احمد عناني يكتب … النبي محمد الليبرالي .
تعددت مفاهيم كلمة ليبرالية من مذهب لاخر ومن مجتمع لاخر ولكن هناك اتفاق علي ان الليبرالية هي فلسفة سياسية أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية والمساوة. وتشدد الليبرالية الكلاسيكية على الحرية في حين أن المبدأ الثاني وهو المساواة يتجلى بشكل أكثر وضوحاً في الليبرالية الاجتماعية.يتبنى الليبراليون مجموعة واسعة من الآراء تبعاً لفهمهم لهذين المبدأين، ولكن وبصفة عامة يدعم الليبراليون أفكار مثل حرية التعبير، حرية الصحافة، حرية الأديان، السوق الحر، الحقوق المدنية، المجتمعات الديمقراطية، وهذا ما جاء به النبي محمد (ص) حيث قال (لا تكونوا إمعة )وجاء عن حرية الاديان قال رسول الله («لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم» اما عن الديمقراطية عند النبي محمد بن عبدالله القرشي فسنتحدث عنها باستفاضة اكثر فهناك حالات عديدة سأذكر اهمها علي سبيل المثال وليس الحصر . الحالة الأولى:- فى غزوة بدر الكبرى وأثناء اعداد الجيش للمعركة أمر النبى أصحابه أن يتخذوا معسكرهم فى مكان ما فاعترض جندى من الجيش الحباب بن المنذر مبدياً سبب اعتراضه وعرض البديل الأنسب للمعسكر واقتنع النبى برأيه وغير المعسكر وأعلن ذلك على الملأ ” أيها الناس انى نزلت على رأى الحباب بن المنذر” الموقف الثانى :-الخروج لغزوة أحد انقسم المسلمون فريقين . الشباب يرى الخروج لملاقاة العدو خارج المدينة . الشيوخ ومعهم النبى يرون التحصن بالمدينة وعدم الخروج . وخرج النبى للقتال على غير رغبة منه نزولاً على رغبة الشباب. الحالة الثالثة:- فى صلح الحديبية . لقى النبى معارضة شديدة للمعاهدة برمتها وبعد الانتهاء من توقيع الصلح مع مفاوضى قريش أمر أصحابه بالتحلل من الاحرام فلم يفعلوا فدخل خيمته حزيناً مهموماً.وهنا يبرز دور المرأة فى الاسلام لمن يتهم الاسلام بانتقاص حق المرأة. أم المؤمنين السيدة أم سلمة تسأل النبى فيم حزنك وهمك ؟ قال : هلك القوم . قالت وما أهلكهم قال أمرتهم فعصوا أمرى . قالت رضى الله عنها : يارسول الله ان القوم مكروبون اذ حيل بينهم وبين الحرم قم انت فاذبح واحلق وسوف يفعلون . ففعل النبى وفعل الصحابة وانتهت الأزمة ولم يرغم أحد . الموقف الرابع :- عند تقسيم فيئ حنين وكانت الغنائم كثيرة جداً وأجزل النبى العطاء لآهل مكة وحديثى العهد بالاسلام والمؤلفة قلوبهم ولم يعطى الأنصار فغضب الأنصار واعترضوا على القسمة وأثلج صدورهم بخطبة بليغة عظيمة . فكان ردهم عليه ” رضينا برسول الله قسما. وهذة المسألة تعطي انا مؤشر خطير جدا وهو لابد وان نفرق بين طبيعتين للرسول صلي الله عليه وسلم الاولي وهي محمد الاهوتي روح الحق وصاحب الرسالة والنبي محمد الأرضي البشر الذي يتعامل مع بيئة متوحشة وهمجية بطبعها . فالنبي محمد الاهوتي هو الروح التي اختصها الله تعالي واكرمها لتكون مناره للهدي ولنشر دين الحق اما الشخصية الارضية للنبي محمد صلي الله عليه وسلم كانت تتمتع بالحنكه السياسية لانه صاحب رسالة يريد نشرها وسط اناس قبائل يغلب عليهم طابع الزعامة فكيف يتحولوا لعبيد بجانب الوحشيه والهمجية التي وجدت وقتها فكان لابد علي رسول الله استخدام الشخصية البشرية الارضية التي تتمتع بالذكاء والحنكة السياسية لبناء الدولة ولذلك عمل علي احترام الاراء ورفع سقف حرية الرأي وقبل اختلاف الدين ولم يحجر علي احد فيما يعتقد فالحرية اساس حرص علية النبي محمد في دعوتة مما يجعلني اامن تماما بأن الفهم السياسي والحنكة هي من جعلت دعوة تبداء برجلين وامراءة تتحول لدولة كبيرة فاذا كانت اليبرالية تعني التحرر والديمقراطية فمحمد بن عبالله صلي الله علية وسلم هو من وضع حجر الاساس فيها.. “