احمد عناني ..يكتب … تصوفوا … تخلفوا
قبل ان تتعجب من العنوان اسأل نفسك اولا . ”
هل الصوفية يتعاطون السحر ؟ الذي لا يعرف حقيقة التصوف والصوفية سوف ينفي ذلك لأنه غاية ما يعرف الناس عند التصوف أنه الزهد بالدنيا والاقبال على الأخرى ويوجد من شذ عن هذا السلوك
ولكن الحقيقة غير ذلك الزهد هو ستار تحته مجموعة من الحق والباطل ، فالحق الذي فيه ما وافق الكتب والسنة ، أما الباطل فهو ما حدثوا من بدع وما أدخلوا على المسلمين من عقائد باطلة ، وكذلك تصحيح أمور الشريعة ذمتها وحذرت منها .
ومن هذه الأمور التي ذمتها الشريعة الاسلامية وتعاطاها المتصوفة بل اعتبروها من علومه ” السحر ” وهو ما يظهرون به خوارق العادة ليوهموا العوام بأنهم أصحاب كراماته.
وقد اعترف شيخ الصوفية الأكبر بذلك قال في الفتوحات المكية ومنهم الساحرون السحر بالإطلاق صفة مذمومة وحظ الأولياء منها ما أطلعهم الله عليه من علم الحروف وهو علم الأولياء فيتعلمون ما أودع الله في الحروف والأسماء من الخواص العجيبة التي تنفعل عنها الأشياء لهم في عالم الحقيقة والخيال فهو وان كان مذموماً بالإطلاق فهو محمود بالتقييد وهو من باب الكرامات وهو عين السحر عند العلماء فقد كانت سحرة موسى مازال عنهم علم السحر مع كونهم آمنوا برب موسى وهرون ودخلوا في دين الله وآثروا الآخرة على الدنيا ورضوا بعذاب الله على يد فرعون مع كونهم يعلمون السحر ويسمى عندنا علم السيمياء مشتق من السمة وهي العلامة أي علم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات .
السيمياء الذي هو نوع من انواع السحر التخيلي الذي في الغالب عليه لا حقيقة له إلا في عين الرائي . ان تعاطي السحر في الصوفية في الحقيقه ليس شيئ مستحدث ولكن ذلك جاء امتداد لكبار الصوفيين المنحرفين . فقال ابو حامد الغزالي
ومن أراد أن يبصر الجن مشاهدة ومصادقة ومخاطبة ويسمع كلامهم ويعينونه على ما يريد فليقرأ سورة الجن في بيت خال من يوم بطالة في أحد أو أربعاء وبين يديه بخور اللبان ويخط له مندلاً يقعد فيه ولا ينقطع عنه البخور وهو يقرأ { قُل أوحى إليَ أنهُ أستَمَع نَفرٌ مِنَ الجِن } أربعين مرة وهو يمثلهم ويحدث إليهم فإذا خرجوا إليه لا يخافهم ويستخدم منهم من شاء على ما يشاء من سحر وطلسم وهياج وتسخير وإظهار كنوز وحب وتبغيض .
كما اختصر الغزالي الطب في تعويذة ( فيكتب له آخر سورة الحشر مع هذه الرقية التي للعين والنظرة وهي : علموش 2 كلموش 2 كلمونيا 2 داعوج 2 معيوج 2 فيعوج 2 عين جاعت فجعجعت وهاجت وماجت فاتفقت فاحترقت كليا أزعوج مهيوج . ولم تقف الخرافات علي حد الغزالي فقط.
فامام اهل التصوف محيي الدين ابن عرب
الشيخ الاكبر للصوفية والذي قال في المبادي والغايات فالحروف التي يلتقي بها الحكمة العلية وهي خمستها المنتظمة في مفتتح سورة ” كهيعص.
وأكمل وزاد الطين بله في كتاب العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم وإذا أردت قضاء حاجة من أحد أي أحد كان من جميع الموجودات فاكتب جميع عدد اسمك واسم الأمر واسم المطلوب ، وإذا اجتمع من الجملة عدد فارسمه في ساعة سعيدة وامسكه عندك وانهض به في طلب حاجتك يقضى إن شاء الله تعالى.
ان ما يفعله ويدركه الصوفيون واتباعهم ماهو الا تجارة بسم الدين فهو حق يراد به باطل .
التعليقات