بقلم الدكتور \ حاتم غازى
ارتفاع ضغط الدم الشرياني واحد من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ويدعى بـ”القاتل الصامت”، وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن يصاب به الإنسان لسنوات دون أن يعلم ذلك. وضغط الدم الشريانى هو قياس قوة ضخ القلب للدم عبر جدران الشرايين في الجسم، و يتم قياس ضغط الدم عن طريق ذراع قابل للنفخ توضع على الذراع ومقياس للضغط سواء كان زئبقيا الو الكترونيا. ويعتبر ضفط الدم الطبيعى فى الإنسان البالغ هو اقل من 130 /90 ويمكن ان يزيد الى اقل من 150/100 فى حالات كبار السن طبقا لتقارير منظمة ارتفاع ضغط الدم الآمريكية والأوربية.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من اشهر الامراض الحديثة الشائعه و المتعلقة بأمراض القلب و الأوعيه الدمويه و الكلى ، ويعتبر ضغط الدم مرتفعاً اذا كان زائد عن المعدل الطبيعي ، نتيجة لخلل بأحد العوامل الرئيسيه التي تتحكم في ضغط الدم و هي أمراض القلب و الأوعيه الدمويه وزيادة درجة تصلب الشرايين لزيادة الدهون والكوليسترول والمواد المؤكسدة بالدم, أمراض الجهاز العصبي وأمراض الجهاز الهرموني والغدد الصماء ومن اشهرها مرض السكرى وكذلك أمرض الجهاز البولي كالفشل الكلوى والإلتهاب المزمن للكليتين.
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى أمراض القلب و الأوعية الدموية يجب على القلب أن يعمل جاهدآ وبقوة أكبر لأنه يضخ الدم ضد ضغط يفوق الضغط الطبيعي تماما كما كمثل موتور لرفع المياه مخصص للعمل فى عمارة مكونة من ثلاثة ادوار يتم تركيبه فى عمارة من عشرة ادوار فيعمل بجهد اكبر وعزم اشد ولكن هذا يؤدى الى سرعة تلفه وضعفه مما يؤدى الى ضعف التروية المكافى لمرض هبوط عضلة القلب او التوقف المفاجئ عن العمل (اتحرق) المكافئ لمرض جلطة القلب الحادة ، وتمامآ مثلما تتضخم عضلات الذراع فى رياضة رفع الأثقال فإن الجدار العضلي للقلب خاصة البطين الايسر، يتضخم ويزداد سمكآ (كما فى حالة عضلات لاعبى رفع الأثقال) بسبب الجهد البالغ لضخ الدم. وبعكس عضلات الذراع، فإن عضلات القلب الأكثر سمكآ لا تكون بالضرورة أكثر قوة على ضخ الدم لفترة طويلة. نظرآ لأن إمداد القلب بالدم ( عن طريق الشرايين التاجية ) لا يزيد في الغالب بنفس الدرجة التي تتحقق لعضلات الذراع ، فإن القلب قد يصبح بالفعل أكثر ضعفآ بعد مرور سنوات من أرتفاع ضغط الدم . وفي النهاية فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث هبوط القلب.
ولهذا تتأثر أعضاء جسم الإنسان بارتفاع ضغط الدم ومن هذة عضلة القلب والشرايين المغذية له ، كما يؤثر على أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والكلى والأطراف، وتظهر الأعراض فى شكل صداع، نهجان، زغللة فى العينين، وفى بعض الأحيان اضطراب فى الاتزان، لكن فى معظم الحالات ارتفاع الضغط يكتشف صدفة، بعدما يتجه المريض إلى اختصاصى الباطنة، الرمد، الأنف والأذن، وفى النهاية يتوجه إلى طبيب القلب إثر إصابته بذبحة صدرية أو جلطة فى القلب نتيجة ارتفاع ضغط الدم، ومن ثم يقوم اختصاصى القلب بالفحص بالموجات فوق الصوتية على القلب وعمل التحاليل لمعرفة نسبة الكوليسترول والدهون ووظائف الكلى . ويعتبر ارتفاع ضغط الدم بداية لسلسلة من الأمراض والمضاعفات التى تصيب الإنسان حيث ان الأجهزة الأخرى بالجسم تتأثر بارتفاع الضغط قد ينتج عن ذلك الإصابة بجلطات القلب وهبوط القلب الإحتقانى او الإصابة بشلل نصفى أو الفشل الكلوى، لذا لابد من الاهتمام بأن يكون الضغط منضبطا وفى معدله الطبيعى دائما.