Site icon جريدة البيان

ابراهيم فاضل نصرالدين يكتب : المشهد التركي وبداية النهاية ( الطاغية تسقط )

أسدل الستار علي الإنتخابات البلدية في مدينة أسطنبول والتي تعد واحدة من أكبر المدن التركية من حيث الكثافة التصوتية حيث يبلغ عدد الناخبين بها مايزيد عن ١٠٧٥٠٠٠٠ وتعتبر إسطنبول من المعاقل التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي للإخوان المسلمين وهو الحزب الحاكم في تركيا بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي يسيطر علي علي تلك المدينة الهامة منذ مايقرب من ربع قرن من الزمان ولكن مالذي حدث لينقلب الوضع في تركيا رأسا علي عقب ؟؟
الذي حدث أنه في مارس /آزر الماضي أجريت الإنتخابات البلدية علي رئاسة مدينة أسطنبول وتصدر السباق مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي السابق والرجل القوي للرئيس التركي رجب أردغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أغلوا وحشد حزب العدالة والتنمية أنصاره من الإخوان المسلمين وهم عادة بارعون في سياسة الحشد وأعلنت النتيجة وأصيب أردوغان بالصدمة التي أفقدته توازنه بعد أن أعلنت اللجنة العليا المشرفة علي الإنتخابات بفوز مرشح المعارضة أكرم إمام أغلوا برئاسة بلدية أسطنبول بفارق ١٣٠٠٠ صوت فسارع حزب العدالة والتنمية بالطعن علي نتيجة الإنتخابات بحجج واهية للتغطية علي تلك الهزيمة الساحقة التي مني بها الحزب الحاكم .

وللأسف الشديد وافقت اللجنة العليا علي إعادة الإنتخابات بين إثنين من المرشحين وهم .بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم وأكرم إمام أغلوا مرشح حزب الشعب الجمهوري اقوي الأحزاب المعارضة قبل إجراء الإنتخابات بيوم والتي أجريت قبل أمس خرج علينا الرئيس التركي وسط حشد كبير من أنصاره في قلب مدينة أسطنبول ليخطب فيهم ويحثهم علي المشاركة مردد عبارتين في غاية الأهمية لكل المتابعين للشأن التركي فقد قال في العبارة الأولي ( ان من يفوز بأسطنبول يفوز بتركيا )
والعبارة الثانية التي يجب أن نتوقف عندها كثيرا وهو يوجه هذا الكلام لأنصاره من الإخوان المسلمين (هل ستعطي صوتك للسيسي ام ستعطيه لبن علي يلدريم )
والعبارة الأولي تعطينا مؤشر كبير علي ان أيام اردوغان وحزبه الحاكم في تركيا أصبحت أيام معدودة بعد فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض اكرم إمام أغلوا بمنصب حاكم مدينة أسطنبول باكتساح وبفارق كبير علي مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم مرشح حزب العدالة والتنمية حيث حصل علي اكثر من ٥٢٪ من أصوات الناخبين وبفارق ٧٧٥٠٠٠ صوت بعد ان كان فائزا في الإنتخابات التي ألغيت في مارس الماضي بفارق لايزيد عن ١٣٠٠٠ صوت وهذا يعني ان الكتلة التصوتية الحائرة والتي لاتنتمي لأي أحزاب سياسية أختارت مرشح المعارضة لتعطي له صوتها وهو الأمر الذي احدث فارق كبير في نتيجة الإنتخابات البلدية في إسطنبول مما يؤكد لكل المتابعين للشأن التركي أن أردوغان كان محقا عندما قال أن من يفوز بأسطنبول يفوز بتركيا …
العبارة الثانية والهامة جدا علي المشهد السياسي التركي هي التي قالها أردوغان لأنصاره وانصار حزبه من الإخوان المسلمين هل ستعطون أصواتكم للسيسي ام ليلدريم وكأن الرئيس المصري السيسي أصبح الغائب الحاضر في المشهد السياسي في جميع الدول العربية والإسلامية وأصبحت التجربة المصرية السيساوية هي التجربة الملهمة لكل الشعوب العربية والإسلامية التي تريد ان تتخلص من حكم الطغاة المستبدين والذين يحكمون شعوبهم كحما دكتاروريا مستبدا متخفيين تحت شعار الدين وتحت شعار أننا نحكم بالدين الإسلامي وتطبيق شرع الله والإسلام منهم بريئ برائة الذئب من دم بن يعقوب ولم تقتصر التجربة المصرية السيساوية والتي إزاحت وإلي الإبد حكم الفاشية الدينية حكم الإخوان المسلمين من مصر نهائيا علي الشأن التركي فقط فقد إنتصر الشعب الموريتاني لنفسة وأختار وزير الدفاع الموريتاني رئيسا للبلاد وسقط مرشح الإخوان المسلمين سقوطا مدويا لتصبح التجربة المصرية هي التجربة الرائدة والنموذج الرائع التي تسعي كل الشعوب العربية والإسلامية لتطبيقة…والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ولي وإنتهي زمن الإخوان المسلمين من كل البلدان العربية والإسلامية وأصبح هذا التنظيم الإرهابي تنظيما منبوذا ومكروها لدي الغالبية العظمي من أبناء الشعوب العربية والإسلامية .

تلك الاحداث المتلاحقة تكشف اننا امام واقع لا يقبل المناقشة هو بداية سقوط الطاغية ( وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .

Exit mobile version