأعتبر زيارة نتانياهو لإثيوبيا تكليل لسنوات عمل الكيان الصهيونى فى أفريقيا فى فترة كبيرة غابت فيها مصر ، وتوسيع لإستراتيجية الدولة الصهيونيه فى محاصرة مصر أفريقيًا ودوليًا الأمر الذى يحتاج منَّا حسن التصرف والوعى لكل خطواتنا الخارجيه خاصة ان الحروب القادمه ستكون بطرق متعددة منها حرب المياه >> .
فيما تقول “سماح أنور” – مدير إنتاج أجهزة الكترونية ، ومدرب ومشرف عام لطلبة مدارس مبارك كول – :
<< أرى أنه اذا اكتمل بناء سد النهضه ستصبح مصر فى خطر كبير وهو ما حذَّر منه بعض القاده واصحاب الرأى انه اذا اكتمل بناء السد ستصبح مصر المسؤله عن حمايته لان اى تهديد او ضرب لسد النهضه سوف يدمر مصر والسودان بسبب حجزه لكمية كبيرة من المياه خلفه وبالتالى سيترتب على شدة اندفاعها أن ينهار السد العالى وبالتالى تخسر مصر الاخضر واليابس ؛ ولذلك لابد للمسئولين من ايجاد حلول سريعة تأمن أرواح المواطنين
وتابعت : وعن حصة مصر من المياه هناك مشكلة كبرى سنواجهها خاصة فى موسم زراعة الأرز والمحاصيل التى تحتاج كميات كبيرة من المياه .
وأردفت قائلة : بالنسبة لزياره نتانياهو لإثيوبيا فكلنا نعلم جيدًا ان يد العون الاولى فى بناء سد النهضه هى اسرائيل >> .
ويقول “حامد فخرى” – مدرس أول لغة عربية – :
<< لقد سأم الشعب تلك المشاورات والاتفاقيات والمبادرات التى لا تؤتى ثمارها ونحتاج حلول جادة حازمة حاسمة حتى يطمئن الشعب على مستقبله >> .
بينما تقول “سناء أحمد محمود” – أخصائية مكتبات بالتربية والتعليم – :
<< منذ سنوات طويلة والكل يعلم جيدًا أن اسرائيل على صلة مباشرة بسد النهضة وأنها استطاعت أن تكسب ود إثيوبيا والدول الأفريقية بعد ان غابت عنها مصر لعقود طويلة وكان من الأجدى لمصر أن تتعامل مع هذه الدول تجاريًا عن طريق التصدير وفتح السوق المصرى على العمق الأفريقى ونكسب من ذلك اقتصاديا ودبلوماسيا أيضًا ونضمن عدم المساس بقضية مياه النيل ولكنَّا تركنا اسرائيل تدلل وتوزِّع المنح والعطايا حتى استولت على ولاء وانتماء الشعوب الأفريقية على حسابنا >> .
وفى نهاية تقريرنا هناك العديد من الأسئلة التى تحتاج إجابات واضحة من مسئولينا وحكومتنا وبرلماننا حتى يطمئن الشعب المصرى أو حتى لا يطمئن !! ولكن على الأقل يستعد لما هو قادم حتى لا يستيقظ مجددًا على صدمات قد تكون أشد ألمًا وأعمق أثرًا ..
1/ ما حقيقة الوضع القائم حاليًا ؟ ومهما كانت سرية الموقف إلا أن الشعب من أبسط حقوقه الإلمام بطبيعة الأمور التى تحيط به لا سيَّما إذا كانت تمس أساس حياته وأجياله القادمة (المياه) .
2/ بعد تكرر ذلك الفشل الذريع فى المفاوضات الثلاثية (مصر – السودان – اثيوبيا) >> لما لا تسعى مصر لحل الأزمة من جوانب اخرى ، أو بخارجية أخرى بدلًا من تلك الفاشلة على شتَّى الأصعدة ؟!
3/ ما الأضرار التى قد تنجم على مصر إذا ما ضربت اثيوبيا عرض الحائط باعتراضات خارجيتنا وسعت جاهدةً لاستكمال سدَّها حتى نهايته ؟
4/ توقعًا لكل السيناريوهات >> هل حكومتنا مستعدَّة زراعيًا ومائيًا وعسكريًا لتأمين مصر ومواردها الغذائية والمائية فى كل الحالات ؟
5/ إلى متى ستظل مصر بعيدة عن العمق الأفريقى والبوابة الجنوبية لها ؟

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81225780
تصميم وتطوير