الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

إستقامة الحياة

إستقامة الحياة

بقلم : عصام عبد الحميد

 

في عصور الفتح الإسلامي كانت الحدود واضحة بين المنطلقات الثابتة والتصورات الإسلامية المتجددة .. ولم يكن هذا خلط وهذا الصراع القائمة عليه – قد أنتشر بين المسلمين – فكانت قضايا الإيمان تتجه إلي مجراها الطبيعي كما تتجه المياه العذبة إلي نهرها الصافي . وكانت قضايا العقل تتجه إلي بحرها أو محيطها لتلتقي مع قضايا الأيمان متعاونة معها مؤكدة لها لكن مع ذلك كان بينها وبين قضيا الأيمان “برزخ لا يبغيان” – فماذا حدث – حتي أصبح بعض المسلمين يعتدي علي أخص خصائص الإسلام وهو مزجه بين الإيمان والعقل في تناغم وانسجام – بحيث يستحيل معه تعارض النقل والعقل ؟! وماذا حدث حتي يزعم أحدهم أن العقل (أولا) .. ويزعم أخرون أن العقل (ثانيا) وليس في هذه القضية لا هذا ولا ذاك .. فالعقل الرشيد أبن شرعي للوحي الصحيح – والوحي أو النقل لا يعمل إلا مع العقلاء والعقل – كذلك – بدون الوحي – مصيره الحيرة والضلال والدمار . ومن أبرز مهام الوحي تكوين العقل بعيدا عن التقليد والتعصب والجزئية والعمي والجمود وأستلاب الغرائز والضلال وتحكم الهوي والأثرة والعنصرية والجهل وغيرها من صور الضغط والتوجيه التي تمنع العقل أن تري الصورة كلها أو يضع الأمور في نصابها وان ينتهي إلي الحكمة الراشدة والرأي الدقيق المحيط السديد !! وكان بعض المعتزلة والفلاسفة من أوائل من خلطوا في هذه القضية وكان لهم بعض العذر في ذلك  إذا كانوا يواجهون مرحلة حرجة انتشرت فيها الوثنيات والفلسفات القائمة علي التشكيك لكن من المؤسف أن من وقع فيه أكثر المعتزلة والفلاسفة في القديم وقع فيه كثير من المصلحين الذين واجهوا الحضارة الأوروبية الحديثة بموقف انهزامي تلفيقي , وحاولوا جاهدين إخضاع حقائق الإسلام المتصلة بالكون والإنسان وبعض القوانين التي تحكمها – لمقولات العلم الأوروبي ونظرياته الكثيرة التقلب والتطور !! ونحن نقول لهؤلاء جميعا أن القضية الصحيحة هي أن الوحي له الرأي الأول في شئون الدين وكل ما ور فيه نص قطعي الثبوت والدلالة هو من شئون الدين حتي ولو كان متصلا بالدنيا .

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79603690
تصميم وتطوير