كتب: أحمد مراد
بشهادة احد المشاركين
«إهدار للمال العام» فى معسكرات إعداد القادة
< التركيز على الطوابير والتمرينات الرياضية دون أي استفادة ثقافية
< إختيارات المشاركين تعتمد على العلاقات الشخصية والمحاسيب
< شهادة: أحمد مراد
تم ترشيح أحمد مراد الطالب بكلية الآداب قسم الإعلام بجامعة حلوان للمشاركة بمعسكر أعداد القادة – المنعقد بجامعة قناة السويس في دورة خاصة لذوي الاعاقة- من قبل أحد اصدقاؤه الذي طلب منه مسؤل المعسكرات بإدارة رعاية الشباب في جامعة حلوان؛ أن يرشح له طالب متميز قادر على تمثيل الجامعة مع زملائه الذين تم اختيارهم سلفا على الفور اتصل مسؤل المعسكرات بالجامعة بمراد ليسأل عن استعداده للمشاركة في هذا المعسكر وليخبره بميعاد التجمع وبداية المعسكر. حاول مراد الاستعلام عن تفاصيل وفعاليات المعسكر ألا أن رد المسئول جاء مختصر للغاية؛ اذ قال” هتقابلوا ناس هيعلموكوا ازاي تبقوا قادة، ومتقلقش هنكون معاكوا ديما”
الأربعاء 24 اغسطس؛ كان اليوم اأول من أيام المعسكر، وبدأ في الخامسة صباحا أذ وضع مراد اللمسات الأخيرة على حقيبة السفر وأستعد لمغادرة المنزل في السادسة صباحا حتى يصل للجامعة في تمام السابعة والنصف وهو ميعاد التجمع.
وصل الوفد حدود الساعة الثانية ظهرا، وبعد أن تم حصر عدد الطلاب- والذين بلغ عددهم 22 طالب وطالبة- وبعد التأكد من عدم وجود زيادة عن العدد المقرر مشاركته في المعسكر؛ تم تسكين الطلاب وأعطائهم مهلة نصف ساعة يستريحون فيها ثم يتوجهوا ألى المطعم حيث وجبة الغداء.
حتى الآن يمكن أن نقول أن اليوم لم يبدأ بعد؛ فكانت البداية في تمام الخامسة بعد أن تناول الطلاب وجبة الغداء واستراحوا لمدة تجاوزت الساعة ونصف’ وقتها أمر مشرف وفد جامعة حلوان طلابه بالتوجه للملعب نرتدين الزي الرياضي.
طلب القائد من وفود الجامعات- الذين تجاوز عددهم عشرة جامعات- الاصتفاف ألى جانب بعضهم البعض، ثم طلب من قائد فوج كل جامعة أن يعطيه تمام وفده؛ وهو عبارة عن أعلان عدد الوفد المشارك بالمعسكر، ثم عدد الحاضرين بطابور التمام مفرقا بين عدد الطلاب الحاضرين وعدد الطالبات الحاضرات، وأخيرا أعلان عدد الغائبين، على أن يختتم القائد التمام بقوله: يا فندم.
وكثيرا ما أخطأ القادة أثناء أعطاء التمام وفي كل مرة من يخطأ يعيد حتى يصيب.
دام الطابور لمدة ساعة، ونصف وبعدها سار الطلاب- سيرا على الأقدام- متوجهين ألى قاعة المؤتمرات حيث حفل افتتاح الدورة الخامسة للمعسكر بجامعة قناة السويس.
كان حفل قصير؛ دارت أحداثه بين الترحيب بالطلاب من قبل قيادات معهد ءعداد القادة بحلوان وعلى رأسهم د. أيمن عبد الدايم مدير المعهد، وكذالك الترحيب من قبل أدارة جامعة قناة السويس.
وفي نهاية الحفل نوه عبد الدايم- مدير المعهد- عن بعض قواعد المعسكر, مشيرا ألى أن التفاصيل كلها ستصل طلاب كل جامعة مع مشرفهم.
وكان منع التدخين وعدم ارتداء الشورت خارج غرفة الإقامة أبرز التعليمات، فضلا عن أن اليوم في المعسكر يبدأ في الخامسة صباحا لينتهي عند منتصف الليل في الثانية عشرة.
بعد الحفل توجه الطلاب الى مقر أقامهم المدينة الجامعية، وانتظروا المشرفين حتى انتهوا من اجتماعهم مع قيادات معهد أعداد القادة والذين أبلغوهم بتفاصيل المعسكر وقوانينه.
ولم يندهش الطلاب من القوانين الصارمة للمعسكر والتي لم تسمح لهم حتى بالخروج خارج المدينة الجامعية ألا لساعات قلائل وفي أفواج مجمعة؛ ولعل سبب عدم الاندهاش هذا يرجع ألى ما لمسه الطلاب من ءختلاف الحياة داخل المعسكر عن خارجه وأنها أيام معدودة وتجربة جديدة ستكسر حاجز الملل لديهم
بعد تلقي التعليمات؛ سجل الطلاب اسمائهم بالأنشطة الرياضية المختلفة والمقرر انعقادها في اليوم التالي.
