أ/حازم محمد سيدأحمد
من الأمور المهمة في حسن الإدارة (ترجيح الأهم على المهم) فإنه في كثير من الأحيان تتعارض المصالح، فأيتها تقدم؟ أو تتعارض المفاسد فأيتها لا بد منها اضطرارا؟فعلى الإنسان، أن يقدم الأكثر صلاحا، أو الأقل فسادا، وإلا فاته الأصلح ، أو وقع في الأفسد، وكلاهما يوجب ضعف الإدارة.مثلا هناك عامل نشيط يفيد العمل نشاطه، لكنه غير نزيه فعلى المسؤل، أن يرى أيهما أرجح: هل بقاء العامل في المعمل لنشاطه؟ أو إقالته لعدم نزاهته؟ معتمدا في ذلك المقارنة والفكر والعقل فقد يكون عدم نزاهته يوجب وصمة العمل أو عدوى إلى سائر العمال، أو نقصا كبيرا في الربح- لأنه خائن- وهنا يقدم المسؤل فصله على بقائه، وقد يكون عدم نزاهته لا يضر إلا نفسه، وهنا يرجح بقاءه. وأمثال هذه الأمور تترائى للمسؤل، في كل خطوة، فإن لم يعمل بالحزم، في اختيار الأصلح ضعفت إدارته، بل ربما آل إلى الانهيار. والتركيز على المهم من الأمور الإدارية الناجحة،ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة تنفيذ المسؤل أو المدير رأيه في كبار الأمور وإيكال صغارها إلى مرؤوسيه،وذلك، لأن المسؤل أو المدير لو استبد بكل الأمور، كان جرحا لأنظار مرؤوسيه، مما يسبب برودهم، وكسلهم، فيتفرد المدير بالإدارة، ولو أوكل كبار الأمور إليهم، كان ضياعا وخبالا، فمن حسن الإدارة توزيع الأمور بهذا النحو.والمطالع في سيرة رسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم) يشاهد هذا الأمر بكل وضوح، فإنه كان ينفذ رأيه الحكيم في الأمور الكبار أما الأمور الصغار التي يصح كل وجه منها، فكان يكلها إلى أنظار أصحابه، و لذا لم يقبل شفاعة أبي سفيان في قصة تجديد المعاهدة، بينما قبل الشفاعة في أبي سفيان من عمه العباس، في قصة فتح مكة ،ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( تنظيم الأمور وتوزيعها) فقد قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ( الله الله في نظم أمركم) فإن المرؤوسين إذا عرفوا تكليفهم، فإن قاموا به جوزوا بالجزاء والثناء، وإن لم يقوموا به، جوزوا، بعد أن عرفوا كونهم مسيئين.أما بدون التنظيم، والتوزيع، فالأمور تبقى مجمدة، والغايات تبقى بعيدة وذلك من أفظع أنواع الفشل في الإدارة.وبعد التوزيع والتنظيم.. يحتاج المسؤل أو المدير إلى مراقبة مستمرة لمرؤسية، ليقوم كل بقسطه من العمل، وإلا فإصدار الأوامر،والتخطيط الإداري من الأمور المهمة في حسن الإدارة ( التخطيط) فإنه كما يحتاج المعمار إلى تخطيط البناء قبل الشروع في العمل،، كذلك يحتاج من أنيط به أمر، لإدارته إلى تخطيط عمله قبل الشروع فيه، فإن فعل ذلك وفر على نفسه أتعابا كثيرة وأصبح العمل منظما جميلا.ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( تنظيم الأوقات) فلا يهدر من أوقاته دقيقة واحدة فإن بقدر الهدر (ولو دقيقة) تتسم الإدارة بالنقص، ويوصم المدير بالكسل، مما تضعف إدارته. فإن أوقات الشخص محدودة والأعمال التي يمكن أن ينجزها لحسن إدارته غير محدودة، ولذا التكافؤ غير موجود، وإن انتهز جميع الأوقات فكيف ما إذا أغفل وقتا؟.ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (إصلاح الخطأ) فور العلم به، فإن الإنسان مهما بلغ من قوة الإدراك، وصحة العمل لا بد أن يخطئ- فيما عدا أهل العصمة عليهم السلام.وهناك بعض الناس يرون أن الإعتراف بالخطأ واصلاحه ، انتكاس ووهن وذهاب شخصية، ولذا يصرون على الخطأ..لكن العقلاء يعلمون أن الإصرار على الخطأ خطأ آخر، فإذا أخطأ السائق الطريق، ثم علم ذلك كان اللازم الرجوع والإعتراف بالخطأ، أما الاستمرار في السير في ذلك الطريق، فإن معناه الهلاك.ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ،سد الخلل الصغار قبل أن تكبر، فان الأمر المفسد يبدو صغيرا ثم يكبر. بما لا يمكن أن يسد.وقوة القرار الإداري و من الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الأخذ بأطراف الإدارة بقوة) فإن الإدارة مهما كانت يجب أن تكون يقظة حذرة، وإلا آل الفساد إلى أطراف الإدارة وأخيرا يصل إلى نفسها مما يسبب انهيارها .والإستشارةمن الأمور المهمة لحسن الإدارة بصورة مستمرة،لكل صغيرة وكبيرة فإن الإنسان مهما أوتي من علم وتجربة، فإن الاستشارة تبدي له وجوها أخرى، وإن كانت الاستشارة ممن هو دونه علما وتجربة ومنزلة.
والتوفيق من الله
التعليقات