تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات كبرى، تتضمن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وإضعاف حزب الله في لبنان، والقيود المتزايدة على الحوثيين في اليمن، وهي إشارات إلى نقطة تحول استراتيجية في المنطقة. يؤكد تقرير الكونغرس الأمريكي، المنشور في موقع هيل بتاريخ 24 أبريل 2025، أن سياسة “الضغط الأقصى” على النظام الإيراني، مع دعم قوي للشعب الإيراني، يمكن أن تُنهي التدخلات الخبيثة لطهران ووكلائها. توفر هذه التطورات فرصة غير مسبوقة لاستعادة الاستقرار في المنطقة ودعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية.
كان سقوط نظام بشار الأسد في دمشق في ديسمبر 2024 ضربة قوية لنفوذ النظام الإيراني. كانت سوريا لسنوات ممرًا حيويًا لنقل الأسلحة والدعم اللوجستي من إيران إلى حزب الله في لبنان، وشكلت قاعدة استراتيجية لطهران في المنطقة. أنفقت إيران ما بين 30 إلى 50 مليار دولار لدعم الأسد، وخسرت أكثر من 2000 من قواتها العسكرية في الحرب الأهلية السورية. ومع ذلك، أظهرت سيطرة القوى المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، على دمشق، أن دعم إيران وحزب الله فشل في منع انهيار هذا النظام. أغلق هذا الفشل قنوات التمويل والتسليح لحزب الله، وأضعف بشكل كبير نفوذ إيران في الشام.
يعاني حزب الله في لبنان، المدعوم ماليًا وعسكريًا من إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي، من ضعف كبير في الأشهر الأخيرة بسبب الهجمات الإسرائيلية وفقدان قادته الرئيسيين، بما في ذلك حسن نصرالله. تشير التقارير إلى أن هذه الجماعة، التي كانت قوة إقليمية قوية، تواجه الآن تحديات داخلية وانخفاضًا في الدعم الشعبي في لبنان. كشفت وثائق تم العثور عليها في السفارة الإيرانية في دمشق عن شبكة تجسس واسعة النطاق لإيران وحزب الله، وهي الآن عرضة للانهيار. هذه التطورات قلّصت قدرة إيران على التدخل في لبنان وما وراءه.
في اليمن، يواجه الحوثيون، إحدى الجماعات الوكيلة المدعومة من إيران، ضغوطًا متزايدة. أدت القصفات الأخيرة، إلى جانب الضغوط العسكرية من الولايات المتحدة، إلى تقليص قدرة الحوثيين على تهديد أمن مضيق باب المندب والتجارة البحرية. أعلن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بسنت، في أبريل 2025 أن هذه الهجمات هي بداية سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني. كما قلّصت العقوبات الجديدة على سلسلة توريد النفط الإيراني، وهي المصدر الرئيسي لتمويل الجماعات الوكيلة، قدرة طهران على دعم الحوثيين بشكل كبير.
في الداخل الإيراني، أصبحت الانتفاضات الشعبية رمزًا للنضال من أجل الحرية والديمقراطية. يلعب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دورًا رئيسيًا في هذه الحركة. خطة مكونة من عشر نقاط قدمتها مريم رجوي، رئيسة المجلس، والتي تؤكد على الديمقراطية والمساواة بين الجنسين وفصل الدين عن الدولة، تُعتبر خارطة طريق لمستقبل إيران. أكد الكونغرس الأمريكي في جلسة عقدت في أبريل 2025، من خلال مشروع قانون ثنائي الحزب، على ضرورة منع النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية ووقف تمويله للجماعات الإرهابية. يلزم هذا المشروع البيت الأبيض بتقديم دعم قصوى للشعب الإيراني ضد النظام، ويدعم، إلى جانب العقوبات الاقتصادية والإجراءات الدبلوماسية، إضعاف النظام وتعزيز الحركات الداخلية لإقامة الديمقراطية.
تُظهر هذه التطورات تراجع نفوذ النظام الإيراني وانهيارًا تدريجيًا لشبكته الوكيلة. يمكن لسياسة الضغط الأقصى، مع دعم الانتفاضات الشعبية في إيران، تسريع هذا الاتجاه وتحقيق شرق أوسط أكثر استقرارًا وأمانًا. لقد حان الوقت للمجتمع الدولي للاستفادة من هذه الفرصة بحزم ودعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية.
التعليقات