توجه الطلاب ألى غرفهم بعد استلام العشاء والفطار معا، وبعد تناول العشاء وبعد قليلا من التدخين والاستماع للموسيقة؛ ناموا جميعا في أقل من ثانية،وكان الوقت قد تأخر كثيرا فقد تجاوزت الساعة، الواحدة صباحا.
بدء اليوم المرهق- الخميس 25-8 في تمام الخامسة صباحا، وبعد الاستيقاظ بصعوبة وبعد التوجه لأرض الطابور وتأدية طابور التمام؛ تعجب الطلاب من الأوامر التي صدرت لهم بالجري مسافة 4 كيلوا متر متواصل.
فلم يكن هاؤلاء الطلاب اعتادوا على مثل هذا المجهود، وأخذوا يتساألون: كيف لنى أن نجري وبعضنا من أصحاب الأعاقات البصرية والبعض الءخر معاق حركيا؟!
ولاكن كان رد قائد الطابور حاسما وحماسيا في نفس الوقت؛إذ قال:” العزيمة تعمل المستحيل، ومن يستطيع الجري فليفعل ومن لا يستطيع فليمشي”.
والغريب أن الجميع أدى تمرين الضاحية هذا، وباقي التمارين بعده بحماسة وهمة عالية متناسين أعاقاتهم.
قبل حضور الندوة أجتمعت وفود الجامعات في أرض الطابور لتءدية طابور التمام المسائي وطابور تحية العلم والذي لم يسمح لأي طالب أو أي فرد داخل المعسكر- حتى القيادات- التغيب عنه.
أمرا غريب قد حدث؛ فلم يحضر محاضر ندوة الشهيد الحي، وتم أستبدال الندوة بالمسابقة الفنية؛ والتي تضمنت الءنشاد الديني، الغناء، الشعر، الزجل.
في نهاية المسابقة صدرت أوامر للطلاب بالتوجه للملعب لبدأ فاعليات النشاط الرياضي.
وأستمرت الفاعليات ألى ما بعد منتصف هذه اليلة، لاكن اليوم لم ينتهي ألت في الثالثة صباحا؛ فربما أراد الطلاب الأحتفال مبكرا بأنجازاتهم الرياضية والفنية، ومرت الساعات بين التدخين بشراهة والموصيقى الصاخبة والضجيج الذي هز أرجاء المدينة الجامعية.
أصعب ما يكون أن يبذل شابا مجهود متواصل لمدة يومين ولا ينام ألا ساعتين في ءخر ليلة، وكان هذا هو حال الطلاب الذين غاب نصفهم تقريبا عن طابور تمام اليوم الثالث للمعسكر- يوم الجمعة 26-8-.
مرت التمارين الرياضية في هذا اليوم كسابقه، وبعدها أستأنف النشاط الرياضي مرة ثانية، واستمر الأمر كذالك حتى صلاة الجمعة.
وبعد أداء الصلاة أستراح طلاب الجامعات جميعا ما عدى طلاب جامعة حلوان؛ فقد وكلت أليهم مسؤلية خدمة زملائهم في المطعم- وأستطاعوا عن جدارة الحصول على المركز الءول في دوري المطاعم-.
عقب أنتهاء الغداء أدى الطلاب طابور تحية العلم، ثم توجهوا ألى قاعة المؤتمرات لحضور ندوة؛ حاضرهم فيها الدكتور أشرف مرعي- رئيس المجلس القومي للأعاقة- والذي لم يتحدث عن القادة أو الشباب أو مثل هذه الأشياء التي توقعها الشباب، فقط تحدث عن نشاط المجلس وسبل التعاون وتقديم الخدمات لذوي الأحتياجات الخاصة.
قبل ختام الندوة دخل الشيهيد الحبدي؛ عبد الجواد سوالم-ءحد أبطال حرب أكتوبر-، ولم تكن الندوة ثقافية كما علمنا بل كانت وطنية، ولاكن أستمتع بها الجميع.
بمجرد أنتهاء الندوة أصبح الطلاب طلقاء ألا من لديه مسابقة لم تستكمل بعد مثل مسابقة الطالب المثالي التي حصلت على المركز الأول فيها جامعة حلوان.
يعتبر هذا اليوم-الرابع-أفضل الءيام؛ فقد تحرر الطلاب من كافة القيود التي عبتهم كثيرا، وكانت الجولانت الخارجية حفل تسليم الجوائز أبرز معالم اليوم، فضلا عن بعض المشدات الخفيفة بين طلاب الجامعات المختلفة.
ولى لرغم من كونه اليوم الختامي، وقرر الطلاب السهر فيه؛ لم يستطيعوا السهر وناموا مبكرا أستعدادا للسفر في اليوم التالي- اليوم الخامس-.
سرعان ما بدء اليوم الخامس الذي حرص فيه كل فوج على السفر مبكرا قبل حرارة الشمس خاصةا وفود الجامعات البعيدة عن جامعة قناة السويس مثل جامعة اسوان وجنوب الوادي.
كانت أيام مميزة من الصعب أن ينساهى أحد ولاكن ما يحزننا حقا؛ هو القدر الضئيل الذي حصلنا عليه من الثقافة والوطنية- على حد قول أحمد مراد-.
التعليقات